في 24 يوليو سنه 1965 (خلال احتفالات العيد الثالث عشر للثورة)، احتفل في سرادق كبير بأرض الأنبا رويس بوضع حجر الأساس لبناء أكبر كاتدرائية في الشرق باسم القديس مرقس الرسول كاروز الديار المصرية، وحضر الحفل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتحدث في هذا الاحتفال العظيم موضحاً سياسة الدولة نحو جميع المواطنين واحدة وأن بناء الدولة قائم على المحبة التي تربط بين عنصريّ الأمة، وأعلن الرئيس الراحل تبرع الحكومة بمبلغ مائه ألف جنيه مساهمة من الدولة في بناء الكاتدرائية الجديدة.
لقد كان الاحتفال بوضع حجر الأساس صورة جميلة للوحدة الوطنية وإظهار لروابط المحبة بين عنصريّ الأمة. وفى الاحتفال ورد في خطاب قداسة البابا المتنيح كيرلس السادس إعلان رسمي باحتفال الكنيسة بافتتاح الكاتدرائية سنة 1968 وسيكون احتفالاً عالمياً بمرور 19 قرن على استشهاد القديس مرقس، وتعجب الحاضرون كيف يمكن في هذه الفترة القصيرة بناء هذا الصرح الضخم
ثم أعلن قداسة البابا المتنيح بعد ذلك عن مسابقة عامة بين المهندسين لتقديم أحسن مشروع للكاتدرائية المرقسية الجديدة، وتشكلت لجنه اختارت أحسن المشروعات.
وفى 8 مايو 1967 (عيد استشهاد مارمرقس وعشية ميلاد أم النور ) أقام قداسة البابا كيرلس السادس صلاة تبريك في مكان البناء ورش ماءً مقدساً إيذانًا ببدء العمل في الكاتدرائية، وكانت معجزة حقاً أن تم العمل في نحو عشرة أشهر بعد أن تم تشغيل نحو ألف عامل واستخدام الكثير من الآلات وأسهمت الدولة في بناء الكاتدرائية بدفعة أخرى مقدارها خمسين ألف جنيه كما أسهم الشعب والكنائس بتقديم تبرعاتهم لهذا المشروع الكبير كذلك بذلت الحكومة المصرية ووزارة الإسكان جهوداً جبارة لإنجاز الهيكل الخرسانة للكاتدرائية في ميعاد الاحتفال الذي أعلنه قداسة البابا كيرلس السادس بمرور 19 قرناً على استشهاد القديس.
وفى صباح يوم الثلاثاء 25 يونية 1968 أحتفل رسمياً بافتتاح كاتدرائية مارمرقس الجديدة بدير الأنبا رويس، بحضور:
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر
الإمبراطور الراحل هيلاسيلاسي الأول إمبراطور أثيوبيا ቀዳማዊ ኃይለ ሥላሴ
وحضرت وفود من ممثلي كنائس العالم.
وأذاع التلفزيون المصري الحفل على الهواء، وأُلْقِيَت كلمات قوية هَزَّت مشاعر الناس من قداسة البابا كيرلس السادس، وقداسة مارأغناطيوس يعقوب الثالث، ومن الكاردينال ديفال مندوب بابا روما، وغبطة الأنبا ثاؤفيس نائب بطريرك جاثليق أثيوبيا، ومن مندوب بطريركية موسكو الذي أعلن أن كنيسة موسكو قدمت للكاتدرائية الجديدة مذبحاً مُذْهَبًا. وكانت الاحتفال بافتتاح الكاتدرائية احتفالاً ضخماً مكون من مجموعة احتفالات فقد صاحبه الاحتفال بحضور رفات مارمرقس من الفاتيكان، وكان ضمن برنامج الاحتفال بافتتاح الكاتدرائية أيضاً افتتاح طريق العائلة المقدسة في مصر بمسيرة أشترك فيها مندبو الكنائس كذلك لا ننسى أنه بداية نفس العام في أبريل 1968 كانت فرحة الكنيسة القبطية أيضاً لظهور السيدة العذراء على كنيستها بالزيتون.
وفى صباح يوم الأربعاء 26 يوليو 1968. احتفلت الكنيسة بإقامة أول قداس على مذبح الكاتدرائية، وكان قداساً تاريخياً فريداً اشتركت فيه الكنائس الأرثوذكسية الشرقية.
تم التعاقد على تركيب الجرانيت الخاص بسلالم الكاتدرائية، وقد أُحْضِر إلى منطقة الأنبا رويس ليتم تركيبه قريبًا، حِرصًا على سلامة الكاتدرائية من تآكل الخرسانة الخاصة بالسلالم لكثرة الضغط عليها.
وفي يوم 18 نوفمبر 2018 م. تم إعادة افتتاح الكاتدرائية بعد ثلاثة سنوات من التجهيزات لرسومات الأيقونات في كل جنباتها، وأُقيمَت احتفالية يوم التدشين برئاسة صاحب الغبطة والقداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني 118.
_____
(1) مجلة الكرازة، السنة السادسة، الجمعة 29 أغسطس 1975 (23 مسرى 1691 ش.) - العدد 35، ص. 1.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/7g6gt86