St-Takla.org  >   Full-Free-Coptic-Books  >   FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary  >   04_TH
 

قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية

شرح كلمة

ثَلاَثَة | الْيَوْم الثَّالِث

 

في خمس مناسبات مختلفة، عندما أنبا الرب بموته الوشيك، كان يردف ذلك بالقول، بأنه: "في اليوم الثالث يقوم". لقد ذكر ذلك في السنة الأولى من خدمته، وهو في أورشليم عندما طرد الصيارفة والباعة من الهيكل، وسأله الجمهور الغاضب "أيَّة آية ترينا حتى تفعل هذا؟" أجاب يسوع وقال لهم: "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه" ويضيف يوحنا الرسول قائلًا: "أما هو فكان يقول عن هيكل جسده" (يو 2 : 18-21).

وفي منتصف أيام خدمته، صرح بقوله الشهير: " كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال" (مت 12: 40). وقد كرر مثل هذا القول في ثلاث مناسبات أخرى في (إنجيل متى 16: 21؛ ويقابلها مرقس 8: 31؛ لوقا 9: 22)، وفي (إنجيل متى 17: 23؛ ويقابلها مرقس 9: 31)، وفي (إنجيل متى 20: 9)، ويقابلها (مرقس 10: 34؛ لوقا 18: 33).

ولا بُد أن أول مرة صَرَّح فيها المسيح بهذا الأمر، كان لكلامه وقع شديد في نفوس أعدائه، لان شاهدين كاذبين، عند وقوفه للمحاكمة أما م قيافا، إشارة إلى هذا القول وان كانا لم يصدقا في اقتباسهما (مت 26: 61؛ مرقس 14: 58). وعندما كان يسوع على الصليب، قال المجتازون استهزاء به: يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام" (مت 27: 40؛ مرقس 15: 29) وذلك بعد مرور ثلاث سنوات على حديث المسيح بذلك. وفي مساء السبت عندما تقدم رؤساء الكهنة والفريسيون إلى بيلاطس طالبين منه أن يأمر بحراسة القبر بقوات عسكرية: "قائلين يا سيد قد تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حي أني بعد ثلاثة أيام أقوم" (مت 7: 62-64).

ولم يكن اليهود فقط هن الذين أشاروا إلى هذا "اليوم الثالث"، إذ يذكر ثلاث مرات في الإصحاح الأخير من إنجيل لوقا (ولم يذكر ذلك في الجزء المقابل في إنجيلي متى ومرقس) فقد ذكر الملاك النسوة أن يسوع سبق أن قال وهو في الجليل، انه "في اليوم الثالث يقول" (لو 24: 7). ولا بد أن التلميذين اللذين كانا منطلقين إلى عمواس، كان في فكرهما هذا الأمر عندما قالا له: "ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك" (لو 24: 21). وفي مرة من المرات الأخيرة التي ظهر لهم فيها، وجه التفات التلاميذ إلى تلك الحقيقة : "هكذا هو مكتوب وهكذا كان ينبغي أن المسيح يتألم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث" (لو 24: 46). كما يظهر هذا القول مرتين في التاريخ المبكر للكنيسة. فيقول بطرس في بيت كرنيليوس: "هذا أقامه الله في اليوم الثالث" (أع 10: 40). وفي الإصحاح المختص بالقيامة في رسالة بولس الرسول إلى الكنيسة في كورنثوس، يقول الرسول: "انه قام في اليوم الثالث حسب الكتب" (1 كو 15: 4).

وتتضمن عبارة بولس الرسول "حسب الكتب" أن أسفار العهد القديم لم تتنبأ عن قيامة المسيح من الأموات فحسب، بل وتنبأت أن ذلك سيحدث في "اليوم الثالث" ولعل ما كان يشير إليه الرسول بصورة خاصة هو البقية التقية في القول: "يحيينا بعد يومين. في اليوم الثالث يقيمنا فنحيا أمامه. ولا مغالاة مطلقا في ما يقوله دكتور "بوسى" (Pusey) أستاذ جامعة أكسفورد العظيم: "إن قيامة المسيح وقيامتنا فيه، لا يمكن أن تكون النبوات عنها أكثر وضوحًا... فإن اليومين واليوم الثالث، ليس لهما من دلالة في التاريخ إلا في تحققهما في قيامة المسيح في اليوم الثالث، لأنه إذ قام في اليوم الثالث من القبر أقام كل المؤمنين ".

وهناك شواهد أخرى في كلمة الله، يجب أن نذكر عند دراستها، قول مؤرخ الكنيسة العظيم دكتور "فيليب تشاف" الأستاذ بجامعة أكسفورد أيضًا: "إن رموز الأعداد في الكتاب المقدس تستحق دراسة متفحصة جادة أكثر مما نالته حتى الآن في علم اللاهوت في الإنجليزية ". أفليس ذكر " اليوم الثالث " لأول مرة في الكتاب له معنى عظيم. ففي " اليوم الثالث " في الإصحاح الأول من سفر التكوين، ظهرت الحياة البيولوجية (تك 1: 9-13). وفي قصة يوسف نراه يتنبأ لرئيس السقاة بأنه في ثلاثة أيام يرفع فرعون رأسه (تك 40: 13، 14). كما أن يوسف أطلق اخوته بعد ثلاثة أيام "من الحبس:"فجمعهم إلى حبس ثلاثة أيام. ثم قال لهم في اليوم الثالث: افعلوا هذا واحيوا" (تك 42: 17، 18). ولا تفوتنا ملاحظة كم كان " اليوم الثالث " في غاية الأهمية لحياة هؤلاء الناس الذين ذكرناهم في الشاهدين الأخيرين. أما الإشارة إلي اختبار يونان فأمر مشهور لأن الرب نفسه استشهد به (يونان 1: 17؛ مت 12: 40).

كما أن العدد " ثلاثة " يذكر في فصول تدل على الانفصال، كما انفصل الشعب عن العالم المادي المنظور حولهم، وانفصل كل واحد منهم عن الآخر بالكلام: "فكان ظلام دامس في كل أرض مصر ثلاثة أيام ولم يبصر أحد أخاه ولا قام من مكانه ثلاثة أيام" (خر 10: 22، 23). كما ظلت الظلمة التي خيمت على العالم ساعة الصلب، ثلاث ساعات: "ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الأرض إلى الساعة التاسعة" (مت 27: 45). كما مكث بولس في ظلمة العمى ثلاثة أيام: "وكان ثلاثة أيام: "وكان ثلاثة أيام لا يبصر" (أع 9: 9).

كما أن العدد "ثلاثة" يرد أيضًا في الفصول المرتبطة بمعاملات الله في العقاب، فقد عاقب الشعب قديما بثلاث سنوات من الجوع (2 صم 21: 1)، كما أن الجفاف الذي تنبأ به إيليا استمر ثلاث سنين (1 مل 17: 1؛ 18:1). والانفصال عن الأحياء يرتبط مرارًا " بالعدد ثلاثة "، فعندما كان يسوع في الثانية عشرة من عمره، انفصل عن مريم أمه ويوسف لمدة ثلاثة أيام (لو 2: 46).

كما أن العدد " ثلاثة " يرتبط بالمدة التي يجب بعدها أن يحرق ما بقى من ذبيحة السلامة منعًا من فساده (لا 7: 17، 18؛ 19: 6، 7). ولا شك أن هذا كان في فكر بطرس وهو يقتبس من المزمور السادس عشر، وعد الرب: "لن تدع تقيك يرى فسادا" (مز 16: 10؛ أع 2: 31).

كل هذه دلائل على أهمية الوقت فيما يختص بقيامة المسيح في اليوم الثالث حسب الكتب.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Full-Free-Coptic-Books/FreeCopticBooks-002-Holy-Arabic-Bible-Dictionary/04_TH/three.html

تقصير الرابط:
tak.la/38sy23c