كان يطلق قديمًا على منطقة الأنبا رويس اسم "دير الخندق".
و يرجع أصل هذا الدير إلى سنة 969 م. عندما نزل بمصر جوهر الصقلي قائد جيوش الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، وشرع بعد نزوله فورًا في تأسيس مدينة القاهرة وبناء قصر كبير بجهة الجمالية ليكون مقرًا لإقامة المعز. فصادفه عند تخطيط القصر ديرًا للقبط في تلك الجهة يسمى "دير العظام " مدفونًا به بعض أجساد القديسين. فأراد جوهر إدخال هذا الدير ضمن تخطيط القصر، فأخذه فعلًا وتقل الأجساد المدفونة فيه إلى منطقة الخندق وبذلك عوض الأقباط عن دير العظام " دير العظمة " بدير الخندق الذي أنشأ في القرن العاشر الميلادي. ومنطقة الخندق هي المنطقة الممتدة الآن من دير الملاك البحري حتى العباسية. ولهذا سمى الدير بدير الخندق ومازال حتى الآن يوجد شارع بهذا الاسم في منطقة دير الملاك.
وكان الدير يتضمن منذ سبعة قرون عشر كنائس أكبرهم حجمًا كنيسة باسم القديس جورجيوس، وباقى الكنائس للقديس أبو مقار، الشهيد آبالي ابن يسطس، السيدة العذراء مريم البتول، الشهيد مرقريوس، القديس أبو بقطر، القديــس فيلا ثاؤس، وكنيسة باسم التلاميذ، وأخرى للأرمن
و في عصر السلطان قلاوون حوالي سنة 1280 م تخربت هذه الكنائس ثم عاد الأقباط فبنوا كنيستين في سلطنة ابنه المنصور قلاوون إحداهما باسم رئيس الملائكة المبشر غبريال والثانية باسم القديس مرقريوس وهى الكنيسة التي دفن فيها القديس الأنبا رويس سنة 1405 ميلادية وعرفت هذه الكنيسة فيما بعد باسم كنيسة الأنبا رويس.
أما كنيسة الملاك فقد تخربت سنة 1888 ميلادية ثم شيدت بدلًا منها كنيسة باسم السيدة العذراء شرقيّ كنيسة الأنبا رويس تجددت عمارتها عدة مرات آخرها سنة 1922 و ظل يصلي فيها شعب المنطقة حتى عام 1968 حيث هدمت لتحل محلها كاتدرائية مارمرقس الجديدة.
وعندما اتسعت القاهرة وأصبحت أرض الأنبا رويس داخلها وضمن حركتها، صدر الأمر الحكومي برفع الأجساد المدفونة فيها، وتحويلها إلى الجبل الأحمر الذي أعطته وزارة الداخلية للباباوية القبطية تعويضاَ لها.
على أثر هذا القرار الحكومي برفع الأجساد قام نزاع جديد حول ملكيه الأرض: أهي حقًا ملك للقبط أم أنها ملك الحكومة المصرية، لأنها كانت مرفقًا عامًا هو مرفق الجبانة. فتقدمت البطريركية القبطية بمذكرة إلى الحكومة المصرية لإثبات ملكية الأقباط للأرض (ومقدارها تسعة أفدنه وستة عشر قيراطًا وعشرة لأسهم)، وان هذه الأرض كلها مملوكة لهم من أيام جوهر الصقلي. وفى سنه 1943 جاء رد الحكومة بالاعتراف بملكية القبط للأرض على أن يبنى القبط عليها مباني للخدمة العامة لا للاستثمار.
فأقيم على هذه الأرض مبنى ضخم أصبح منذ عام 1953م يضم المعهد العالي للدراسات القبطية وقاعة كبيرة أطلق عليها اسم القاعة المرقسية. ويقع هنا المبنى خلف الكنيسة الأثرية.
وفى عام 1962 أنشأ قداسة البابا كيرلس السادس أسقفية العاهد الدينية والتربية الكنسية وسام لها نيافة الأنبا شنودة في 30 سبتمبر سنه 1962 (البابا شنودة الثالث) وشيدت الكلية الإكليريكية التي تحمل اسم البابا كيرلس السادس اللاهوتية ويقع شمالي غربها بناء به مكتبة الكلية الإكليريكية ومبيت للطلبة الإكليريكيين وسكن للآباء الأساقفة والرهبان.
* أكمل الموضوع (باقي التطورات في العصر الحديث) في صفحة الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية والمقر البابوي بالقاهرة، مصر.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/Coptic-History/places/monasteries/africa/egypt/rouis-khandak/history.html
تقصير الرابط:
tak.la/kh6ywdd