رئيس فعلة، وقيم بيت، كما كان اليعازر الدمشقي في بيت إبراهيم (تك 15: 2). ومثلما كان يوسف في بيت فوطيفار (تك 39: 4). ويذكر العهد القديم قيمي بيت يوسف في مصر (تك 43: 19؛ إلخ.؛ 44: 1، 4). ويذكر العهد الجديد خوزي وكيل هيرودس الذي كان على الأرجح ناظر بيته (لو 16: 1- 8). ومثل المسيح عن وكيل الظلم (لو 16: 1- 8). يميط اللثام عن العادة التي كانت مألوفة لدى أغنياء أورشليم في إدارة أعمالهم. فقد كان الوكيل ناظر أملاك سيده. ويرجح أن ظلمه كان بأخذه من الشركاء أكثر مما كان يطلب منهم حساب سيده. فيحاسبهم بشيء ويقيد في حساب سيده شيئًا آخر ويختلس الفرق بين الحسابين. وعندما علم سيده بالأمر طلب منه أن يقدم صكوكًا بتوقيع المزارعين وتصديقه كوكيل تبين ما للمالك عند كل شريك من حاصلات أملاكه. كان السبيل الشريف الذي أمامه أن يعترف بخيانته ويستغفر عنها ويتعهد بالإصلاح. لكنه فكر في حيلة تنفعه متى طرد من الوكالة، فغيّر في الصكوك وزوّر. وكان التزوير ميسورًا لأن الأعداد كانت تكتب وقتئذ بالحروف العبرية، ولا فرق كبير يميز الحروف الدالة على العشرات على الحروف الدالة على المئات. فمثلًا حرف "اليود" يجل على عشرة وحرف "الديش" يدل على مائتين والفرق بين هذين الحرفين ليس بكبير. ومما هو جدير بالملاحظة أن السيد مدح وكيله على حكمته. لكنه لم يمتدحه على فضيلته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى). كأنه أعجب بذكاء عقله، غير أنه لم يسر باعوجاج قلبه. والمهم في المثل هو المبدأ الذي يقوم عليه وهو ضرورة التذرع بالحكمة الإلهية لا الحكمة العالمية، لنفتدي بها الأبديات والروحيات.
وفي الرسائل الرعوية كان الأساقفة وكلاء الله (تي 81: 7). وكان المشردون المسيحيون "وكلاء أسرار الله" (1 كو 4: 1؛ إلخ.). وفي مستطاع كل إنسان أن يكون "وكيل نعمة الله" (1 بط 4: 10).
إن المبدأ المسيحي للتوكيل على الممتلكات، والوقت والشخصية منشؤه تعاليم يسوع الأساسية فيما يتعلق بالتزامات الإنسان تجاه كل عمل يقوم به لتقدم ملكوت الله. قابل قوله للرجل الغني في بيع جميع أملاكه وإعطائها للفقراء (مر 10: 17- 22؛ وما يقابله). وتصريح زكا له في إعطاء نصف أمواله للمعوزين، ورد أربعة أضعاف ما ابتزه وأختلسه من دافعي الضرائب (لو 19: 8؛ إلخ.). ومثل السامري الصالح (لو 10: 30- 37) ومثل الخدام الأمناء أو مثل العشر وزنات (مت 5: 14- 30؛ وقابل لو 19: 11- 28).
وُكِّل إليه الأمر، يكله: سلَّمه وفوَّضه إليه. والوكالة: أن يعهد الرجل إلى غيره في أن يعمل له عملًا. والوكالة: هي عمل الوكيل. وما يُطلب في الوكلاء -على الدوام- هو الأمانة (1 كو 4: 2).
وكان لإبراهيم وكيل هو أليعازار الدمشقي، قال عنه قبل أن يولد له ولد: "هوذا ابن بيتي وارث لي" (تك 15: 3)، ويوصف بأنه "عبده كبير بيته المستولى على كل ما كان له" (تك 24: 2).
وعندما وجد فوطيفار رئيس الشرط في مصر، أن الرب كان مع يوسف " وكله على بيته ودفع إلى يده كل ما كان له... فترك كل ما كان له في يد يوسف " (تك 39: 3 - 6) كما كان ليوسف وكيل على بيته (تك 43: 16، 19؛ 44: 1، 2).
وعندما أقيمت خيمة الشهادة في البرية، قسمت مسئولية حراستها وسائر أدواتها على عشائر بنى هرون، فكان الرئيس عليهم ألعازار بن هارون الكاهن، وأسندت إليه " وكالة حراس حراسة القدس" (عد 3: 32؛ ارجع أيضًا إلى عد 3: 25، 31، 36؛ 2 مل 22: 9؛ 1 أخ 24: 3).
وكان لسليمان الملك "اثنا عشر وكيلًا في كل بلاد مملكته، يمتارون للملك وبيته. كان على الواحد أن يمتار شهرًا في السنة" (1مل:7) . وفي أيام يهوشافاط ملك يهوذا، "لم يكن في أدوم ملك. ملك وكيل "(1مل22:47). وكان لحزقيا الملك وكيل هو شبنا الذي يوصف بأنه "الذي على البيت" (اش 22: 15).
ويقول الرب لإرميا النبى: انظر قد وكلتك اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم، وتهلك وتنقض، وتبنى وتغرس" (ارميا 1: 10)، حسبما يعطيه الرب من نبوات.
وبعد استيلاء نبوخذنصر ملك بابل على أورشليم، وكَّل على الشعب الذي بقى في الأرض "جدليا بن أخيقام بن شافان" (2 مل 25: 22؛ إرميا 40: 7). كما وكَّل نبوخذنصر دانيال وأصحابه 0 الفتية الثلاثة) " على أعمال بابل" (دانيال 3: 12).
وأقام أحشويروس ملك فارس " وكلاء لجمع الفتيات العذارى الحسناوات في كل بلاد مملكته " يختار منهن زوجة (أس 2:3).
وكان لهيرودس الملك وكيل اسمه خوذى، وكانت امرأته يونا إحدى النساء اللواتى كن يخدمن الرب يسوع من أموالهن (لو 8: 3)
ويقول الرب على فم اشعياء النبى، إنه عندما يشرق مجده على شعبه: أجعل وكلاءك سلامك وولاتك برًّا (إش 60: 17).
وقد ذكر الرب يسوع قصة الإنسان الغنى الذي كان له وكيل غير أمين، وقد مدحه سيده لأنه تصرف تصرفًا حكيما، ولكن لعدم أمانته، يقول عنه الرب "وكيل الظلم" (لو 16: 1 - 9) ويقول الرب: "فمن هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده على خدمة ليعطيهم العلوفة في حينها؟" (لو 12: 42).
ولأهمية هذا المركز الذي يستلزم توفر الأمانة والحكمة، يقول الرسول بولس: "فليحسبنا الإنسان كخدام المسيح ووكلاء سرائر الله " (1 كو 4: 1). كما يقول الرسول بطرس: "ليكن كل واحد بحسب ما أخذ موهبة، يخدم بها بعضكم بعضًا كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة" (1 بط 4: 10)، ويقول الرسول بولس: إنني "قد استؤمنت على وكالة" (1كو9: 17) هي خدمة الكرازة بإنجيل المسيح. وكان الأسقف أو الشيخ يعتبر وكيلًا لله (تى 1: 7).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/gwb2s3y