1 – التلميذ: ”إفتح يا ربُّ قلبي لشريعتك“ (2مكابيين 1: 4)، وعلمني أن أسلك في رسومك.
هب لي أن أفهم مشيئتك، وأن أتذكرك، باحترامٍ عظيمٍ واعتبارٍ جدي
جميع إحساناتك، العامة منها والخاصة، علني أستطيع أن أشكرك عليها الشكر اللائق!
على أنني أعلم وأقر بعجزي عن تأدية الشكر الواجب، وإن لأقل أفضالك.
أنا دون جميع الخيرات التي جدت بها عليَّ، وإذ أتأمل جودك، يغشى على روحي بسبب عظمتك.
2 – كل ما لنا، في النفس والجسد، وكل ما نملك
في الداخل أو في الخارج، من طبيعيٍ أو فائق الطبيعة، إنما هو من إحسانك
ويشهد أنك أنت المحسن الحنون الصالح، الذي منه نلنا جميع الخيرات.
وإن نال الواحد أكثر والآخر أقل، فكل شيءٍ، مع ذلك، هو منك
وبدونك لا ينال شيءٌ مهما كان زهيدًا.
فالذي نال أكثر، لا يستطيع أن يفتخر باستحقاقه، ولا أن يترفع على الآخرين،
أو يعير من كان دونه، لأن الأعظم والأفضل،
هو من لم ينسب خيرًا لنفسه، بل كان أكثر تواضعًا وعبادةً في شكره.
ومن احتسب نفسه أحقر الجميع وأقلهم استحقاقًا
فهو أكثرهم أهلية لنيل إحساناتٍ أعظم.
3 – أما الذي نال أقل، فعليه أن لا يحزن ولا يتذمر، ولا يحسد من هو أغنى منه. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). بل بالحري أن ينظر إليك
ويسبح جودك أعظم تسبيح، لأنك تفيض مواهبك مجانًا، بسخاءٍ وارتياحٍ عظيمين، ومن غير محاباةٍ للوجوه.
كل شيءٍ هو منك، ولذلك ففي كل شيءٍ يحق لك التسبيح.
أنت تعلم ما يصلح أن يعطى لكل واحد، وليس لنا نحن أن نعرف لم الواحد نال أقل والآخر أكثر، بل تلك المعرفة تخصك أنت
وقد حدد عندك استحقاق كل واحد.
4 – لذلك أيها الرب الإله، إني أعتد إحسانًا عظيمًا، أنني غير حاصلٍ على كثيرٍ من المواهب، التي تستجلب في الخارج مديح الناس وإعجابهم.
فالإنسان، إذا تأمل في فقره وحقارة شخصه، عليه ليس فقط أن لا يكتئب أو يحزن أو يسترخي، بل أن يتعزى، بالحري، ويفرح جدًا
لأنك أنت، أللهم، قد اخترت لنفسك المساكين والأذلاَّء ومحتقري هذا العالم، خلانًا لك وأُلفاء.
والشاهد بذلك رسلك أنفسهم، الذين “أقمتهم رؤساء على جميع الأرض“ (مزمور 44: 17).
فإنهم سلكوا في العالم من غير ملامة، فكانوا من التواضعٍ والبساطة والبعد عن كل مكرٍ وغش، بحيث “يفرحون حتى باحتمال الإهانات من أجل اسمك“ (أعمال 5: 41)،
ويعتنقون، بشغفٍ عظيم، ما يستكرهه العالم.
5 – فعلى محبك الذي عرف إحساناتك، أن لا يفرح بشيءٍ آخر، فرحه بأن تتم فيه مشيئتك، ومرضاة تدبيرك الأزلي.
فبذلك وحده يجب أن يكتفي ويتعزى، بحيث يرضى، بارتياح، أن يكون هو الأصغر، كما يتمنى غيره أن يكون الأعظم؛ وأن يكون مطمئنًا راضيًا في المرتبة الأخيرة، كما في المرتبة الأولى، وأن يرتاح إلى الازدراء والهوان
وخمول الاسم والصيت، ارتياح الآخرين إلى التسامي في المجد لدى العالم.
فمشيئتك وحب كرامتك، يجب أن يعلوا كل شيء، وفيهما يجب أن يجد من التعزية والمسرة، فوق ما يجد في جميع الإحسانات التي منحته أو ستمنحه إياها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/sk64ndj