يختلط أبناء الملكوت وأبناء الشرير، كما قال السيد المسيح في مثل الحنطة والزوان، في هذا العالم الحاضر الذي يصفه القديس بولس بالروح بـ"العالم الحاضر الشرير (138)". فهذا العالم يقع تحت سلطان إبليس والذي يسمى أيضا "بإله هذا الدهر"؟ "إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين لئلا تضئ لهم إنارة إنجيل مجد المسيح الذي هو صورة الله (139)"، و"رئيس هذا العالم" و"رئيس سلطان الهواء". الذي يعمل في الخطاة، أبناء المعصية "رئيس سلطان الهواء الروح الذي يعمل الآن في أبناء المعصية (140)"، وفى أبناء الظلمة الذين يعيشون "في الظلمة (141)" ويعملون "أعمال الظلمة (142)"، فهو أيضا "سلطان الظلمة (143) "الذي طرحه الله مع جنوده" في سلاسل الظلام (144)" وحفظ "لهم قتام الظلام (145)" كما قيده أيضًا "بقيود أبدية تحت الظلام (146)"، ويوصف جنوده بـ"أجناد الشر الروحية"؛ "فإن مصارعتنا ليست مع دم أو لحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الهر مع أجناد الشر الروحية في السماويات (147)"، وهو يعمل جاهدًا لإسقاط أبناء الملكوت "إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسًا من يبتلعه هو (148)".
ولكن المسيح قهره وهزمه وأنتصر عليه بتواضعه العجيب "أفتقر وهو غنى (149)"، "أخلى نفسه آخذًا صورة عبد.. وضع نفسه وأطاع الموت موت الصليب (150)"، وأذله ببره غير المحدود "رئيس هذا العالم يأتي وليس له فىّ شيء (150)"، وأدانه بموته الكفاري على الصليب "الآن دينونة هذا العالم. الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجًا. وأنا أن ارتفعت عن الأرض أجذب إلى الجميع. قال هذا مشيرًا إلى آية ميتة كان مزمعًا أن يموت (152)"، وأسقطه بأعماله الإعجازية وسلطانه غير المحدود "فرجع السبعون بفرح قائلين يا رب حتى الشياطين تخضع لنا باسمك. فقال لهم رأيت الشيطان ساقطًا مثل البرق من السماء (153)". ولهذا فإن أبناء الملكوت يستطيعون هزيمته أيضًا لأن المسيح أعطاهم سلطان عليه "ها أنا أعطيكم سلطانًا لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يضركم شيء (154)"، كما أن من يدخل حظيرة ملكوت المسيح لا يمكن أن يتركه "من يقبل إلىّ لا أخرجه خارجًا (155)"، "خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي (156)".
ولكن على أبناء الملكوت أن لا يتمثلوا بأهل العالم "لا تشاكلوا هذا الدهر. بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية (157)"، وأن لا يكون لهم علاقة مع الظلمة "أية شركة للنور مع الظلمة (158)"، "ولا تشتركوا في أعمال الظلمة (159)" لأنهم ملح الأرض ونور العالم "أنتم ملح الأرض.. أنتم نور العالم.. فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذي في السموات (160)".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/ph5dfrc