سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة خاصة بموقع الأنبا تكلا على الإنترنت
تم مؤخرًا (2010/2011) دعوة موقع الأنبا تكلاهيمانوت للتكريم من أحد الهيئات المسيحية كأحد أفضل المواقع، ولأن لنا رؤية خاصة في الأسس التي يقوم عليها اختيار أفضل المواقع نود أن ننقلها للجميع، لذلك أردنا أن نخصص هذه الصفحة لعرض وجهة نظرنا حول موضوع حفلات التكريم والجوائز وغيره، وقد حرصنا ألا نغوص في نقاط شخصية تخصنا حتى لا نبتعد عن الهدف الرئيسي وهو المصلحة العامة..
وقد اعتذرنا عن الحضور وقبول الجائزة لعدة أسباب أوضحناها للمسئولين، ونود أن نوضحها هنا علنًا أيضًا، ليتم توضيح وجهة نظر الموقع حول مثل هذه الأمور، دون أي لَبْس.. وحتى يتم تلافي الأخطاء -إن اقتنع بوجهة نظرنا القائمين على حفلات التكريم، أو إن رأوا أنها سليمة- لاحقًا في المستقبل..
لاحظنا أن اختيار "أحسن موقع أو مواقع" هذا يتم على أساس آراء شخصية، وللأسف شعرنا أنها غير موضوعية ولا حيادية تمامًا، خارجة عن رؤية محدودة.. حيث يتم التقييم على أساس النظر لأحد الخدمات المُقَدَّمة من أحد المواقع مثلًا، بغض النظر عن الأخطاء أو المشاكل الكثيرة الأخرى الموجودة في تلك المواقع!
وعندما نقول أخطاء، فنحن لا نتحدث عن أخطاء تصميمية أو شكلية أو غيره.. ولكن أخطاء عقائدية ضد العقيدة الأرثوذكسية القويمة، وجرائم قانونية ضد قوانين حماية الملكية الفكرية وخرق لحقوق النشر، وغيره..!! ومنتديات مسيحية رخيصة نراها تقوم بعمل أقسام فرعية مثل "منتدى الهاكرز"، أو "منتدى البرامج" مع الكراك (سرقة برامج)، أو "منتدى الإسلاميات" بهدف التهكم أو الشتم وليس بوضع ردود موضوعية، وغيره من المهازل!! بخلاف المواقع أو المنتديات التي تقوم بسرقة الأفلام الدينية ووضعها!!
يجب عدم النظر للمظهر الوهمي لبعض المواقع من كثرة عدد الرسائل المُرْسَلة أو التحديثات الفارغة، مما يوحي للبعض أن الموقع متجدد أو غيره! ولكن هذه نظرة قاصرة تمامًا.. بل يجب النظر إلى المحتوى الحقيقي المقدم.. والمحتوى الأصلي المختلف وغير المنقول.. والإضافة التي تٌضاف للمتصفح القبطي بخلاف النقل..
للأسف هناك منتديات مسيحية بأسماء أساقفة أو بأسماء إيبارشيات تقوم بنقل المحتوى بدون توضيح المصدر، وتسمح لأي أحد بالكتابة فيها، بدون أي مراجعة بالطبع.. وتنشر هذه المنتديات ببلاهة آراء بروتستانتية وغيره من الأخطاء ضد العقيدة الأرثوذكسية هذا بخلاف الجرائم القانونية سابقة الذِكر.. وبالرغم من هذا يتم تكريمها عن جهل! (فقط لأنها تحمل اسم أسقف)!
من الأخطاء التي تقع فيها أمثال تلك اللجان أو الهيئات التي تبغي التكريم كذلك، هو تكريم موقع بسبب حضور صاحبه أو أسقف إيبارشية ذلك الموقع! بغض النظر عن مستوى ذلك الموقع.. وهذا للأسف يقلل من قيمة الجائزة أو التكريم التي تقدمه تلك اللجنة، وليس العكس.. فهو يعطي صورة بعدم مِصداقيتها.. أقصد يؤكد تلك الصورة! فنرى تدخل السياسة بالدين - أقصد السياسة الدينية! كما رأينا مثلًا في قوانين الكنيسة في مجمع نيقية، أنه في القانون السادس ذكروا اسم أسقف الإسكندرية قبل أسقف روما، ثم في القسطنطينية قالوا أن القسطنطينية ينبغي أن تأخذ نفس مكانة روما (بوضعها روما الجديدة)، فوضعوهم في البداية، ثم بعد ذلك كنيسة الإسكندرية.. لأنهما عاصمتان للإمبراطورية.. فبدلًا من المكانة الدينية أصبحت المكانة السياسة، وتدخلت السياسة في الدين(1).. فهل حضور أسقف الحفل، يفرض تكريم موقع إيبارشيته حتى وإن كان دون المستوى؟! وهنا يتدخل الشو show الإعلامي في الأمر..
هذا ولا ننكر أن هناك أمورًا إيجابية، مثل النظر بعين الاعتبار للمستوى التكنولوجي للموقع، مع الأخذ في الاعتبار إن كان تابعًا لقرية أو محافظة زراعية أو غيره.. أو بالنظر لبعض الخدمات التي يقدمها الموقع من راديو مختلف، أو خدمات للمتزوجين أو خدمات لخدام الإيبارشية أو غيره..
المشكلة هي عدم وضوح المعايير التي تم على أساسها اختيار أحسن المواقع للجميع، والتغاضي عن الأخطاء الموجودة في المواقع التي تم اختيارها، مما يعني ضمنيًا موافقة الهيئة القائمة بالتكريم على ما هو موجود على الموقع برمته، وبما فيه من أخطاء وتجاوزات.. إلخ. وفي هذا تشجيع على الاستمرار في تلك الأخطاء.. فهناك فرقًا بين أن تكرم ابنك بنجاحه برغم وجود مادة أو مواد بها درجات ضعيفة (فهذا مقبول)، وأن تكرمه لأنه نجح في مادة بتفوق ورسب في مادة أخرى، فهذا غير مناسب! فنحن نتحدث عن أخطاء جوهرية وليست عن مجرد بساطة مستوى الموقع أو المنتدى..
الجهة التي تقوم بالتكريم -والمفترض بها أنها جهة رسمية، وتابعة للكنيسة القبطية، وتحت إرشاد آباء أساقفة- لا يجب أن تقع في مثل هذه الأمور.. فهذا يسيء للكنيسة كلها قبل أن يسيء لتلك الجهة نفسها..
هناك أيضًا تفاوتًا كبيرًا بين مستويات المواقع المكرمة.. فلا يصح أن تكرم موقعًا متميزًا، مع موقع دون المستوى.. فلا يليق المساواة بينهما، أو وضعهما في مستوى واحد لاختيار الأفضل.. ومع احترامنا وتقديرنا للجميع.. فكلٍ له أسلوبه وجمهوره -أقصد زواره- ومستواه ونوعية ما يقدمه.. بل وتعتبر هذه إساءة بوضع هذا في مستوى واحد للمقارنة مع ذاك!
قد يفرح البعض بمثل هذه الاحتفاليات، ولكننا من خبرتنا فيها في موقع الأنبا تكلا عام 2005، لم نراها بالمستوى المُتوقع.. وللأسف، مستويات الاختيار تنحدِر مع مرور الوقت ولا ترتفع! فلم نشأ أن يُسْتَخْدَم اسم الموقع في الترويج في لقاءات دون المستوى.
هذا يذكرني بما حدث عام 2007 عندما طلع علينا البعض لاختيار "عجائب الدنيا السبع الجديدة" New Seven Wonders of the World، وقاموا بإقحام اسم مصر وأهرام الجيزة، مع آثار أخرى أو أعمال كبيرة وضخمة وبعضها أثري، ولكنها لا تُقارَن بأهرام مصر.. وهي الوحيدة التي ما تزال باقية من ضمن عجائب الدنيا السبع.. وقاطعت بلدان عدة هذه الأمور الدعائية، وجانبها اليونيسكو، بخلاف عشرات الأخطاء العلمية والشبهات التي حامت حول الأمر، وعدم بناء الإحصاء على أساليب عِلمية سليمة.. ورفضت مصر أن يكون لها أي علاقة بالأمر لا من قريب ولا من بعيد.. وفي النهاية تم وضع أهرام الجيزة خارج المنافسة، وتكريمها في النهاية في وضع "شرفي" Honorary، ولا علاقة لها بالأعمال الأخرى المشاركة في الاقتراع.. والمِثْل نراه في "مهرجان القاهرة السينمائي الدولي" Cairo International Film Festival وغيره من المهرجانات، فمستواها يرتفع طبقًا لمستوى التنظيم وطبقًا لمستويات المشاركين والمكرمين، وليس حسب عدد الحاضرين، أو النظر لعدد المكرمين بغض النظر عن محتوى ما يقدمونه من أعمال! وقد قرأت مرة في مقالًا للكاتب "أحمد المسلماني" قوله: "تراجعت المكانة السامية لجائزة نوبل للسلام بتراجع مكانة الحائزين عليها"(2). فقيمة الجائزة ترتفع بقيمة المُكَرَّم..
نود أيضًا توضيح نقطة هامة، وهي أننا لسنا ضد المواقع البسيطة أو الحديثة أو بعض المنتديات لكونها منتديات، فقد بدأنا أيضًا بمستوى بسيط.. ورؤيتنا هي أننا مازلنا كذلك.. ولكن يجب أن يتم وضع المواقع إما بترتيب، أو أن يكون هناك تقارب بين مستويات المكرمين، مع اختيار المواقع التي بها خدمات حقيقية.. وليس فقط مساهمات أشخاص مجهولي الهوية، والتسابق في عدد المُداخلات كما نرى في المنتديات، الكل يسرق ويضع أي شيء، ولا مُراجع ولا مُتابع، ويتسابق الجميع فيمن يكسب "شرف" أن يكون مشرف أو مدير منتدى، يساهم مع الآخرين في تشويه العقيدة، ونشر ما هو مُخالف! مرة أخرى أقول، ليس هذا الرأي عن كبرياء أو غيره، فطالما ساعدنا الكثير من المواقع في بداياتها، ونقبل النقد والرأي والتصحيح حتى هذا اليوم، وسنظل هكذا.. ولكننا نضع رأينا أيضًا بصورة حيادية بغرض الفائدة ليس إلا..
من الأولى أن يتم مثلًا فصل مواقع الإيبارشيات عن مواقع الكنائس عن مواقع المنتديات، أو على الأقل توضع المنتديات إلى جانب، وباقي المواقع الكنسيّة في جانب آخر..
بل نقول أيضًا أنه يجب أن تتضمن تلك الاحتفاليات -إلى جانب الاحتفالية وعمل معرض سيديهات CDs ومنتجات وتصفيق وغيره- أن يكون هناك عرضًا للمشاكل والأخطاء التي يقع فيها البعض، وعرضًا لما نجح فيه البعض حتى يتعلم منه الآخرون.. وعروض للتكنولوجيا الحديثة، وطرق تصميم المواقع، ولغات البرمجة، وخيارات الهوستنيج hosting، وطرق اختيار اسم مناسب للموقع، وخلافه من الأمور التي تفيد مصممي المواقع webmasters والقائمين عليها ومشغليها..
وخلاصة القول: يجب أن يتم اختيار مُكَرَّمين بمستوى يليق باسم الكنيسة القبطية، وليس فقط محاولة تجميع عدد أو شهرة لجنة أو أشخاص أو هيئات أو احتفاليات متعددة بدون محتوى حقيقي يعطي مصداقية للتكريم.
_____
(1) عن عظة لقداسة البابا شنوده الثالث في التسعينيات من القرن العشرين بعنوان "المجامع المسكونية".
(2) عن مقال في اليوم السابع: أحمد المسلماني: طفلة تلهو بجائزة نوبل - الثلاثاء، 18 مارس 2014.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/b38rc7a