مثل أن تنذر أم أو أب أو ابنه أو ابنته للرهبنة متجاهلين في ذلك رأى الشخص المعنى بالأمر نفسه، وقد ينذرونه وهو لا يزال رضيعا وأحيانا قبل أن يولد، لاسيما إن كانا ممن تأخرا في الإنجاب، ولكن ذلك يعد نذرًا خاطئًا، لأنه مبني على أساس خاطئ، وهو استلاب لحق الشخص، بل عليهم أن يربونه حسنا في خوف الله ومحبته، أما عن الطريقة التي سوف يحيا بها أو السبيل الذي سيسلكه، فليترك للشخص ذاته عندما يصبح قادرا على اتخاذ مثل هذا القرار الهام.
يجب كذلك ألا يتسرع أي شاب في مقتبل حياته -نتيجة أي تأثير وقتي- بأن يقرر نذر نفسه. إن ذلك قد يضع عليه نيرا ثقيلا يرهقه وقد يقعده عن العمل (في جميع الحقول).
يحدث أيضا أن يكون أحد الآباء في زيارة للأسرة فيشير إلى احد الأولاد أو البنات ويقول هذا من نصيبنا أو تلك سوف تترهب وقد يأتي الكلام في البداية على هيئة دعابة أو ملاطفة. ولكن الأمر جد خطير لأنه يضع كلا من الابن وأبويه تحت هذا النير. فإن زوجا ابنهما، فعلا ذلك بكثير من التشكك كمن اعتدى على حق الله. حسبما صرح الراهب الزائر قديمًا – وان قرر الابن عندما يكبر أن يتزوج فقد يعارضه الأبوان.. وإن قرر الجميع أن الزواج هو الأمثل ترك تشككا داخليا يستمر لسنوات عديدة، لاسيما إذا كانت الأسرة بسيطة لا تتمتع باستنارة روحية كافية تجعلها قادرة على الإفراز بين ما هو فرض وما هو متروك لتقييم الشخص في حرية كاملة (منذ سنتين جاءت رحلة من الصعيد إلى الدير وكان بصحبتهم طفل لا يتجاوز الخامسة من عمره ألبسه أبواه ثياب راهب كاملة، وكان يجري هنا وهناك بين أفراد الرحلة الذين كانوا يتلقفونه الواحد تلو الآخر يحملونه ويقبلون يديه وينادونه أبونا والطفل سعيد بهذا الحب الغامر، غير مدرك لما يجري. إن هذين الأبوين يؤذيان الطفل أيما أذية من حيث لا يدريان.)
إن الجميع مدعوون إلى حياة القداسة والكمال سواء أكان ذلك في الأديرة من خلال الرهبنة أو الزواج أو غيرها من السبل الأخرى.
وهكذا فإن هناك أناسًا اضطروا للترهب ولم تكن الرهبنة طريقهم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/gqjj6ws