قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

شهادة الروح

 

يقرر العهد الجديد بكل جلاء أن شهادة الروح القدس إنما هي أولًا وقبل كل شيء للمسيح، لا لنفسه ولا للتعليم (يو 14: 26؛ 15: 26؛ 16: 7-15؛ انظر أيضا مت 16: 16، 17؛ 1 يو 2: 20-22). ولكن مع أن شهادة الروح تتركز علي شخص الرب يسوع المسيح وعمله، إلا أنها تمتد أيضًا من تلك النقطة المركزية لتشمل:

(أ) كمال عمل الله في خلاص الإنسان.

(ب) السلطان المطلق للكتاب المقدس.

(ج) طبيعة الإنسان الساقط وموقفه من الله.

(د) خدمة تعليم شعب الله ومنحه اليقين.

 

فمحور إعلان العهد الجديد هو أن يسوع هو الرب والمسيح (أع 2: 36) وهذا هو الحق الذي ينكره "ضد المسيح"، ولكن المؤمن موقن به إذ له "مسحة من القدوس" (1يو 2: 20-22؛ انظر مت 16: 16، 17؛ رو 10: 9، 10). ويمثل هذا الاعتراف يشهد الروح بأهمية كل برنامج الفداء الإلهي، وتنفتح عين المؤمن للفهم (1 كو 2: 10-16؛ 2 كو 3: 12-18). وحيث أن الروح هو الذي أوحي لرجال مختارين بكتابة حق الله (2 تي 3: 16؛ 2 بط 1: 21)، فإنه هو الذي يعطي بصيرة داخلية للمؤمنين لتقدير الإعلان الموضوعي كحق الله، ولإدراك معناه أيضا. والروح أيضًا هو الذي يبكت الناس علي خطية وعلي بر، كما يحذرهم من الدينونة القادمة (يو 16: 8-11). كما يؤكد للمؤمنين علاقتهم الوثيقة بالله (رو 8: 15، 16؛ غل 4: 6)، ويمنحهم بصيرة روحية لتمييز الأمور (رومية 12: 2؛ في 1: 10؛ كو 1: 9). فمن الحقائق الواضحة أن الشخص المولود ثانية، لا يخاطب الله في صلواته كالديان، بل كالآب الذي يثق في محبته الفائقة المعرفة. وإذا أخطأ أحد أولاد الله، فإنه لا يقول في نفسه : "إنني مذنب انتظر الدينونة" بل يقول: "لقد جرحت مشاعر أبي السماوي". فحقيقة أننا نصرخ إلي الله تلقائيًا باعتباره "الآب" دليل من الروح القدس علي أننا أولاد الله، إذ أننا لم نأخذ "روح العبودية أيضًا للخوف" بل أخذنا "روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب. والروح نفسه يشهد لأرواحنا أننا أولاد الله" (رو 8: 15، 16). "ثم بما أنكم أبناء. أرسل الله روح ابنه إلي قلوبكم صارخًا يا أبا الآب" (غل 4: 6). ونحن "نعلم أن ابن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق. ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح" (1 يو 5: 20). فالروح القدس هو الذي يمنح المؤمنين هذه البصيرة الروحية، يونير عيون أذهانهم ليعلموا "ما هو رجاء دعوته وما هو غني مجد ميراثه في القديسين، وما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين حسب عمل شدة قوته، الذي عمله في المسيح إذ أقامه من الأموات وأجلسه عن يمينه في السماويات.." (أف 1: 18-23).

وعبارة "يشهد لنا الروح القدس.." (عب 10: 15) تشير إلي ما يقتبسه الرسول بعد ذلك من أقوال العهد القديم. وكذلك عبارة "كما يقول الروح القدس.." (عب 3: 7). فالروح القدس يشهد بحسب كلمة الله التي قد أوحي بها. والروح القدس لا يشهد في قلوب أولاد الله فحسب، بل إن ظهور وجوده فيهم، هو شهادة علي صدق إيمانهم. وعبارة "فإنه في هذا شُهد للقدماء" (عب 11: 2) تعني أن الروح القدس شهد بإيمانهم (انظر عب 11: 39).

وللروح القدس ثمر في المؤمنين (غل 5: 22، 23)، كما أنه هو ختم أو برهان أو شهادة علي تجديدهم (أف 1: 13؛ 4: 30؛ 2 كو 1: 22).

---