1- الماء أصل كل شيء فهو أصل الحياة. الحياة خرجت من الماء في اليوم الثالث (تك1) ولاحظ أن الحياة خرجت من الماء إذ كان روح الله يرف على المياه. والمعمودية هي خليقة جديدة. ونلاحظ أن إنجيل القديس يوحنا يحدثنا كثيرًا عن الماء، ففي الإصحاح الأول المسيح يعتمد من المعمدان ليؤسس سر المعمودية، وفي الثاني المسيح يحول ماء التطهير إلى خمر (فمن يجاهد ليطهر نفسه يسكب المسيح الفرح فيه)، وفي الثالث المعمودية ولادة من الماء والروح، وفي الرابع المسيح يعطي للمُعَمَّد الماء الذي مَنْ يشرب منه لا يعطش (رمز للروح القدس الذي يجدد طبيعتنا تى3: 5)، وفي الخامس الشفاء من تحريك الماء في بِرْكِة بيت حسدا (كانت قصة الملاك الذي يُحَرَّك الماء إشارة لعمل المسيح [الملاك المُرْسَل {ملاك يعني مُرْسَل} الذي أرسله الآب للفداء (يو5:37)، ثم لإرسال الروح القدس الذي يُجَدِّد طبيعتنا فيشفينا [الماء])... كل هذا لنرى أننا بالماء والروح نحصل على خليقة جديدة، كما أن الخليقة الأولى خرجت من الماء الذي كان روح الله يرف عليه.
2- الماء ألطف العناصر المنظورة، ويسهل النزول فيه والخروج منه، وهذه أسهل طريقة ترمز للدفن ثم القيامة.
3- هذا هو أمر السيد كما قال لنيقوديموس "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح..." (يو5:3).
4- الماء وسيلة غسيل وتنقية، والمعمودية غسيل وتنقية. ونلاحظ التسليم والتقليد في الكنيسة في المعمودية وأنها غسيل للخطايا، فالرب له المجد هو الذي سلم تلاميذه سر المعمودية فكانوا يمارسونه (أع2: 37-41) ويعملون به (1بط3: 21). ونجد السيد المسيح يرسل حنانيا تلميذه إلى شاول الطرسوسي ليعمده (أع9: 6، 18). ثم سلم بولس الرسول هذا إلى تلميذه تيطس (3: 5) وهكذا عبر العصور تسلمناه.
5- المسيح اعتمد في نهر الأردن.
6- نلاحظ أن هناك ثلاث شخصيات يرمزون للمسيح في العهد القديم وهم إسحق ويعقوب وموسى، وكل منهم تلاقَى مع عروسه عند بئر رمزًا للمعمودية: أ) إسحق: راجع تفسير (تك24: 62) هنا هو يرمز للمسيح العريس الذي تمم كل شيء لنا وهو الآن ينتظرنا في السماء. ولاحظ أن إسحق كان راجعًا من عند البئر، والمعنى أن المسيح في السماء بعد أن أعد المعمودية التي بها نتحد به. ب) يعقوب: رفع الحجر عن البئر لراحيل = المسيح جاء للأرض ليكشف سر المعمودية للكنيسة وهو سر الغسل من خطايانا واتحادنا بالمسيح ابن الله ومن ثم نوالنا البنوة. ج) موسى: ينجد عروسه لتشرب من البئر (خر2: 17) = المسيح المخلص الذي خلصنا من أعدائنا (الشيطان والموت والخطية) لنتحد به كعروس له.
7- عبور الشعب مع موسى للبحر الأحمر كان رمزًا للمعمودية (1كو10: 2) ليبدأوا حياة جديدة في حرية كما حررنا المسيح (يو8: 36) لنبدأ كخليقة جديدة، والعبور كان في الماء. وفي نهاية الرحلة (رمزًا لموتنا بالجسد) توقف دور موسى فهو رمز للناموس الذي لا يُدخِل أحدًا للسماء، بل دخل يشوع رمزًا ليسوع مخلصنا إلى كنعان أرض الميعاد رمزًا للسماء (كنعان السماوية) وكان هذا عبر نهر الأردن (ماء) ومعهم الكهنة وتابوت عهد الله، رمزًا لحياة جديدة وخليقة جديدة بجسد ممجد، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. ويشوع + الكهنة + التابوت هم رمز للمسيح يسوع بكهنوته أي بشفاعته الكفارية وهو في مجده (التابوت رمز لعرش الله) هو دخل أولًا كسابق لنا ليعد لنا مكانًا. ولكن نزول موسى أو يشوع إلى الماء كان هذا رمزًا لموت المسيح وبالمعمودية نموت وندفن معه كما نزل الشعب إلى الماء معهم، وبخروجهما من الماء كان هذا رمزًا لقيامة المسيح وبالمعمودية نقوم نحن معه متحدين به (رو6). نلاحظ دائمًا أن الماء إشارة للخليقة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/9tnp5vt