St-Takla.org  >   Coptic-History  >   chrism-oil
 

تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

عمل الميرون في إبريل 2017 للمرة الثانية في عهد البابا تواضروس الثاني

المرة 39 لعمل الميرون في تاريخ البطاركة

 

إعداد الميرون المقدس:

كتب قداسة البابا تواضروس في مجلة الكرازة المقال التالي(1):

بنعمة المسيح إلهنا، وبشفاعة أمنا العذراء مريم، والقديس مارمرقس الرسول شفيع كنيستنا وكاروز بلادنا، وببركة أيام الصوم المقدس؛ نعتزم عمل الميرون المقدس للمرة "39" في تاريخ كنيستنا المجيد يومي 4، 5 أبريل 2017 م.

سر الميرون المقدس أو سر المسحة المقدسة هو السر الثاني في عِداد الأسرار الكنسية السبعة بعد سر المعمودية، وهو سر لا يتكرر في حياة المسيحي إلّا مرة واحدة بعد معموديته. كما أن زيت الميرون (كلمة يونانية معناها طيب أو رائحة عطرية) يُستخدَم في تدشين المذابح والكنائس وأواني الخدمة السرائرية والمعموديات والأيقونات.

لقد كان هذا السر يُمارَس وقت آبائنا الرسل بوضع اليد على المُعمَّدين، ولكن بعد انتشار الكرازة لم يكن في إمكان الرسل أن ينتقلوا من مكان إلى آخر لوضع أيديهم على المؤمنين، ولذا رتب الآباء بإرشاد الروح القدس عمل الميرون المقدس ليكون هو المسحة المقدسة التي تحل محل وضع اليد. كما يقول الكتاب المقدس «... خَلَّصَنَا بِغُسْلِ الْمِيلاَدِ الثَّانِي (المعمودية) وَتَجْدِيدِ الرُّوحِ الْقُدُسِ (أي المسحة)...» (تي3: 5). ويؤكد القديس بولس نفس الكلام إلى أهل كورنثوس «وَلكِنِ اغْتَسَلْتُمْ، (أي المعمودية)، بَلْ تَقَدَّسْتُمْ (أي المسحة)...» (1كو6: 11).

بدأ عمل الميرون المقدس منذ العصر الرسولي حيث أخذ الآباء الحنوط الموجودة في كفن السيد المسيح والتي وضعها يوسف الرامي ونيقوديموس على جسد الرب (يو19: 39و 40) وكذا الأطياب التي أحضرتها المريمات (مر16: 1)، ومزجوها بزيت الزيتون النقي، وقدسوها بالصلاة وكلمة الله، وجعلوها دهنًا مقدسًا لسر مسحة الروح القدس، وخاتمًا للمؤمنين بعد تعميدهم.

ويُعتبر القديس البابا أثناسيوس الرسولي (326-373م) هو أول من عمل الميرون في تاريخ كنيستنا في مدينة الإسكندرية عام 340م اعتمادًا على ما أحضره القديس مارمرقس معه من خلطة الحنوط والأطياب في زيت الزيتون التي عملها الآباء الرسل.

واستمر بعد ذلك عمل الميرون عبر تاريخ كنيستنا 37 مرة من خلال عصور مختلفة، وربما يكون التاريخ قد أغفل ذكر عمل الميرون في تاريخ بعض البطاركة لبعض الظروف سواء الاقتصادية أو السياسية أو غيرها.

ويتكون الميرون المقدس من إضافة 27 مادة مُستخلصة كزيوت عطرية إلى زيت الزيتون عالي النقاء، وكل هذه الزيوت الـ28 نباتية الأصل، ومذكورة في أكثر من موضع في الكتاب المقدس مثل (خروج 30؛ صموئيل الأول 10: 1؛ 16: 13).

وكانت الطريقة التقليدية تقوم على إجراء بعض العمليات الكيميائية لاستخلاص الزيوت العطرية من أصولها النباتية، وكان العامة يسمون هذه العمليات "طبخ" حيث تُستخدَم المواقد الحرارية والتسخين والتبريد والتقليب والترشيح، مما يستهلك وقتًا كبيرًا ومجهودًا كثيرًا، بالإضافة إلى نتائج ضعيفة في الاستخلاص الكامل للزيوت العطرية لعدم مراعاة الخصائص اللازمة لكل مادة للحصول على الزيت العطري من أصله النباتي بطريقة فنية سليمة.

وكان شراء الأصول النباتية من الأسواق المحلية أو الخارجية يتعرض لكثير من السلبيات كالغش مثلًا، أو استخدام أجزاء من النبات ليس هي المطلوبة بالتحديد، أو صعوبة توفر مادة بعينها، فضلًا عن عمليات الطحن لبعض المواد شديدة الصلابة، ويكون الفاقِد حوالي 30%، ثم عمليات التسخين والطبخ التي تساعد على ذوبان الزيوت العطرية في زيت الزيتون. ولكن حيث أن درجة غليان الماء أعلى من درجة غليان الزيوت العطرية، كانت المواد العطرية تتطاير أثناء التسخين ولا يتبقى منها إلا القليل، مما يفقد الناتج رائحته العطرية التي بسببها حمل اسم "ميرون" = طيب الرائحة العطرية.

أمّا عمليات التصفية فكانت المواد الناعمة تنفذ من قماش الترشيح إلى الزيت الذي يتم تصفيته، وكثير من الآباء اشتكوا من وجود بعض الرواسب في زجاجات الميرون ولا يعرفون كيف يتخلصون منها... وهكذا ظهرت عدة مشكلات بعضها منظور وبعضها غير منظور في كل عمليات إعداد الميرون.

ومن هنا كان استخدام العلم والتكنولوجيا الحديثة في تطوير عملية إعداد الميرون توفيرًا للوقت الطويل والمجهود الكبير ورفع كفاءة الناتج النهائي بإسلوب عصري سليم دون المساس بالطقس الكنسي من القراءات والألحان والصلوات.

وقد طبقّنا هذا للمرة الأولى في عمل الميرون عام 2014 (المرة 38 في تاريخ عمل الميرون) -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- بعد موافقة أعضاء المجمع المقدس على هذا الأسلوب الجديد، وكانت نتائجه مُبْهِرة... حيث تم إعداد 600 كيلو من زيت الميرون مع 300 كيلو من زيت الغاليلاون، واُستُخدمت هذه الكمية على مدارس السنوات الثلاث الماضية بمعدل 200 كيلو سنويًّا (ميرون) ومائة كيلو (غاليلاون) مُقسَّمة على حوالي مائة إيبارشية ومنطقة رعوية وهذه معدلات كافية تمامًا، مع العلم أن أعضاء المجمع المقدس 126 عضوًا، ويبدو أن إعداد الميرون كل ثلاث سنوات بنفس الكميات سيكون مناسبًا.

وفي هذا العام قام نيافة الأنبا صرابامون أسقف ورئيس دير القديس العظيم الأنبا بيشوي بوادي النطرون بتوفير كميات زيت الزيتون عالي النقاء مع بعض الأديرة الأخرى، كما قام نيافة الأنبا سيرابيون مطران لوس آنجلوس بأمريكا بتوفير الزيوت العطرية النقية من عدة شركات عالمية بمساعدة القمص جوارجيوس عطالله – وهو أستاذ كيمياء سابق – وشارك في كل مرات عمل الميرون السبع (من 1981 إلى عام 2008م) في حبرية المتنيح البابا شنوده الثالث. كما اهتم بتطبيق الأسلوب الجديد في إعداد الميرون عام 2014 م.

وسوف يُخصَّص يوم الثلاثاء 4/4/2017م لإعداد الميرون وتوقيع الآباء المطارنة والأساقفة مع الصلوات والقراءات والألحان والقداس، ويوم الأربعاء 5/4/2017م يُخصَّص لتقديس زيت الميرون وزيت الغاليلاون مع القداس.

ثم صباح يوم شم النسيم 17/4/2017م تُضاف الخميرة المقدسة إلى أواني الميرون الموضوعة في شرقية الهيكل، حيث يحضر قداسات الخماسين المقدسة قبل تعبئته وتوزيعه على الإيبارشيات والكنائس.

قد كان لنا فرصة حضور عمل الميرون المقدس في الكنيسة الأرمنية في أنطلياس في لبنان –وهي كنيسة شقيقة لنا في الإيمان الأرثوذكسي– حيث استغرق كل الطقس (إعداد وتقديس وإضافة الخميرة) حوالي ساعتين فقط وذلك في يوليو 2015 م.

كما عرفنا في أرمينيا حيث الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية في اتشميازين، أن الميرون يُصْنَع كل سبع سنوات خلال يوم محدد في الأسبوع الأول من شهر سبتمبر.

وهكذا يتم عمل الميرون والغاليلاون في كنيستنا المقدسة بطريقة فنية دقيقة وكل الزيوت خالية من الرواسب أو الأتفال، وكل الزيوت العِطرية ممتزجة بدون أي فاقد وبكفاءة عالية جدًا وفي وقت مُختصر، مع تلاوة كل القراءات الخاصة والألحان والصلوات الكنسية.

إنها مناسبة فرح وتمجيد...

كل ميرون وأنتم طيبون بخير وسلام.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

قداسة البابا يتفقّد تجهيزات إعداد الميرون:

تفقد قداسة البابا(2) بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون يوم الاثنين 3 أبريل 2017م -اليوم السابق لقداس الميرون- أعمال تجهيزات إعداد الميرون المقدس، الذي جرى طقس إعداده بحضور قداسة البابا وأحبار المجمع المقدس على مدار يومي الثلاثاء والأربعاء 5، 6 أبريل 2017م. وسنوافيكم في العدد القادم إن شاء الرب، بتقرير مفصَّل عن عمل الميرون.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

وثيقة عمل الميرون المقدس للمرة التاسعة والثلاثين في تاريخ كنيستنا القبطية، والثانية في حبرية قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني "118":

سر الميرون هو السر المقدس(3) الذي به ننال ختم موهبة الروح القدس، وهو مستقل عن سر المعمودية، ففي هذه ننال الولادة الثانية من فوق، وفي الميرون يسكن فينا الروح القدس لنثبت في المسيح وننال قوه روحية لننمو روحيًا، وهكذا يكون المؤمن مثل غصن قُطِع من الزيتونة البرّية أي العالم، وطُعِّم في الجيدة من خلال جُرن المعمودية، والميرون هو الأربطة التي تثبّت الغرس الجديد (لذلك سُمِّي سر التثبيت)، وأما زيت الغاليلاون أو زيت الفرح، فيُدهَن به المُعمَّد عقب طقس جحد الشيطان وقبل النزول إلى جرن المعمودية، للشفاء من أعمال المضاد والخطايا، ويُصنَع زيت الغاليلاون من التقل المتبقّي من الطبخات.

وقد أسّس الرب يسوع هذا السر حين قال: «مَنْ آمَنَ بي، كما قالَ الكِتابُ، تجري مِنْ بَطنِهِ أنهارُ ماءٍ حَيٍّ. قالَ هذا عن الرّوحِ الّذي كانَ المؤمِنونَ بهِ مُزمِعينَ أنْ يَقبَلوهُ » (يوحنا 38:7 - 39)، وقد قبل التلاميذ هذه العطية في علّية صهيون يوم البنطيقستي، ومن ثَمّ أعطاه الرسل للمؤمنين باعتبارهم وكلاء أسراره، وخدامًا لشعبه.

الميرون سرٌّ مستقل، يقول القديس لوقا: «ولَمّا سمِعَ الرُّسُلُ الّذينَ في أورُشَليمَ أنَّ السّامِرَةَ قد قَبِلَتْ كلِمَةَ اللهِ، أرسَلوا إليهِمْ بُطرُسَ ويوحَنا، اللَّذَينِ لَمّا نَزَلا صَلَّيا لأجلِهِمْ لكَيْ يَقبَلوا الرّوحَ القُدُسَ، لأنَّهُ لَمْ يَكُنْ قد حَلَّ بَعدُ علَى أحَدٍ مِنهُمْ، غَيرَ أنهُم كانوا مُعتَمِدينَ باسمِ الرَّبِّ يَسوعَ. حينَئذٍ وضَعا الأياديَ علَيهِمْ فقَبِلوا الرّوحَ القُدُسَ » (أعمال 14:8 - 17).

وعندما وصل بولس إلى أفسس، «قالَ لهُمْ: هل قَبِلتُمُ الرّوحَ القُدُسَ لَمّا آمَنتُم؟ قالوا لهُ: ولا سمِعنا أنَّهُ يوجَدُ الرّوحُ القُدُسُ. فقالَ لهُمْ: فبماذا اعتَمَدتُم؟ فقالوا: بمَعموديَّةِ يوحَنا. فقالَ بولُسُ: إنَّ يوحَنا عَمَّدَ بمَعموديَّةِ التَّوْبَةِ، قائلً للشَّعبِ أنْ يؤمِنوا بالّذي يأتي بَعدَهُ، أيْ بالمَسيحِ يَسوعَ. فلَمّا سمِعوا اعتَمَدوا باسمِ الرَّبِّ يَسوعَ. ولَمّا وضَعَ بولُسُ يَدَيهِ علَيهِمْ حَلَّ الرّوحُ القُدُسُ علَيهِمْ » (أعمال 2:19 - 6).

 

قداسة البابا يعلن عن احتياج الكنيسة لكمية جديدة:

في شهر مارس الماضي أعلن قداسة البابا عبر مجلة الكرازة أن الكنيسة بصدد إعداد كمية جديدة من زيت الميرون المقدس نظرًا لقرب نفاذ الكمية المتبقية منه، وقد أعلن قداسة البابا في نفس المقال أنه ينتوي عمل الميرون المقدس مرة كل ثلاث سنوات، حيث سيتم إعداد 600 كيلو من زيت الميرون مع 300 كيلو من زيت الغاليلاون.

ويُستَخدَم الميرون في تقديس مياه المعمودية، ورشم المُعمَّدين الجُدد 36 رشمًا، وفي تدشين الكنائس والمذابح واللوح المقدس وجرن المعمودية وأواني المذبح والأيقونات، كما كان يُستَخدَم قديمًا في تكريس الملوك. ومن ثَمّ، وبسبب اتساع الخدمة وتدقيق الآباء في استخدام الميرون، لزم الإسراع بإعداد كمية كبيرة منه.

كانت المرة الأولى التي صُنِع فيها الميرون المقدس قد تمت في علية مارمرقس (علية صهيون)، حيث أخذ الرسل الأطهار الحنوط التي كانت على جسد الرب، وأضافوا عليها الحنوط والأطياب التي جاءت بها المريمات، واستخدم الرسل هذا الزيت في المسحة المقدسة حيث أخذ كل منهم كمية منه، ومن بينهم القديس مارمرقس الرسول عند مجيئه إلى مصر.

وفي أيام البابا أثناسيوس الرسولي أوشك الزيت الموجود في جميع كنائس العالم على النفاذ، ومن ثَمّ قرّر البابا أثناسيوس إعداد كمية جديدة من زيت الميرون بحضور أساقفة الكنائس الأخرى للاشتراك في صلوات صُنعه، وليتسلّموا أيضًا طريقة صنعه وتقديسه. وتم ذلك بالفعل، وحمل كل منهم كمية من الميرون إلى بلاده. وتكرّر عمل الميرون في كنيستنا القبطية ثمانٍ وثلاثين مرّة، كان آخرها سنة 2014 م. وهي المرة الأولى في حبرية قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني.

ومنذ المرة السابقة لإعداد الميرون في 2014 م.، كان قداسة البابا قد قرّر بعد الرجوع لبعض المتخصِّصين (مثل القمص جورجيوس عطاالله والذي أعد جميع مواد طبخ زيت الميرون في المرات الثمانية السابقة) أنه بالإمكان إعداد زيت الميرون بالطرق الحديثة، ليس فقط توفيرًا للوقت وإنما للحصول على نتائج أفضل، ومن ثَمّ أمكن الحصول على المواد المُراد استخلاصها من الأخشاب والأعشاب والنباتات، من مصانع عالمية بدرجة فائقة النقاوة، فيما عدا اثنتين من المواد لم تكن درجة النقاوة فيها بالقدر المطلوب، ومن ثَمّ تم استخلاصهما بالطريقة التقليدية في الدير قبيل البدء في العمل.

وقد أوضح قداسة البابا في اجتماعه الأسبوعي يوم الأربعاء 2 أبريل 2014 م، لماذا قرّر مع المجمع المقدس اختيار الطريقة الجديدة، حيث قال قداسته: “كانت الخلطة تتكون من 27 مادة كلها نباتية، كنا نأخذها قديمًا من النباتات سواء زهر النبات أو جذع النبات أو ورق النبات، نقوم بتجفيفه ثم طحنه ثم نخله ثم نقعه في ماء، وبعد ذلك نضعه في زيت الزيتون مع التقليب، وقد يحتاج التقليب إلى عشر ساعات بنفس السرعة، وكل هذا حتى نستخلص العطر الطيار من النبات، ثم نصفّيه.

ولكن طرق الاستخلاص قد تطوّرت كثيرًا نتيجة لتطور العلم، هذه المواد لها كميات ونحن نريد أن نستخلص منها العطر (زيت الطيار)، والطريقة القديمة للاستخلاص لا تستخلص العطر كله، ولذلك فكّرنا أن نأتي بهذه الخلاصات «النقية مائة بالمائة » من الشركات المتخصّصة في ذلك، وهي شركات معدودة في العالم كله. وأحدث طرق الاستخلاص هى Steam distillation (التقطير بالبخار)، حيث يتم استخلاص الزيت الطيار النقي مائة بالمائة. وبالتالي فنحن عندما نصنع الميرون بالأسلوب الجديد إنما نصنعه بأكثر جودة”.

وقد أورد قداسته مثلً لتقريب فكرة استخدام الطرق الحديثة، وهو صُنع القربان -كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى- حيث كنا نأتي قديمًا بالقمح ثم نغسله ثم نجففه في الشمس ثم نطحنه بالرحى ثم ننخله لفصل الردة، ثم نأخذ الدقيق للعجن، وأثناء عجن الدقيق نقوم بقراءة المزامير، نعجنه باليد ثم نضع الخميرة ثم نتركه يختمر ثم نحوّله إلى كرات نحوّلها بأصابِعنا إلى القربانة كما نعرفها، ونختمها ونصنع فيها الثقوب ثم نضعها في الفرن البلدي. ولكن اليوم ومع تطور الحياة نقوم بشراء الدقيق جاهزًا، وفي أكثر الكنائس يوجد الآن عجّانات كهربائية، كل هذه الأمور هي استخدامات للعلم. بالتالي في الطريقة الجديدة لإعداد الميرون لا توجد عمليات النقع، والتسخين، والتقليب، بل نحصل على عطور نقية جاهزة.

ومن مشاكل الطريقة القديمة: مشكلة التسخين، إذ نضع بعض المواد المنقوعة في الماء في الزيت، والماء يتبخّر عند درجة حرارة 100 درجة مئوية بينما الزيت عند درجة حرارة 70 مئوية، فمع طرد الماء نطرد الزيت. كما أننا نستخدم أجزاء مختلفة من النبات وأحيانًا نشتري مواد قديمة تكون أقل عطرًا، كذلك قد تكون بعض المواد مغشوشة بسبب أنها غالية الثمن جدًا، مثل دهن البلسان حيث يتم غَشَّها بالزبدة. وبعض المواد يكون الزيت فيها كثيرًا فتُعجّن عند الطحن، وأثناء الطحن يصعد ما نسميه «هَبو»، وهو ذراّت ضئيلة تتطاير معها بعض الزيوت، كما أن هناك موادًا صلبة جدًا قد تكسر ماكينة الطحن.

في حين أن المواد الجديدة تجعل الميرون أكثر عطرًا لأنها مواد نقية مئة بالمئة، ولا يوجد بها تسخين فلا تتطاير الزيوت، كما تجعل الميرون بالعطور المستخدمة - مقارنة بالمعروفة - أكثر عطرًا، ويدوم لفترة طويلة. يعلّمنا الكتاب أننا نحنرائحة المسيح الزكية.

 

المواد المستخدمة في الميرون؟:

هذه المواد مأخوذة من سفر الخروج حيث أمر الله موسى النبي بأن يصنع منها زيت المسحة التي يُستَخدَم في التكريس والتدشين (خروج 30:22 - 33).

 

وأعلن قداسة البابا عن موعد صنع الميرون، على أن يتم قبيل أسبوع الآلام، وسوف يُخصَّص يوم الثلاثاء 4/ 4/ 2017 م لإعداد الميرون وتوقيع الآباء المطارنة والأساقفة مع الصلوات والقراءات والألحان والقداس، ويوم الأربعاء 5/ 4/ 2017 م يُخصَّص لتقديس زيت الميرون وزيت الغاليلاون مع القداس. ثم صباح يوم شم النسيم 2017/4/17 م تُضاف الخميرة المقدسة إلى أواني الميرون الموضوعة في شرقية الهيكل، حيث يحضر قداسات الخماسين المقدسة قبل تعبئته وتوزيعه على الإيبارشيات والكنائس.

 

إعداد زيت الميرون:

بدأ العمل في تمام الحادية عشرة من صباح الثلاثاء، حين حمل أحبار الكنيسة من المطارنة والأساقفة مواد الميرون السبعة والعشرين، متجهين بالملابس الكهنوتية من الكنيسة الأثرية إلى الكاتدرائية في موكب مهيب يتقدمون قداسة البابا، وحال وصولهم إلى قدام هيكل الرب وُضِعت المواد على منضدة، وبعد صلاة الشكر، قام نيافة الأنبا رافائيل الأسقف العام وسكرتير المجمع المقدس بقراءة تقليد إعداد الميرون، وهذا نصّه:

 

بسم الله القوى

للمرة التاسعة والثلاثين في تاريخ كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، وفي العهد السعيد والأيام المباركة لحبرية العظيم مع البطاركة، سراج البِيعة، منارة كنيسة الإسكندرية، اللابس حلة أنطونيوس والمتوشِّح بإسكيم مقاريوس، حبيب المسيح، صاحب الغبطة والقداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ118.

وفي دير القديس العظيم الأنبا بيشوي برية شهيت – وادي النطرون – مصر، تم عمل الميرون المقدس يوم الثلاثاء 4 أبريل 2017 م الموافق 26 برمهات 1733 ش.

وتقديس الميرون المقدس يوم الأربعاء 5 أبريل م الموافق 27 برمهات 1733 ش.

وإضافة الخميرة المقدسة في قداس شم النسيم باليد الرسولية الطاهرة للبابا الأنبا تواضروس الثاني يوم الاثنين 17 أبريل 2017 م الموافق 9 برموده 1733 ش.

وذلك بحضور المطارنة والأساقفة، مع لفيف من الآباء الكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة، وجمع غفير من الشعب المسيحي في مصر وخارجها.

ونعمته تشملنا جميعًا...

 

ثم بدأ قداسة البابا يشرح للحاضرين الحاجة إلى طبخ كمية من زيت الميرون، والسبب في اختيار الطرق الحديثة في إعداده. وبعد ذلك قام قداسة البابا وأحبار الكنيسة من المطارنة والأساقفة ورؤساء الأديرة أعضاء المجمع المقدس، برشم مواد الميرون والتوقيع على التقليد، حيث وقَّع عليه 95 عضوًا من أعضاء المجمع المقدس، في حين أرسل الباقون (حوالي 30 عضوًا) اعتذارهم لظروف السفر أو ظروف مَرَضية. وحضر طقس إعداد زيت الميرون عدد كبير من الكهنة والرهبان وأفراد الشعب.

وبعد ذلك قام قداسة البابا بتوزيع المواد على الآباء لوضعها في أوانٍ متوسطة الحجم ملآنة بزيت الزيتون، ثم قام الآباء بتقليبها جيدًا، ومن ثَمّ تم ملء زجاجات من هذا الزيت لتُضاف إلى الأواني الكبيرة وتُقلَّب جيدًا، وهكذا مع زيت الغاليلاون، حيث كان المُتبع سابقًا أن تُستَخدَم الأتفال المتبقية من النباتات لتُخلَط مع زيت الزيتون حتى يأخذ زيت الزيتون المواد العطرية المتبقية في الأتفال، وقد تم هذه المرة أخذ نسبة بسيطة (أقل من 1%) من هذه المواد ووُضِعت في زيت الزيتون. وقد كُلِّل العمل في اليوم الأول بالقداس الإلهي والذي انتهى عند الخامسة بعد الظهر.

 

تقديس زيت الميرون:

وفي اليوم التالي بدأت صلوات تقديس الميرون في العاشرة صباحًا، وتمت صلوات قداس تقديس الميرون وقداس تقديس الغاليلاون، وأعقب ذلك القداس الإلهي، وتم حفظ الأواني المحتوية على زيت الميرون داخل الهيكل المقدس تمهيدًا لإضافة الخميرة إلى الكمية الجديدة في قداس شم النسيم (تذكار ظهور الرب لتلميذي عمواس).

 

إضافة الخميرة إلى زيت الميرون:

في يوم الاثنين 17 أبريل 2017 م. (تذكار ظهور السيد المسيح لتلميذي عمواس)، وهو اليوم الذي تُضاف فيه عادةً خميرة الميرون المقدس، رأس قداسة البابا صلاة القداس والذي أُقيم من الرابعة إلى السادسة صباحًا، بكاتدرائية الأنبا بيشوي بوادي النطرون، باشتراك عدد كبير من الآباء المطارنة والأساقفة ورؤساء الأديرة، ووكيليْ البطريركية بالقاهرة والإسكندرية، والآباء الرهبان والكهنة والشعب. وعقب تناول قداسة البابا والآباء المطارنة والأساقفة من الأسرار المقدسة، قام قداسته بإضافة ما تبقّى من زيت الميرون -من الكمية التي صُنِعت المرة السابقة- إلى الكمية التي تم تحضيرها، ونفس الأمر مع زيت الغاليلاون.

 

قائمة بأسماء الآباء أعضاء المجمع المقدس الذين اشتركوا في إعداد زيت الميرون المقدس

اشترك مع قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية (ال 118)، أصحاب النيافة الأحبار الأجلاء أعضاء المجمع المقدس:

  1. الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية،

  2. الأنبا أنطونيوس مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى،

  3. الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري،

  4. الأنبا ويصا مطران البلينا وبرديس،

  5. الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط وطحا الأعمدة،

  6. الأنبا بنيامين مطران المنوفية،

  7. الأنبا تادرس مطران بورسعيد،

  8. الأنبا سيرابيون مطران لوس آنجلوس وهاواي بأمريكا،

  9. الأنبا صرابامون أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوي،

  10. الأنبا بولا أسقف طنطا،

  11. الأنبا رويس الأسقف العام،

  12. الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادي وفرشوط،

  13. الأنبا متاؤس أسقف ورئيس دير السيدة العذراء والأنبا يحنس كاما (السريان)،

  14. الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة،

  15. الأنبا إشعياء أسقف طهطا وجهينة،

  16. الأنبا أندراوس أسقف أبو تيج وصدفا والغنايم،

  17. الأنبا باخوم أسقف سوهاج والمنشاة والمراغة،

  18. الأنبا برسوم أسقف ديروط وصنبو،

  19. الأنبا ديميتريوس أسقف ملوي وأنصنا والأشمونين،

  20. الأنبا لوكاس أسقف أبنوب والفتح وأسيوط الجديدة،

  21. الأنبا بيسنتي أسقف حلوان والمعصرة،

  22. الأنبا أغابيوس أسقف دير مواس ودلجا،

  23. الأنبا باسيليوس أسقف ورئيس دير الأنبا صموئيل المعترف بجبل القلمون،

  24. الأنبا بيمن أسقف نقاده وقوص،

  25. الأنبا تكلا أسقف دشنا،

  26. الأنبا دانيال أسقف المعادي والبساتين ودار السلام،

  27. الأنبا يسطس أسقف ورئيس دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر،

  28. الأنبا إيسوذورس أسقف ورئيس دير السيدة العذراء (برموس)،

  29. الأنبا ثاوفيلوس أسقف البحر الأحمر،

  30. الأنبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا،

  31. الأنبا يوسف أسقف جنوبي الولايات المتحدة الأمريكية،

  32. الأنبا يوأنس أسقف أسيوط وساحل سليم والبداري،

  33. الأنبا صرابامون أسقف عطبرة وأمدرمان،

  34. الأنبا أنتوني أسقف أيرلندا واسكتلندا وشمال شرق إنجلترا وتوابعها،

  35. الأنبا برنابا أسقف تورينو وروما بإيطاليا،

  36. الأنبا بولس أسقف عام الكرازة بأفريقيا،

  37. الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة وسكرتير المجمع المقدس،

  38. الأنبا سوريال أسقف ملبورن بأستراليا،

  39. الأنبا تيموثاوس أسقف الزقازيق ومنيا القمح،

  40. الأنبا سلوانس أسقف ورئيس دير الأنبا باخوميوس الشايب بالأقصر،

  41. الأنبا مكسيموس الأسقف العام لكنائس مدينة السلام والحرفيين،

  42. الأنبا جابرييل أسقف النمسا والقطاع الألماني من سويسرا،

  43. الأنبا أبوللو أسقف سيناء الجنوبية،

  44. الأنبا جورجيوس أسقف مطاي،

  45. الأنبا سارافيم أسقف الإسماعيلية،

  46. الأنبا غبريال أسقف بني سويف،

  47. الأنبا مارتيروس الأسقف العام لكنائس شرق السكة الحديد،

  48. الأنبا أثناسيوس أسقف بني مزار،

  49. الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة،

  50. الأنبا قزمان أسقف سيناء الشمالية،

  51. الأنبا دانييل أسقف سيدني،

  52. الأنبا داود أسقف المنصورة،

  53. الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا وأبو قرقاص،

  54. الأنبا أباكير أسقف الدول الإسكندنافية،

  55. الأنبا إرميا الأسقف العام،

  56. الأنبا أغاثون أسقف البرازيل،

  57. الأنبا مينا أسقف ورئيس دير الشهيد مارجرجس بالخطاطبة،

  58. الأنبا يوسف أسقف بوليفيا،

  59. الأنبا دانيال أسقف ورئيس دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر،

  60. الأنبا ثيؤدوسيوس أسقف وسط الجيزة،

  61. الأنبا صليب أسقف ميت غمر ودقادوس،

  62. الأنبا مرقوريوس أسقف جرجا،

  63. الأنبا مينا أسقف ميسيساجا وفانكوفر، غرب كندا،

  64. الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير القديس أنبا مقار،

  65. الأنبا دوماديوس أسقف 6 أكتوبر وأوسيم،

  66. الأنبا زوسيما أسقف اطفيح،

  67. الأنبا صموئيل أسقف طموه،

  68. الأنبا مقار أسقف مراكز الشرقية والعاشر من رمضان،

  69. الأنبا يوحنا أسقف شمال الجيزة،

  70. الأنبا يوليوس الأسقف العام لكنائس مصر القديمة وأسقفية الخدمات،

  71. الأنبا ميشائيل أسقف ورئيس دير الأنبا أنطونيوس كريفلباخ بألمانيا،

  72. الأنبا أرساني أسقف هولندا،

  73. الأنبا بافلوس أسقف اليونان،

  74. الأنبا يوساب الأسقف العام بالأقصر،

  75. الأنبا مكاري الأسقف العام لكنائس شبرا الجنوبية،

  76. الأنبا أبانوب الأسقف العام لكنائس المقطم،

  77. الأنبا أولوجيوس أسقف ورئيس دير الأنبا شنوده بسوهاج،

  78. الأنبا كاراس الأسقف العام بالمحلة الكبرى،

  79. الأنبا إيساك الأسقف العام والمدبر الروحي لدير الأنبا مكاريوس السكندري بجبل القلالي،

  80. الأنبا بموا أسقف السويس،

  81. الأنبا إسحق الأسقف العام بالفيوم،

  82. الأنبا آنجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية،

  83. الأنبا ماركوس الأسقف العام لكنائس حي القبة والوايلي،

  84. الأنبا بافلي الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزه بالإسكندرية،

  85. الأنبا بقطر أسقف الوادي الجديد،

  86. الأنبا يواقيم الأسقف العام بإسنا وأرمنت،

  87. الأنبا إيلاريون الأسقف العام لكنائس قطاع غرب الإسكندرية،

  88. الأنبا اكليمندس الأسقف العام لكنائس ألماظه وعزبة الهجانة،

  89. الأنبا مارك الأسقف العام لكنائس باريس وشمال فرنسا،

  90. الأنبا هرمينا الأسقف العام لكنائس عين شمس والمطرية،

  91. الأنبا بيتر أسقف كارولينا الشمالية والجنوبية وكنتاكي،

  92. الأنبا أبراهام الأسقف العام بلوس آنجلوس،

  93. الأنبا كيرلس الأسقف العام بلوس آنجلوس،

  94. القمص سرجيوس سرجيوس وكيل عام البطريركية بالقاهرة،

  95. القمص رويس مرقس وكيل عام البطريركية بالإسكندرية.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

صلاة فوق الزيت للدهن بعد المعمودية

«يا إله القوات، عون كل نفس ترجع إليك، وتخضع تحت يدك القوية، اليد التي لابنك الوحيد، نعودك كي بالقوة الإلهية غير المنظورة التي لربنا ومخلصنا يسوع المسيح تعمل في هذا الزيت عملك الإلهي السمائي، لكي يقبل الذين اعتمدوا ومُسِحوا به مسحة وختم علامة الصليب المخلص الذي لابنك الوحيد، لأنه بهذا الصليب قد انهزم وصار الشيطان أسيرًا في موكب نصرتك. اجعل هؤلاء الكائنين هنا الذين وُلِدوا من جديد وتجدّدوا بحميم الميلاد الجديد أن يكون لهم نصيب في عطايا الروح القدس، قوِّهم بالختم لكي ما يثبتوا غير متزعزعين، مستورين من كل هجوم وتجربة، غير خاضعين لا إلى اعتداء وإثم العدو، لكي ما يعيشوا حتى النهاية في الإيمان ومعرفة الحق، في انتظار استعلان رجاء الحياة السمائية والمواعيد الأبدية التي للرب ومخلصنا يسوع المسيح، الذي به المجد لك والقوة بالروح القدس الآن وإلى أبد الأبد آمين.»

(مأخوذة عن خولاجي الأب سيرابيون أسقف تيمويوس، القرن الرابع الميلادي).

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(1) مقال إعداد الميرون المقدس لقداسة البابا تواضروس الثانى - مجلة الكرازة، السنة الخامسة والأربعون، الجمعة 24 مارس 2017 م. (15 برمهات 1733 ش.) - العددان 11 و12، ص. 3.

(2) مجلة الكرازة، السنة الخامسة والأربعون، الجمعة 7 إبريل 2017 م. (29 برمهات 1733 ش.) - العددان 13 و14، ص. 4.

(3) مجلة الكرازة، السنة الخامسة والأربعون، الجمعة 5 مايو 2017 م. (27 برمودة 1733 ش.) - العددان 17 و17، ص. 17-20.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/Coptic-History/chrism-oil/2017-april.html

تقصير الرابط:
tak.la/n2arq27