"الجزية" هي الضرائب المفروضة على الرؤوس، أما "الخِراج" فهو ضريبة الأرض، ولكننا كثيرًا ما نجد في المراجع خلطًا بين هاتين الضريبتين؛ فنرى الجزية تعنى ضريبة الرؤوس وضريبة الأراضي معًا. ويُلاحَظ
VAB BERCHEM أن كلمة "خراج" يُقْصَد بها الضريبة العقارية وأيضًا جزية الرؤوس، وأحيانًا تُطْلَق على ضرائب أخرى تختلف في طبيعتها عن هاتين الضريبتين.بعد فتح العرب لمصر -وأعني هنا بعد معاهدة بابليون الأولى- فرض العرب على أهل مصر الجزية، وهاك نص ما ذكره المؤرخون "فاجتمعوا على عهد بينهم واصطلحوا على أن يفرض على جميع من بمصر أعلاها وأسفلها من القبط دينارين عن كل نفس شريفهم ووضيعهم ومن بلغ الحلم منهم، ليس على الشيخ الفاني ولا على الصغير الذي لم يبلغ الحلم ولا على النساء شيء.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وأحصوا عدد القبط يومئذ خاصة من بلغ منهم الجزية وفرض عليهم الديناران رفع ذلك عرفاؤهم بالإيمان المؤكدة، فكان جميع من أحصى يومئذ بصر أعلاها وأسفلها من جميع القبط فيما أحصوا وكتبوا ورفعوا أكثر من ستة آلاف ألف نفس(1)(2)، وكانت فريضتهم يومئذ اثني عشر ألف ألف دينار في السنة".
6- المليكة العقارية وضريبة الأرض (الخراج): النظام المالي |
مصر خلال الفتح العربي |
4- النظام الإداري في الحكم |
_____
(1) ألف الألف = مليون.
(2) تعقيب من الموقع: كان مكتوبًا في هذا البحث الجملة هكذا: "أحصوا وكتبوا ورفعوا أكثر من ستة آلاف نفس، وكانت فريضتهم يومئذ اثني عشر ألف دينار في السنة". واعتمادًا على هذا يكون تعداد مصر 6000×4 (شامل المسنين والنساء والأطفال) = 24000 نسمة تقريبًا. ولكن هذا العدد بسيط جدًا وغير منطقي لتعداد دولة بحجم مصر. ويبدو أن هذا البحث اعتمد على النَّص الوارِد في كتاب "النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة"، تأليف جمال الدين أبي المحاسن يوسف بن تغري بردي الأتابكي" (813-874 هـ.)، الجزء الأول، إصدار وزارة الثقافة والإرشاد القومي - المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر - سلسلة تراثنا، 1963 م.، ص. 18.
وقد أورد الكتاب السابق النص كما كان مكتوبًا بأن العدد 6000، ويبدو أنه جاء كذلك في المخطوط الأصلي، حيث أن طبعة الكتاب تلك أورد حاشية بجانب الرقم توضح أنه في تاريخ عبد الحكم والمقريزي الرقم هو "ستة آلاف آلاف = 6000000 (ستة مليون رجل)، وأورد كذلك اعتراضًا من مؤلف كتاب "أشهر مشاهير الإسلام" على العدد، قائلًا أن مصادر أخرى أوضحت أن العدد هو 1 أو 2 مليون رجل (ألفيّ ألف دينار - أربعة آلاف ألف).
في حين يتفق كتاب "فتوح مصر وأخبارها وفتح إفريقية والمغرب والأندلس" تأليف "عبد الرحمن بن عبد الحكم/القرشي المصري" (187-257 هـ.) أن الرقم هو 6 مليون رجلًا (ص. 72 - القسم الثاني: ذكر فتح العرب لمصر)، إصدار دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.
كما قام كتاب "وطنية الكنيسة الكنيسة القبطية وتاريخها" (ص. 65) بتحليل أن تعداد الأقباط حينها كان نحو ثلاثين مليونًا (الكتاب تأليف الراهب القمص أنطونيوس الأنطوني، مطبعة دار الطباعة القومية بالفجالة، رقم الإيداع: 9836/1995، الترقيم الدولي: 3-0016-00-977). وذلك اعتمادًا على المرجع التالي:
A History of Egypt in the Middle Ages
, by Stanley Lane-Poole, Published by Methuen, 1901.حيث يذكر في حواشيه كذلك رقم 6 مليون رجل اعتمادًا على مراجع أخرى.
وبناءً على ما سبق قمنا
بتعديل الجملة إلى "ألف ألف" بدلًا من "ألف" واحدة، حتى يصبح الرقم متسقًا مع
المنطق وباقي المراجع من تلك الفترة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/vd2hrpf