St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-006-His-Grace-Bishop-Makarios  >   002-Takdis-El-7ader
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تقديس الحاضر - الأنبا مكاريوس الأسقف العام

2- المستقبل بالنسبة لنا

 

St-Takla.org Image: Painted worlds (Awkward age), painting by Jim Warren. صورة في موقع الأنبا تكلا: عوالم ملونة، وسن مرتبك - لوحة للفنان جيم وارين.

St-Takla.org Image: Painted worlds (Awkward age), painting by Jim Warren.

صورة في موقع الأنبا تكلا: عوالم ملونة، وسن مرتبك - لوحة للفنان جيم وارين.

وماذا يعني المستقبل بالنسبة لنا؟

هل هو مصدر قلق؟ ينتزعنا من بهجة الحاضر ويؤرقنا؟!

إننا لا نملك تحديد شكل المستقبل وحجمه، بقدر ما نملك تنقية الحاضر، وجعله أكثر ملائمة وأكثر نفعًا وبهجة.

هناك مَثَل يهودي يقول: "لا تقلق على شرور الغد، لأنك لا تعلم ما يلده لك اليوم.  فقد لا تكون غدًا على قيد الحياة، وبذلك تكون قد أقلقت نفسك على عالم ليس لك"(1)!

فعندما يؤرقك التفكير في المستقبل، وكيف تضمن فيه النجاح والراحة، اهتف في أعماقك على الفور "ضامني هو الرب".  فإن كثره الأموال ووفره القوه الجسدية لا تضمن لنا سعادة الغد... وكذلك وعود الرؤساء، وعهود الأقوياء، لا تضمن لنا خيرًا نبتغيه، أو استقرارًا ننشده: "لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى الرُّؤَسَاءِ، وَلاَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَيْثُ لاَ خَلاَصَ عِنْدَهُ. تَخْرُجُ رُوحُهُ فَيَعُودُ إِلَى تُرَابِهِ" (سفر المزامير 146: 3).

ومَنْ يشقى اليوم في سبيل اكتناز المال، لينعم به في الغد، فمن المنطقي انه سيشقى في الغد بذات الدافع!  ويظل يلهث بلا حدود، وكأنه يسعى في إثر سراب مُغري(2).

الله...  هُوَ هُوَ...  أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 13: 8) (انظر نص السفر هنا في موقع الأنبا تكلا).  لا يتغيَّر...  ومَنْ يضع على الله رجاؤه ويجعل فيه ثقته، فان الله في المقابل يهتم به، ويقيم من ذاته ضامنا وكفيلا له، وهكذا يُصَرِّح الله بفمه الطاهر: "لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ" (سفر المزامير 91: 14).

وهكذا نؤمن بأن الله قادر أن يجعل من المستقبل حياه مشرقه بَهِجة مثمره. أشياء كثيرة تخص الغد، ربما لو عرفناها اليوم لفقدنا سلامنا واغتممنا، ولكن لنحيا كل يوم بيومه: "أَمْرَ الْيَوْمِ بِيَوْمِهِ" (سفر عزرا 3: 4).

فليس من المناسب أن توزع طاقاتنا، ما بين الندم على الأمس والقلق على الغد، بل ليمضى الأمس حلمًا وذِكرى، وليصبح الغد أملًا مشرقًا، لئلا نُبَدِّد القدرة على الإبداع في الحاضر.

يقول بعض الحكماء: "لا تندم على الأمس، ولا تقلق على الغد، لئلا يضيع من بين يديك جمال الحاضر".  أما في الفكِر المسيحي: "لا تندم على الأمس، ولا تقلق على الغد؛ بل اهتم بساعتك لخلاصك".

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) تفسير متى 6: 34 (وليم باركلي)

(2) مثل شخص يرمي بكرة بكل قوته، ثم يجري خلفها لاهثًا حتى إذا ما لحق بها أمسكها ليرميها من جديد، وهكذا...


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-006-His-Grace-Bishop-Makarios/002-Takdis-El-7ader/Sanctifying-the-Present_02-Al-Mostakbal.html

تقصير الرابط:
tak.la/s24984r