كلما كانت الظروف معدّة ومهيأة للتعلم، فحينئذ يتم التعلم بكل سهولة وتأثير. وهذا الاستعداد يشمل:
(أ) استعداد المتعلم background السابق، أي دراساته السابقة ومعلوماته وخبراته التي يمكن التكميل عليها.
(ب) والاستعداد الذهني أي إثارة الرغبة والتشويق اللازم ليعطى المتعلم كل انتباهه.
(ج) وأحيانًا ينشأ الاستعداد من السرور الذي ينشأ من نجاح المتعلم في تحصيله السابق فيشعر برغبة في استمرار الشعور بالنجاح والإنجاز ولذلك يكون مستعدًا للتعلم. لذلك يلزم أن يشجع المدرس المتعلمين فرديًا حتى يشعر كل واحد منهم بالإنجاز والتحصيل achievement.
* فالقاعدة أنه عندما يكون الشخص مستعدًا للعمل بطريقة معينة يشعر بسرور ورضا من هذا العمل. ويتعب ويتضايق إذا فشل في أدائه أو في الحصول عليه. فعند إعداد الدرس يجب التمهيد له باستعادة خبرات أو موضوعات لها أهمية أو تشويق عند المتعلمين – سواء من حياتهم العامة أو من دروس سابقة. كما كان يفعل السيد المسيح عندما كان يمهد لتعاليمه العالية بأمثال من واقع اختبارات المستمعين "خرج الزارع ليزرع" - "أنظروا إلى طيور السماء..." - يشبه ملكوت السموات... شبكة – خميرة...".
عندما يقوم الفرد بعمل ما بنجاح ورضا، فإنه يرغب في تكرار هذا العمل. وكلما تكرر النجاح وتكرر العمل كلما ازداد التعلم رسوخًا وثباتًا.
لذلك يلزم إتّباع وسائل تعليمية تجعل الدراسة حية ومشوقة.
ربما من السهل إقناع الناس بصحة التعاليم المسيحية، ولكننا غالبًا لا نضعهم أمام الفرص المشجعة والمرغّبة التي تجعلهم يقبلون على تنفيذها. لذلك إذا نجحنا في وضع الكبار في مناسبات وفرص للسلوك المسيحي تشعرهم بالرضا فحينئذ سيقبلون على ذلك من أنفسهم وتصبح من اختباراتهم، وذلك بتشجيع الضعيف، ومساندة المخلّع، وترغيب البعيد حتى نربح على كل حال قومًا.
التكرار والتدريب العملي يثّبت الخبرات ويصبح ذلك أعمق أثرًا إذا كان التكرار مع تركيز الفكر والإنتباه وليس مجرد تكرار آلى.
(شرح أثر التكرار في الجهاز العصبي – أثر هذا القانون في تكوين العادات – وكيفية تعديلها).
كل خبرة يمر بها الإنسان مرتبطة بخبرات أخرى مصاحبة لها. فعند تذكر خبرة معينة نتذكر معها ما كان يصاحبها من ظروف أو أشخاص أو ملابسات. وهو ما يسمى بتداعي الخواطر.
ويكون الارتباط بالزمن أو بالمكان – وكذلك يخضع لأحكام التشابه similarity والتضاد contrast، فعندما ترى شيئًا أو شخصًا تتذكر ما يشبهه أو ما يضادّه ويخالفه.
وعليه فكل خبرة جديدة تفّسر في ضوء الخبرات السابقة. وهذا القانون ينفع عند حفظ الأرقام والسنوات، وأسماء البلدان والمواقع. فيمكن ربطها بأمور أخرى تسهل عملية الحفظ عن طريق التداعي. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كما وضعت قوانين النحو العربي في "ألفّية ابن مالك" من الشعر لتسهّل حفظ القواعد واسترجاعها. وكذلك المعلومات التي توضع في وزن موسيقى ليسهل على الأطفال حفظها. وهكذا بالنسبة للكبار، يمكن استخدام أيضًا التشبيهات التي تسهّل التداعي، وتربط بين الأفكار المراد توصيلها، والخبرات السارة التي مرت على الشخص من قبل. فكلما تذكّر هذه الأمور السارة كلما تذكّر هذه التعاليم والخبرات.
ولذلك يجب أن يشعر الإنسان بالارتياح والرضا والجو المنعش في الكنيسة واجتماعاتها حتى ترتبط اختباراته الدينية بكل ما هو حسن وجميل، وهنا يظهر أثر الطقوس والألحان.
ومن أهم ما يلزمنا به هذا القانون في التدريس هو استخدام وسائل الإيضاح السمعية والبصرية، لأنه كلما تذكرنا الوسيلة (وهى غالبًا مشوقة)، تذكّرنا أيضًا التعليم أو الاختبار المرتبط بها.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/6frv7w7