اكتشف
علماء الآثار أن بيلاطس كان قد كتب تقريرا مطولا عن مدة ولايته، وكان هذا
التقرير محفوظا في سجلات الإمبراطورية الرومانية مرفقا به الحكم الصادر بالصلب.
وقد استرشد هؤلاء العلماء بما كتبه مؤرخو الجيل الأول والثاني المسيحي..
الفيلسوف الشهيد يوستينوس والعلامة ترتليانوس القس. وقد كان الحكم منقوشًا
على لوح من النحاس الأصفر باللغة العبرية، عثروا عليه مع تقرير بيلاطس ومع
رسالة يوليوس والى الجليل ضمن أقباط بقايا مدينة اكويلا من أعمال نابولي عام
وعلى الجانب الآخر، يشكك البعض في محتوى الوصف المفصل للسيد المسيح الموجود فيها، لأن السيد المسيح كان قد خضع لعذابات وآلام وضربات عدة -كما أوضحنا في أكثر من قسم هنا في موقع الأنبا تكلا- لم تكن لتسمح بأن يرى الوالي مثل تلك المواصفات التي أسهب في شرحها برسالته، إلا إذا كان قد رآه سابقًا، أو تكون هذه القائمة هي مجرد قائمة بما سمعه من شهود أو غيره، وليست رؤيا العين..
وفيما يلي نص هذه الوثائق(1).
أيها القيصر شرازيني أمير رومية، بلغني أيها الملك قيصر أنك ترغب في معرفة ما أنا أخبرك به الآن، فاعلم أنه يوجد في وقتنا هذا رجل سائر بالفضيلة العظمى يدعى يسوع، والشعب متخذه بمنزلة نبي الفضيلة، وتلاميذه يقولون انه ابن اللـه خالق السموات والأرض وبهما وجد ويوجد فيهما. فبالحقيقة أيها الملك أنه يوميا يُسْمَع عن يسوع هذا أشياء غريبة.. فيقيم الموتى ويشفى المرضى بكلمة واحدة. وهو إنسان بقوام معتدل ذو منظر جميل للغاية له هيبة بهية جدا حتى من نظر إليه يلتزم أن يحبه ويخافه، وشعره بغاية الاستواء متدرجا على أذنيه، ومن ثم إلى كتفه بلون ترابي إنما أكثر ضياء. وفي جبينه غرة كعادة الناصريين. ثم جبينه مسطوح وإنما بهج، ووجهه بغير تجاعيد بمنخار معتدل وفم بلا عيب. وأما منظره فهو رائق و مستر وعيناه كأشعة الشمس ولا يمكن لإنسان أن يحدق النظر في وجهه نظرا لطلعة ضيائه. فحينما يوبخ يرهب ومتى أرشد أبكى، ويجتذب الناس إلى محبته. تراه فرحا وقد قيل عنه أنه ما نظر قط ضاحكا بل بالحرى باكيًا. وذراعاه ويداه هي بغاية اللطافة والجمال. ثم أنه بالمفاوضة يأسر كثيرين وإنما مفاوضته نادرة، وبوقت المفاوضة يكون بغاية الاحتشام، فيخال بمنظره وشخصه أنه هو الرجل الأجمل ويشبه كثيرا لأمه التي هي أحسن ما وجد بين نساء تلك النواحي. ثم أنه من جهة العلوم أذهل مدينة أورشليم بأسرها لأنه يفهم كافة العلوم بدون أن يدرس شيئًا منها البتة. ويمشى حافيا عريان الرأس نظير المجانين، فكثيرون إذ يرونه يهزأون به، لكن بحضرته والتكلم معه يرجف ويذهل. وقيل أنه لم يسمع قط عن مثل هذا الإنسان في التخوم.
و بالحقيقة كما تأكدت من العبرانيين، أنه ما سمع قط روايات علمية كمثل ما نعلم عن يسوع هذا. وكثيرون من علماء اليهود يعتبرونه إلها ويعتقدون به، وكثيرون غيرهم يبغضونه ويقولون أنه مضاد لشرائع جلالتك، فترى في قلقًا من هؤلاء العبرانيين الأردياء، ويقال أنه ما أحزن أحدًا قط بل بالعكس يخبر عنه أولئك الذين عرفوه واختبروه أنهم حصلوا منه على إنعامات كلية وصحة تامة. وإني بكليتي ممتثل لطاعتك ولإتمام أوامر عظمتك وجلالتك.
يوليوس ستوس والى اليهودية
في السنة السابعة عشرة من حكم الإمبراطور طيباريوس الموافق لليوم الخامس والعشرين من شهر آذار، بمدينة أورشليم المقدسة في عهد الحبرين حنان وقيافا، حكم بيلاطس والى ولاية الجليل الجالس للقضاء في دار ندوة مجمع البروتوريين، على يسوع الناصري بالموت صلبا، بناء على الشهادات الكثيرة البينة المقدمة من الشعب المثبتة أن يسوع الناصري:
1- مضل يسوق الناس إلى الضلال.
2- أنه يغرى الناس على الشغب والهياج.
3- أنه عدو الناموس.
4- أنه يدعو نفسه ابن الله.
5- أنه يدعو نفسه ملك إسرائيل.
6- أنه دخل الهيكل ومعه جمع غفير من الناس حاملين سعف النخل.
فلهذا
يأمر بيلاطس البنطى كونيتيوس كرينليوس قائد المئة الأولى أن يأتي بيسوع إلى
المحل المعد لقتله، وعليه أيضًا أن يمنع كل من يتصدى لتنفيذ هذا الحكم فقيرًا
كان أم غنيًا.
_____
(1) هناك بعض الأمور التي قد تحتاج إلى تحقيق
تاريخي.
الحواشي والمراجع
لهذه الصفحة هنا في
موقع الأنبا تكلاهيمانوت:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/mnzg3nr