Shunammite woman - Great Woman of Shunem لم يذكر الكتاب المقدس اسم هذه المرأة "العَظِيمَة" الشأن (سفر الملوك الثاني 4: 8)، والتي كانت تمتلك مع زوجها الشيخ أملاكًا في مدينتهما. كما نرى أن الكتاب لا يذكرها كالعادة "امرأة فلان" وذلك لعِظَم شانها وتقواها. وقد تعرَّفت على النبي أليشع حينما جاء إلى شونم، وعرضت عليه الطعام مرة، وتكرَّرَت زيارات أليشع لمنزلها هي وزوجها. إلى أن عرضت على الزوج أن يُقيما "عُلِّيَّةً" ليَبيت فيها "رَجُلَ اللهِ" عندهما (سفر الملوك الثاني 4: 9). بل وفَرَشَت الحجرة ووضعت "سَرِيرًا وَخِوَانًا وَكُرْسِيًّا وَمَنَارَةً" حتى يرتاح النبي كلما حضر إليهما. ونلاحظ كيف أنها كزوجة صالحة لا تتصرَّف من تِلقاء نفسها وتستشير زوجها في الأمور (سفر الملوك الثاني 4: 9)، مثل قولها "فَلْنَعْمَلْ" كذا وكذا (سفر الملوك الثاني 4: 10)..
وفي أحد المرات طلب أليشع من جيحزي غلامه أن يستدعي المرأة لإكرامها مثلما أكرمته، وعلم من جيحزي أن ليس لها ابن (سفر الملوك الثاني 4: 10-14). ويبدو أنه بالرغم من كل زيارات أليشع السابقة لبيتها، لم تخبره بهذا الأمر، ربما لانتهاء أملها في الإنجاب، ولكون رجلها شيخًا عجوزًا. إلا أن النبي تنبَّأ لها بأن تَلِد في نفس الموعد، وبالرغم من شكَّها في الأمر، بالفعل ولدت ابنًا بعد ذلك (سفر الملوك الثاني 4: 15-17). ولكن -ولصدمتها- أُصيب الولد بمرض وهو مع أبيه في الأرض مع الحصادين، حيث آلمتهُ رأسه جدًا، فقال الأب لغلامه الخادم أن يوصِل الولد لأمه في المنزل، إلا أنه بعد فترة مات عَلَى رُكْبَتَيْهَا (عند الظهيرة) (سفر الملوك الثاني 8: 18-21). فأدخلت جثمان الصبي على سرير أليشع في العلية وأغلقت الباب وخرجت. ثم ذهبت لزوجها تطلب منه إرسال أحد الغلمان معها لزيارة أليشع، وعندما استفسَر منها عن غرض الزيارة الغريبة الموعِد هذا، قالت له "سَلاَمٌ" (أي أن الأمور على ما يُرام It's well) (سفر الملوك الثاني 4: 22، 23). وطلبت من الغلام السائق ألا يتباطأ بل يُسرِع طول الطريق، واندهش أليشع حين رآها من بعيد وأرسل لها جيحزي يطمئن على أحوال الأسرة، فقالت لهُ "سَلاَمٌ" (سفر الملوك الثاني 4:24-26). إلا أنها عندما اقتربت من أليشع أمسكت برجليه بقوة، فاندهش جيحزي وأراد دِفعها عنه، إلا أن أليشع فهم أنها مُرَّة النفس ومنع غلامه عن إبعادها. وفي مرارتها عاتَبَت أليشع قائلةً: "هَلْ طَلَبْتُ ابْنًا مِنْ سَيِّدِي؟ أَلَمْ أَقُلْ لاَ تَخْدَعْنِي؟" (سفر الملوك الثاني 4: 27، 28). وفهم أليشع ما حدث، وطلب من جيحزي أن يذهب لمنزل المرأة ويضع عكازهُ على وجه الصبي، إلا أن المرأة أبت أن تتركه بدون أن يعود النبي معها. وبالفعل أسرع جيحزي لتنفيذ كلام النبي، وذهب قبلهما في الطريق، ولكن بعد فترة عاد جيحزي لهما في الطريق يخبرهما بأن الغلام كما هو (ميت) (سفر الملوك الثاني 4: 29-31). وعند وصول أليشع للمنزل رأى الصبي، "ثُمَّ صَعِدَ وَاضْطَجَعَ فَوْقَ الصَّبِيِّ وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى فَمِهِ، وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَيَدَيْهِ عَلَى يَدَيْهِ، وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَسَخُنَ جَسَدُ الْوَلَدِ. ثُمَّ عَادَ وَتَمَشَّى فِي الْبَيْتِ تَارَةً إِلَى هُنَا وَتَارَةً إِلَى هُنَاكَ، وَصَعِدَ وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَعَطَسَ الصَّبِيُّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ فَتَحَ الصَّبِيُّ عَيْنَيْهِ" (سفر الملوك الثاني 4: 32-35)، ثم أسلَم النبي الابن لأمه (سفر الملوك الثاني 4: 36، 37).
للأسف عانَت المرأة وأسرتها في سنوات الجوع السبع التي تنبَّأ بها أليشع (سفر الملوك الثاني 8: 1)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. حيث طلب منها النبي أن تترك المدينة بسبب المجاعة وبسبب احتمالية تعرُّضها للقتل ولنهب ممتلكاتها. "وَفِي نِهَايَةِ السِّنِينِ السَّبْعِ رَجَعَتِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَرْضِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ" لتكتشِف أنه بالفعل تم اغتصاب أرضها، وأنها ربما كانت تُدِرّ دخلًا من المزروعات فيها، ودخلت للملك يورام (يهورام) "تَصْرُخَ لأَجْلِ بَيْتِهَا وَحَقْلِهَا" (سفر الملوك الثاني 8: 2، 3). وكان هذا في الوقت نفسه الذي يقص فيه جيحزي على الملك كيف أقام نبي الله أليشع ابن الشونمية، فأمر الملك على الفور أحد خصيانه: "أَرْجعْ كُلَّ مَا لَهَا وَجَمِيعَ غَلاَّتِ الْحَقْلِ مِنْ حِينِ تَرَكَتِ الأَرْضَ إِلَى الآنَ" (سفر الملوك الثاني 8: 4-6).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7nt98nw