St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-014-Various-Authors  >   002-Hal-Takhdemny-Ana
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب هل تخدمني أنا؟! - إدوارد سوريال عبد الملاك، الأقصر

60- حياة الاختفاء وإنكار الذات في الخدمة

 

St-Takla.org Image: Crucifying oneself, the old human in me, self-denial, Jesus lives in me, crucifying the old self. صورة في موقع الأنبا تكلا: صلب الذات، صلب الإنسان العتيق، إنكار الذات، المسيح يحيا فيَّ.

St-Takla.org Image: Crucifying oneself, the old human in me, self-denial, Jesus lives in me, crucifying the old self.

صورة في موقع الأنبا تكلا: صلب الذات، صلب الإنسان العتيق، إنكار الذات، المسيح يحيا فيَّ.

ثانيًا: حياة الاختفاء وإنكار الذات في الخدمة:

قال أحد الآباء القديسين في عبارات بسيطة هي "داري على شمعتك تنور". ولقد كان السيد المسيح له المجد في خدمته لا يصيح ولا أحد يسمع في الشوارع صوته. (مت19:12)

أنها يا عزيزي الخادم  مبادئ هامة في الخدمة يجب ان تضعها في الاعتبار، لأننا نخشى أن كثرة الإعلانات في عمل الرب قد تتيح الفرصة لشيطان البر الذاتي أن يعمل وتكون النتيجة أن العمل لا ينسب إلى الله بقدر ما ينسب إلى البشر. إن الحياة الخفاء نافعة لنجاح الخدمة لاسيما لو ارتكزت على صلاة المخدع حيث تعرض مشاكل الخدمة ومشروعاتها وأفكارها الجديدة أمام عرش النعمة، لأن أي خدمة لا تسبقها صلاة يشك في ثمارها ونجاحها، لأن الخادم يطلب فيها من الله أن يتدخل في العمل لكي يعطيه نجاحًا، وفي هذا يقول بولس الرسول "ولكن لنا ثقة مثل هذه بالمسيح لدى الله، ليس أننا كفاة من أنفسنا أن نفتكر شيئًا كأنه من أنفسنا، بل كفايتنا من الله الذي جعلنا كفاة لأن نكون خدام عهد جديد (2كو4:3- 6).

أننا رأينا خداما مباركين وناجحين في عملهم لأنهم يعيشون خدمة الخفاء، ويهربون من المجد الباطل ويوم أن يعرفوا أن الناس قد علمت بخدمتهم يعيشون مرارة الألم من أجل هذا الأمر. إن شعارهم هو لا تعرف شمالك ما تفعل يمينك (مت3:6)، وحياتهم هي بالحق حياة الخفاء، وأبوهم الذي في الخفاء سوف يجازيهم علانية (مت18:6). أنه بقدر اختفائك يا أخي الخادم، وإنكار ذاتك بقدر نجاح خدمتك، ولتجعل كلمات الرب يسوع دائمًا شعارك في الخدمة "مجدًا من الناس لست أطلب" (يو41:5). ويقول الرب يسوع أيضًا "كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجدًا بعضكم من بعض (يو44:5). فإذا كان هذا لمن يؤمن فكم بالحري لمن يخدم!!! (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لقد رأينا خداما يختارون دائمًا الخدمات المختفية التي لا يعلم الناس شيئًا عنها، لكي ينالوا أجرتهم من الله.

إن الذين يسعون إلى كسب مديح الآخرين، وتعلو أصواتهم في الخدمة لكي تصل إلى كل شخص في محيط الخدمة قد استوفوا أجرهم من الأرض وخسروا أجرة السماء التي هي أهم من كل شيء، فالسيد المسيح يعلمنا قائلا "... أنتم أيضًا متى فعلتهم كل ما أمرتم به فقولوا أننا عبيد بطالون لأننا عملنا ما كان يجب علينا" (لو10:17). ففي إنكار ذواتنا الذي يشعر بأنه قد عمل شيئًا له قيمته وضخامته سوف تهبط همته ويقف عند الحد الذي وصل إليه أما من يشعر باستمرار أن عمله قليل ويوجد الكثير الذي يجب أن يعمله فسوف يعمل أكثر وأكثر، وفي كل مرة يعمل فيها عملًا جديدًا يشعر أنه لم يعمل شيئًا، ودائمًا يطلب من الله أن يرحمه ويغفر له تقصيره، ومحصلة كل هذا في النهاية هي إيجابية العمل وتفرعه وتنوعه ليتمجد أسم الله بهذا العمل، وترتبط ثمار الخدمة باسم المسيح وليس باسم إنسان.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-014-Various-Authors/002-Hal-Takhdemny-Ana/Do-You-Serve-Me-60-Hiding.html

تقصير الرابط:
tak.la/c56wy5v