St-Takla.org  >   FAQ-Questions-VS-Answers  >   02-Questions-Related-to-Youth-and-Family__Al-Shabab-Wal-Osra
 

سنوات مع إيميلات الناس!
أسئلة عن الشباب والأسرة

مرض اضطراب الهوية الجنسية

نص السؤال كما ورد: انا اعاني منذ صغري بمرض اضطراب الهوية الجنسية؛ يعني اني ولدت انثى لكن شعوري الداخلي وعواطفي تثبت عكس ذلك. انا لست مصاب بالشذوذ الجنسي ولا المثلية الجنسية، لكن كل مااريده ان اعيش مثل ما اشعر! انا شعوري ذكوري وليس انثوي، اسير بجسم انثى وتفكير رجل. هذا طبعا مو بيدي انا خلقت منذ صغري هكذا، يعني شعور لاارادي من الناحية العلمية. يجوز لي اذا ثبت اني مصاب بهذا المرض يجوز ان اعمل عملية التحول الجنسي، لكن من الناحية الدينية لا اعرف هل يجوز ام لا؟!  اود منكم الحل بسرعة لاني اموت كل يوم عشرات المرات

 

الإجابة:

مرض اضطراب الهوية الجنسية Gender identity disorder أو ما يُطلق عليه بالاختصار GID هو عدم رضى الفرد بالجنس البيولوجي المولود فيه..  وفي الغرب يقوم البعض بعمل عمليات إعادة جراحية لتغيير الجنس medical sex reassignment surgery، ويكون هناك جزءًا جراحيًا، وجزءًا عن طريق الهرمونات..  ويتحول الشخص إلى transsexual أي متغيري الجنس.

لا أظن أنه يوجد رأي كنسي حول هذا الأمر بعد(*)..  أو على الأقل لا يوجد رأي ديني لأنه يُعتبر أمر مفروغ منه بالرفض!

 ولكن، يجب عليكِ في البداية أن تذهبين إلى طبيب نفسي يكون موثوق فيه، والتحدث بضعة مرات عن الأمر..  فكما تقولين هذا مرض، وأمر نفسي..  فبالتأكيد يكون له علاج، من خلال مراحل معينة في علاجات مختلفة..  بخلاف موضوع الحل الجراحي هذا..  الذي بالتأكيد بخلاف كينونته ضد الدين، سيُسَبِّب مشاكل اجتماعية كثيرة لكِ..

St-Takla.org Image: Male/Female symbol صورة في موقع الأنبا تكلا: رمز ذكر و أنثى

St-Takla.org Image: Male/Female symbol.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رمز ذكر وأنثى.

يقول الكتاب المقدس: "لاَ يَكُنْ مَتَاعُ رَجُل عَلَى امْرَأَةٍ، وَلاَ يَلْبَسْ رَجُلٌ ثَوْبَ امْرَأَةٍ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ ذلِكَ مَكْرُوهٌ لَدَى الرَّبِّ إِلهِكَ" (سفر التثنية 22: 5).  وأظن أن هذا الكلام واضحًا جدًا في هذا السياق..  في السابق لم يكن هناك إمكانيات لعمليات التحول الجنسي، فهذه الآية تتحدث عن هذا الأمر بصورة عامة..  فالأمر مرفوض تمامًا، وهو مكروه لدى الله.  من أي من الجنسين..

فعلى كل إنسان أن يعتز بما خلقه الله عليه ولا يشتهى أن يكون من الجنس الآخر..

يرى القدِّيس يوحنا الذهبي الفم في هذه الوصيَّة اعتزاز كل إنسان بجنسه الذي وهبه الله. فالرجل يعتز برجولته، والمرأة بأنوثتها، فلا يشتهي الذكر أن يكون أنثى، ولا أنثى أن تكون ذكرًا. جمال كل جنس وصلاحه في اعتزازه بما قدَّمه له الله، مع تقديره وتقديسه للجنس الآخر، كمكمِّلٍ لجنسه وليس كمضاد أو منافسٍ له. فهو لا يحتقر الجنس الآخر، ولا يتشامخ عليه، بل يرى تكاملًا بين الجنسين، وتحقيقًا للنجاح البشري وتقدُّمه وبنيانه. يرى يد الله العجيبة وخطَّته الفائقة في كل الجنس البشري.  ومَنْ يعصى الأمر يسبِّب ارتباكًا في كل الأمور، ويخون عطايا الله، ويلقي على الأرض الكرامة الممنوحة له من العالي، ليس فقط بالنسبة للرجل بل والمرأة. فإنَّه بالنسبة لها هي أيضًا تكون لها كرامة عظمى أن تحفظ رتبتها، وأمَّا التذمُّر على وضعها فيحمل بالحقيقة مهانة لها.

ثانيًا: يشعر كل جنس بمسئوليَّاته، فيقوم الرجل بعمله المناسب له في غير أنوثة، وتقوم المرأة بدورها الحيّ، بهذا يصير المجتمع متكاملًا.

ثالثًا: يرى البعض في هذه الوصيَّة ما هو أعمق من المظهر الخارجي، وهو عدم الانحراف نحو الشذوذ الجنسي، فارتداء الجنس ثياب الجنس الآخر يعني رغبة الجنس أن يحتل مكان الجنس الآخر في العلاقات الجسديَّة.

يدين القدِّيس أكليمندس السكندري ممارسة الشذوذ الجنسي مع الزنا..  وهذا الاضطراب هو أيضًا نوع من الشذوذ..

نرى أيضًا في الكتاب يتحدث عن أمر مشابه حين يقول: "أَمْ لَيْسَتِ الطَّبِيعَةُ نَفْسُهَا تُعَلِّمُكُمْ أَنَّ الرَّجُلَ إِنْ كَانَ يُرْخِي شَعْرَهُ فَهُوَ عَيْبٌ لَهُ؟" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 11: 14)..  فيجب أن يسلك الإنسان بحسب الطبيعة..

أعلم أن كثير من هذا الشعور كما تقولين ليس بيدِك، وأعلم أيضًا أنكِ قد تنظرين لهذه المشاعر كأنها ليست اضطرابًا disorder، ولكنها قد تبدو شيئًا طبيعيًا..  وأفهم كذلك ما تشعرين به من ضيق وقلق وحزن دائم..  لن أدعي أنني أشعر بما تشعرين به، ولكني أفهم ذلك، وما يسببه لكِ من ضيق..  إنه ليس مرض عقلي، ولكنه مرض نفسي..

فكما أخبرتك تستطيعين الذهاب سرًا إلى طبيب نفسي جيد، ومعرفة الحلول المُقترحة..  قد ترين أنه من غير المناسب الزواج، فلكِ الحرية في ذلك..  ولكن تغيير الجسم فقط من جسم لآخر يجعل الشخص في النهاية يمارس الجنس مع نفس الجنس..  فيقول الكتاب: "لا تضلوا.. لا زناة ولا عبدة أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور... يرثون ملكوت الله" (1كورنثوس 6: 9-10). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).  ويتحدث أيضًا عن ممارسة الجنس مع نفس الجنس في رسالة رومية: "لأن إناثهم استبدلوا الاستعمال الطبيعي بالذي على خلاف الطبيعة... وكذلك الذكور أيضا تاركين استعمال الأنثى الطبيعي. اشتعلوا بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكورا بذكور ونائلين في أنفسهم جزاء ضلالهم المحق" (رومية 1: 24-27).

فأرجوكِ لا تيأسي..  وحاولي البحث عن العلاجات التي لها علاقة بهذا الأمر، وعدم الاستسلام لهذه الأفكار، وعدم تنميتها والتفكير فيها..  واطلبي إرشاد الله في حياتك..  وبالتأكيد الله يعرف ويرى ما تعانينه، وما تشعرين به..  وسيُجازيكِ خيرًا عن جهادك الروحي هذا..

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(*) المصدر: من مقالات وأبحاث موقع الأنبا تكلاهيمانوت www.st-takla.org.

 المراجع - إذا أردت المزيد عن هذا الموضوع، نرجو قراءة الآتي:


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/02-Questions-Related-to-Youth-and-Family__Al-Shabab-Wal-Osra/035-Sexual-Gender-Identity-Disorder.html

تقصير الرابط:
tak.la/g7tytfr