شبه أحد الآباء صلوات السواعي في الأجبية بوجبة دسمة ووليمة عرس فاخرة فيقول:
مقدمة الصلاة هي لباس العرس الذي يؤهلنا ويوجه أفكارنا وأحاسيسنا إلى التمتع بأطايب هذه الوليمة، وهذا اللباس مكون من ثوب ومنطقة وحذاء.
* فالثوب هو الصلاة الربانية المهداة لنا من رب الوليمة نفسه الذي أوصانا وقال: "متى صليتم فقولوا أبانا الذي في السموات" (لو 11: 2). ثوب يغطى كل احتياجاتنا من عند الرأس إلى القدمين، يغطى شئون ابتهالنا إلى الله وشئون أنفسنا ومن يحيطون بنا، ثوب كامل يطيب للنفس النقية أن ترتديه في هدوء (دون تعجل) وبعناية (دون إهمال) وببهجة (دون ملل)
* والمنطقة هي صلاة الشكر التي ينبغي أن تحيط بالمسيحي إحاطة تامة في كل أموره وصلواته "شاكرين كل حين على كل شيء في اسم ربنا يسوع المسيح (أف 5: 20) إذ بها يعترف الإنسان بالفضل لله على كل شيء، ويخلي نفسه من كل شيء، ويربط كل حواسه بالإقرار القلبي أن كل المعونة والستر والنعمة والحفظ هي من عند ضابط الكل الرب إلهنا.
* أما عن الحذاء فإنه مزمور التوبة "ارحمني يا الله كعظيم رحمتك، ومثل كثرة رأفتك" هو انسحاق وندم واستغفار عما لحق الإنسان من أقذار العالم، وبذلك يمكننا أن نستعمله ليعيننا على المسير في برية هذا العالم دون أن تنجرح أقدامنا، فهو بمثابة الحذاء الروحي للمؤمن يلبسه علامة على رفضه زلات القدم إذ قد قدم مشاعر التوبة والحزن والندم.
هذا هو لباس الوليمة السمائية، به يدخل المصلى إلى أطايبها الروحية فيجد فيها:
1- طعامًا شهيًا 2- خبزًا سمائيًا 3- ماءً نقيًا
على المائدة الروحية أطعمة شهية كثيرة ومتنوعة يقدمها داود المرنم الحلو في مزاميره العميقة فهذا مزمور للتمجيد وذاك للتسبيح وثالث للشكر وآخر للتأمل وغيره لطلب المعونة... الخ
وهكذا تمتلئ الوليمة الروحية بأعظم الأطعمة الشهية التي أوصى بها الله نفسه. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فلا تكتفي يا ولدى برؤيتها فقط، بل خذها لنفسك، كلها جيدا دون تسرع بل في اتقان ولذة تجدها في فمك فائقة الحلاوة، وستكون في داخلك جزيلة الفائدة.
وبجانب هذه الأطعمة الروحية الشهية تجد خبزا سمائيًا تختم به تأملاتك الروحية في المزامير وهو عبارات الإنجيل التي تسند تأملاتك الروحية لأنها تناسب زمن الصلاة وتقوى عزيمتك المقدسة، فيا ليتك تصلى الإنجيل بتأن وفهم لكي تعمل عباراته بعمق في حياتك.
فإذا طابت نفسك بشهيات العتيقة (المزامير) وتمتعت ببركات الحديثة تجد في الوليمة.
تأملات مطابقة لزمن الصلاة في هيئة قطع من الصلوات الآبائية ترطب بها جوفك وتؤكد دخول كلمات الصلاة والتأمل داخل حياتك، فخذ من هذا الماء النقي في تؤده دون تسرع لكي تنال الفائدة العميقة والغذاء الروحي النافع.
· إن لهذه الوليمة يا بنى جوًا روحانيًا بديعًا فائق الروعة.
· ففيها عطور التقديس والإيمان: ترتل تقديسات وتردد قانون إيمان الآباء، وهذه عطور ثمينة ذات روائح جزيلة العظمة، يحس خلالها المسيحي أنه لا يصلى وحده بل مع الملائكة يقدس ومع الآباء القديسين يؤمن ويسبح ويمجد. والقداسة والإيمان روائح زكية طاهرة نقية جزيلة الفائدة والبركة.
وفى الوليمة بخور زكى الرائحة، صلوات متماثلة متصاعدة إلى فوق في ترتيب كنسي بديع.
فتردد كثيرا صلاة "يا رب ارحم" ولن يكفينا العمر كله في ترديد وطلب الرحمة الحنونة من إلهنا المحب، فليكن تكرارها في صلاتك بخورًا روحيًا جميلًا، لا ترديد بدون فهم، أطلب الرحمة لنفسك في كل أمورك وللآخرين أيضًا، حدد في كل مرة أمرًا ترجو فيه مراحم الرب.
+ يا رب ارحم من أفكاري الشريرة.
+ يا رب ارحم فلان في ضيقته.
+ يا رب ارحم أولادك من تيار الشر والخطية.
+ يا رب ارحم كنيستك من كل شر.
وهكذا يتصاعد بخور صلواتك واحدًا في منظره ولكنه متنوع فيما يحمله من طلبات الرحمة ليرتفع مقبولًا أمام الرب.
ها قد استنار عقلك وقلبك من حسن ما لبست وشهى ما تناولت وطيب ما تمتعت. فلنختم الوليمة، بالضياء هو الصلوات الأخيرة القلبية الخاصة (الارتجالية) تحدث الله حبيبك عن كل آمالك وآلامك، إنها همسات القلب من الأعماق، شكرا ومحبة وفرحا وتسبيحا وتوبة وطلبا وعزما صالحا على السير مع الله حتى النهاية.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/t6cg3hm