في إحدى المرات(*) جلس السيد المسيح مع تلاميذه "تُجَاهَ الْخِزَانَةِ، وَنَظَرَ كَيْفَ يُلْقِي الْجَمْعُ نُحَاسًا فِي الْخِزَانَةِ. وَكَانَ أَغْنِيَاءُ كَثِيرُونَ يُلْقُونَ كَثِيرًا"، فكانوا يتبرَّعون بالنحاس والقرابين لخزانة الهيكل. ففي الأغلب كانت فوهة الخزانة على شكل بوق حتى ترن العملات لدى دخولها ويعلو الصوت كلما ثقلت العملة(1). فربما كان هؤلاء الأغنياء يتبرَّعون لكي يستمع الناس إلى ما يلقونه. وفي حين لم يتعرَّض السيد المسيح لهم بالسَّلب، كان ينظر لنقطة: ليس ما يدفعهُ المرء، ولكن ما يتركه لنفسه، وذلك كقول القديس أمبروسيوس: "كانت هذه الأرملة غنية، لأنها ألقت فلسين في الخزانة، وقد قال عنها المسيح: هذه الأرملة الفقيرة ألقت أكثر من الجميع ؛ لأن الله يطلب الإيمان لا المال"(2). وفي هذا امتدح الرب الأرملة الفقيرة التي أعطت فلسين (قيمتهُما ربع)، وكانت قيمتهما بالنسبة لها أكثر مما تبرَّع به "الْجَمِيع" (مر 12: 41-44؛ لو 21: 1-4).
_____
(*) المصدر: من مقالات وأبحاث موقع الأنبا تكلاهيمانوت www.st-takla.org (م. غ.) - مراجعة لغوية: سامي فانوس.
(1) يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام: 5- فلسا الأرملة الفقيرة، رفض اليهود للمسيح - آلام المسيح والقيامة | دراسة في الأناجيل الأربعة - القس أنطونيوس فكري.
(2) Conc. Repent. 2: 9(82).
نقله القمص تادرس يعقوب ملطي، تفسير إنجيل لوقا 21، سلسلة من تفسير وتأملات الآباء الأولين.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/j7msbm4