حلق شعره أي أزاله. فالحلاق في اللغة هو من يقوم بحلق الشعر من الرأس أو اللحية مع ما قد يستلزمه ذلك من تشذيب له وتصفيف.
وترد كلمتا "حلق" و"يحلق" كثيرًا في الكتاب المقدس، أما كلمة "الحلاّق" فلا تذكر إلا مرة واحدة في أمر الرب لحزقيال:
"وأنت يا ابن آدم فخذ لنفسك سكينًا حادًا، موسى الحلاق، تأخذ لنفسك وأمررها على رأسك وعلى لحيتك" (حز 5: 1).
والأرجح أن غالبية بني إسرائيل كانوا يتركون شعر رؤوسهم يطول قبل أن يفكروا في قصه أو حلقه،كما حدث مع أبشالوم الذي كان يحلق رأسه في آخر كل سنة (2 صم 14: 26). وكانت اللحية تعتبر من علامات الرجولة. ويقول جيروم وبعض علماء اليهود إن الله خلق اللحية للرجل تمييزًا له عن المرأة،وأنه من الخطأ أن يتصرف الإنسان ضد الطبيعة،لذلك نهت الشريعة عن ذلك: "لا تقصروا رؤوسكم مستديرًا ولا تفسد عارضيك" (لا 19: 27). كما كان يجب على الكهنة عند موت أحد من أهلهم أن "لا يجعلوا قرعة في رؤوسهم ولا يحلقوا عوارض لحاهم" (لا 21: 5)، ويأمر الرب في حزقيال قائلًا:"لا يحلقون رؤوسهم ولا يربون خصلًا بل يجزون شعر رؤوسهم جزا" (حز 44: 20).
و يذكر الكتاب المقدس الحالات التي كان يحلق فيها الشعر:
(1)في حالة التطهير والنظافة:
فعندما استدعى يوسف للمثول أمام فرعون:"حلق وأبدل ثيابه ودخل على فرعون" (تك 41: 14). وعند شفاء الأبرص،كان:"يغسل المتطهر ثيابه ويحلق كل شعره ويستحم بماء فيطهر 000 وفي اليوم السابع يحلق كل شعره، رأسه ولحيته وحواجب عينيه وجميع شعره يحلق" (لا 14: 8، 9).
(2) في حالة النوح والبكاء والحزن:
"فحين تدخلها (المرأة المسبية) إلى بيتك تحلق رأسها وتقلم أظفارها وتنزع ثياب سبيها عنها،وتقعد في بيتك وتبكي أباها وأمها شهرًا من الزمان" (تث 21: 12، 13)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في صفحات قاموس وتفاسير الكتاب المقدس الأخرى. وقيل عن أيوب: "فقام أيوب ومزق جبته وجزَّ شعر رأسه، وخَرَّ على الأرض وسجد" (أيوب 1: 20). وكذلك فعل مفيبوشث حزنًا على ما حدث لداود الملك: "لم يعتن برجليه ولا اعتنى بلحيته ولا غسل ثيابه من اليوم الذي ذهب فيه الملك إلى اليوم الذي أتى فيه بسلام" (2 صم 19: 24).
(3) في حالة النذير:
فقد كان عليه "كل أيام نذر افترازه لا يمر موسى على رأسه إلى كمال الأيام التي انتظر فيها للرب،يكون مقدسًا ويربى خصل شعر رأسه" (عدد 6: 5)، إلا "إذا مات ميت عنده بغتة على فجأة فنجس رأس انتذاره يحلق رأسه يوم طهره" (عدد 6: 9). أما في حالة شمشون فكان نذيرًا طيلة الحياة،فقد أمر ملاك الرب قائلًا:"لا يعل موسى رأسه لأن الصبي يكون نذيرًا لله من البطن" (قض 13: 5)، وكذلك في حالة صموئيل،فقد نذرت أمه أن تعطيه للرب كل أيام حياته،و لا يعلو رأسه موسى" (1 صم 1: 11).
وقد ذكر الرسول بولس في العهد الجديد "أن الرجل إن كان يرخي شعره فهو عيب له، وأما المرأة إن كانت ترخى شعرها فهو مجد لها لأن الشعر قد أعطى لها عوض برقع" (1 كو 11: 14، 15).
ويستخدم الموسى والحلاقة مجازيًا كما في قول إشعياء: "في ذلك اليوم يحلق السيد بموسى مستأجرة في عبر النهر، بملك أشور، الرأس وشعر الرجلين وتنزع اللحية أيضًا" (إش 7: 20) تصويرًا لما سيفعله ملك أشور بالبلاد. ويقول إرميا وهو يتنبأ بخراب يهوذا وأورشليم: "جزي شعرك واطرحيه وارفعي على الهضاب مرثاة لأن الرب قد رفض ورذل جيل رجزه"(إرميا 7: 29).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/r2jf4ss