حادثة الشاب الهارب لم يسجلها لنا أحد من الإنجيلين سوى مارمرقس البشير وحده. رغم تطابق سردهم كل حوادث الصلب حادثة بغاية من الدقة.
أما هذه الحادثة فقد أنفرد بها مرقس وحده. وهذا إن دل على شيء إنما يدلنا على حب مارمرقس لسيده، وعن اتضاعه، وانكسار ذاته. أراد أن يؤكد ألوهية مخلصه الذي وحده بلا خطية، ويبرر ضعف طبيعته، ومن ثم حاجتنا الملحة إلى مخلص يخلق من ضعفنا قوة. فاهتم بذكر هذه الواقعة بكل اتضاع قائلًا: "وتبعه شاب لابسًا إزارًا على عريه فأمسكه الشبان فترك الإزار وهرب منهم عريانًا" (مر 14: 15). ولسان حالة يقول "إن كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا فماذا يكون باليابس" (لو23: 31). ذكرها مؤنبًا نفسه ومعترفًا بضعفه البشري وبتلك الحقيقة التي قررها رب المجد قائلًا: "أما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف" (مر 14: 38).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/b6shd3m