هنا ونقول: إن الرهبنة هي إحدى الوسائط التي تقودنا إلى هدفنا الأسمَى ألا وهو محبة ربنا يسوع المسيح.
الرهبنة تناسب شخصًا معينًا بإمكانيات معينة وظروف خاصة، وكثيرون وهم في البتولية أو الزيجة: أرضوا الرب تمامًا مثل الرهبان، بل ومنهم من سبق أهل البراري إلى الملكوت...
فنقرأ عن القديس مكاريوس الكبير أن الله أراد أن يعلمه درسا في الاتضاع فأرشده إلى امرأتين في مدينة الإسكندرية يعيشان مع زوجيهما في بيت واحد... وكيف ألفت المحبة بين قلبيهما، وكيف تحبان الغرباء. وتحيان في الفضيلة.
وكيف تقابل القديس أنطونيوس مع رجل خياط بسيط يعمل ويكد ويتصدق بماله، وله فكر صالح أن جميع الذين في المدينة أبر منه ويستحقون الملكوت.
وأيضًا كيف فوجئ الأنبا يوساب السائح أن ملك أنطاكية -الذي رآه متألقا بمجد عظيم من كوكبه- يلبس بعد قليل مسوحًا في أحدى حجرات القصر ثم يجلس ليعمل في الخوص مثل الرهبان، وكيف يأكل من نفس أكل الرهبان...
أننا نجسر على القول بأنه قد يهلك الإنسان وهو داخل أسوار الرهبنة إذا ضاع منه الهدف، وفي هذه الحالة لن تشفع فيه رهبنته ولا الأماكن المقدسة التي سكنها، فقد قيل إن أجرة العمال لا تُأخَذ لتُعْطَى للكسلان.
ذات مرة سأل أحد الشبان راهبًا قائلًا: أريد أن أصير راهبًا، فرد الراهب قائلًا بل قل أن لي اشتياق أن أعيش للمسيح، والله بدوره يرشدك إلى الحياة التي تناسبك (إمكاناتك ومواهبك) لا حسبما تراه أنت، لأن الرسول بولس يقول: "ليس أننا كفاة من أنفسنا أن نفتكر شيئًا كأنه من أنفسنا بل كفايتنا من الله" (2كو 3-5).
والآن دعنا نلقي معًا بعضًا من الضوء على هذه القضية علنا نستطيع استيضاح الرؤية بنعمة المسيح كيما يتيسَّر لك خوضها بسلام.
عندما تُحَدِّثُكَ أفكارك عن الرغبة في ترك العالم، والانقطاع لممارسة الحب الإلهي في الدير، يحسن أن يَتَبَنَّى الفكر أب روحي، يراعي تطورات الفكر ويلاحظ تذبذبه، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. أي اختفائه وظهوره، اشتداده وضعفه، ومدى تفاعلك معه، فإن التفكير في الرهبنة قد يظهر بشدة مثلا لدى نسبة كبيرة من الشبان في أوقات الامتحانات والشدائد، ثم يعود ليختفي باقي أوقات السنة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/6nxr6yn