كان في بابل رجلان قاضيان، ذو سمعة طيبة وكلمة مسموعة من الجميع (دا 13: 41). وكانا يجتمعان للقضاء في حديقة منزل يواقيم زوج سوسنة، وهو أكثر وجهاء المدينة حينها(1). "وَكَانَ قَدِ أُقِيمَ شَيْخَانِ مِنَ الشَّعْبِ لِلْقَضَاءِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ، وَهُمَا مِنَ الَّذِينَ قَالَ الرَّبُّ فِيهِمْ إِنَّ الإِثْمَ قَدْ صَدَرَ مِنْ بَابِلَ مِنْ شُيُوخٍ قُضَاةٍ يُحْسَبُونَ مُدَبِّرِي الشَّعْبِ" (دا 13: 5)، وكان عندما يخرج الجميع عند الظهر تخرج سوسنة تتمشَّى في الحديقة، فولعا بها كلٍ على حدى (دا 13: 10). وفي أحد الأيام "أَحَدَهُمَا قَالَ لِلآخَرِ لِنَنْصَرِفْ إِلَى بُيُوتِنَا فَإِنَّهَا سَاعَةُ الْغَدَاءِ. فَخَرَجَا وَتَفَارَقَا. ثُمَّ انْقَلَبَا وَرَجَعَا إِلَى الْمَوْضِعِ. فَسَأَلَ بَعْضُهُمَا بَعْضًا عَنْ سَبَبِ رُجُوعِهِ، فَاعْتَرَفَا بِهَوَاهُمَا، وَحِينَئِذٍ اتَّفَقَا مَعًا عَلَى وَقْتٍ يُمْكِنُهُمَا فِيهِ أَنْ يَخْلُوَا بِهَا" (دا 13: 13-14). ثم لاحقًا عند دخول سوسنة مع جاريتاها لتستحم، طلبت منهما بعض الأشياء، وعندما خرجتا لإحضار تك الأشياء هجما عليها الشيخان، وهدَّداها قائلين: "هَا إِنَّ أَبْوَابَ الْحَدِيقَةِ مُغْلَقَةٌ وَلاَ يَرَانَا أَحَدٌ، وَنَحْنُ كَلِفَانِ بِهَوَاكِ فَوَافِقِينَا وَكُونِي مَعَنَا. وَإِلاَّ فَنَشْهَدُ عَلَيْكِ أَنَّهُ كَانَ مَعَكِ شَابٌّ وَلِذلِكَ صَرَفْتِ الْجَارِيَتَيْنِ عَنْكِ" (دا 13: 20-21). ولما رفضت سوسنة وصرخت، صرخا عليها هما كذلك لإحضار الجميع، "وَأَسْرَعَ أَحَدُهُمَا وَفَتَحَ أَبْوَابَ الْحَدِيقَةِ. فَلَمَّا سَمِعَ أَهْلُ الْبَيْتِ الصُّرَاخَ فِي الْحَدِيقَةِ، وَثَبُوا إِلَيْهَا مِنْ بَابِ السِّرِّ لِيَرَوْا مَا وَقَعَ لَهَا. وَلَمَّا تَكَلَّمَ الشَّيْخَانِ بِكَلاَمِهِمَا خَجِلَ الْعَبِيدُ جِدًّا لأَنَّهُ لَمْ يُقَلْ قَطُّ هذَا الْقَوْلِ عَلَى سُوسَنَّةَ" (دا 13: 25-27).
وفي اليوم التالي حضر المجمع والشعب للمحاكمة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وطلب الشيخان إحضار سوسنة، "فَأَتَتْ هِيَ وَوَالِدَاهَا وَبَنُوهَا وَجَمِيعُ ذَوِي قَرَابَتِهَا" (دا 13: 28-30). فقاما "وَوَضَعَا أَيْدِيَهُمَا عَلَى رَأْسِهَا" [حسب العادة قبل الرجم (لا 24: 14)] وشهدا عليها زورًا بأنها كانت تزني مع أحد الشباب، ولكنه هرب. "فَصَدَّقَهُمَا الْمَجْمَعُ لأَنَّهُمَا شَيْخَانِ وَقَاضِيَانِ فِي الشَّعْبِ، وَحَكَمُوا عَلَيْهَا بِالْمَوْتِ" (دا 13: 41). فصلت سوسنة، فألهم الله دانيال النبي بطريقة كشف الحقيقة. وحينما خافا
حيث طلب من كل من الشيخان على حدا إخبار الجميع أين رأى سوسنة والشباب في الحديقة، قال أحدهم "تَحْتَ الضِّرْوَةِ"، وقال الآخر: "تَحْتَ السِّنْدِيَانَةِ" (دا 13: 42-59). "فَصَرَخَ الْمَجْمَعُ كُلُّهُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَبَارَكُوا اللهَ مُخَلِّصَ الَّذِينَ يَرْجُونَهُ. وَقَامُوا عَلَى الشَّيْخَيْنِ، وَقَدْ أَثْبَتَ دَانِيآلُ مِنْ نُطْقِهِمَا أَنَّهُمَا شَهِدَا بِالزُّورِ، وَصَنَعُوا بِهِمَا كَمَا نَوَيَا أَنْ يَصْنَعَا بِالْقَرِيبِ عَمَلًا بِمَا فِي شَرِيعَةِ مُوسَى، فَقَتَلُوهُمَا وَخُلِّصَ الدَّمُ الزَّكِيُّ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ" (دا 13: 60-62).
_____
(1) المصدر: من مقالات وأبحاث موقع الأنبا تكلاهيمانوت www.st-takla.org (م. غ.).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/9msd8f7