وهي حشرة صغيرة طائرة تعيش في بلدان الشرق وفي البلاد الحارة بكثرة، وتوجد أنواع كثيرة منها تنتسب إلى الجنس الذي يُسَمَّى باللاتينية Diptera. بعضها مزعج فقط وبعضها الآخر ضار للغاية، وقد كان الذباب الضربة الرابعة على مصر أيام موسى (خر 8: 21). وفي لغة اشعياء يُظهر لنا الذباب كنوع من التأديب والقضاء الإلهي (اش 7: 18). والكلمة العبرانية للذباب هي "زبوب" وهذا يوضح معنى بعل زبوب، أي رب الذباب، الذي يحمي من هذا الوباء، وقد كان هذا إله العقرونيين حسب ما جاء في (2 مل 1: 2 - 16) واشتهر بقدرته على كشف المستقبل.
تفاصيل:
الذباب من الحشرات ثنائية الأجنحة، وهي من أكبر أسباب نشر الكثير من الأوبئة وتلوث الأغذية. ويبدو أن ما جاء في سفر الجامعة من أن " الذباب الميت ينتن ويخمر طيب العطار " [(جا 10: 1) والكلمة في العبرية "ذبوب"]، يشير إلى الذبابة المنزلية "موسكا ديموستيكا" (Musca demostica) التي تفسد العطور.
أما قول إشعياء النبي:" ويكون في ذلك اليوم أن الرب يصفر للذباب الذي في أقصى تِرَع مصر، وللنحل الذي في أرض أشور" (إش 7: 18)، فالأرجح أنه يشير إلى ذبابة الخيل أو ذبابة الماشية التي تهاجم الإنسان والحيوان. والذباب هنا يرمز إلى القوة العسكرية لمصر، والنحل للقوة العسكرية لأشور، فقد اشتهرت الذبابة بالعناد والألحاح، فكان قدماء المصريين يصنعون الأوسمة العسكرية على شكل ذبابة إشارة إلى الصلابة والاستبسال في القتال. ويقول البعض أن الكلمة العربية "ذباب" مأخوذة من كلمة "ذَّب" أي نحَّى وطرد لأنه كلما "ذُبَّ عاد".
أما أسراب "الذبان" التي ملأت أرض مصر في الضربة الرابعة [(خر 8: 21-31)، والكلمة في العبرية هنا هي "أروب"] فيمكن أن تكون الإشارة إلى الذبابة المنزلية أو الذبابة الزرقاء أو غيرها من أنواع الذباب العديدة، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. ومنها الماص فقط، ومنها الثاقب الماص الذي يلسع. ويقول المرنم: "أمر فجاء الذبان والبعوض في كل تخومهم" (مز 105: 31). وقد ترجمت نفس الكلمة العبرية "أروب" إلى "بعوض" في القول: "أرسل عليهم بعوضًا (أروب) فأكلهم" (مز 78: 45) مما قد يعني أنه كان من النوع الثاقب الماص.
والأرجح أن الدود المذكور في مواضع كثيرة من الكتاب المقدس (انظر خروج 16: 24؛ أيوب 7: 5؛ 17: 5؛ 25: 6؛ إش 14: 11) هو يرقات الذبابة المنزلية (التي ترى كثيرًا في أواني الجبن).
والذبابة المنزلية واسعة الانتشار في كل جهات فلسطين وبلاد الشرق الأوسط، وبخاصة حول أكوام القمامة والفضلات الإنسانية والحيوانية، حيث تضع الأنثى بيضها فتخرج منه "يرقة" (دودة) تتغذى على الفضلات، وفي خلال بضعة أيام تتحول إلى "عذراء" سمراء اللون، تخرج منها بعد أيام قليلة حشرة كاملة. وتستغرق هذه الدورة كلها في الصيف حوالي أثني عشر يومًا، وهكذا يمكن أن يتوالد من ذبابة واحدة في خلال سنة واحدة نحو عشرين جيلًا من ملايين الذباب.
وكان العقرونيون يعبدون "بعل زبول" أي "بعل الرئيس" ، وقد حوَّلها اليهود استهزاء إلى "بعل زبوب" أي "رب الذباب" (2مل 1: 2، 6، 15).
* انظر أيضًا: طنين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/kr3pa7k