إن الرب يسوع المسيح نفسه سَلَّمنا هذا السر وعلمنا وجوب التناول من الأسرار المقدسة كما يقول... عن الخبز: خذوا كلوا هذا هو جسدي. وعن الكأس: اشربوا منها كلكم. لأن هذا هو دمي الذي يُسْفَك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا (مت26:26-28) ثم أعطَى رسله سلطانًا لأن يصنعوه لذكره كما صنع واخذ خبزًا وشكر وكسر أعطاهم قائلًا هذا هو جسدي الذي يبذل عنكم اصنعوا هذا لذكري (لو19:22) وهكذا اقتضى جودة الإله وسخاؤه العميم وحبه العظيم ورحمته بنا نحن الخطاة أن يعطينا ذاته قوتًا وغذاء خلاصيًّا تحت شكل الخبز والخمر. وذلك لكي يجرئنا ويشجعنا على التناول منهما لأنه لو لم يحتجب تحت هذه الأعراض لما استطاع المؤمنون أن يتناولوا جسده ودمه الأقدسين بأعراضهم الظاهرة فكان عمله هذا وقوله في (يو 6) مُبَرْهِنًا على أن جسده ودمه هو طعام النفوس وغذاء الأرواح. ولذلك أصبح من الواجب على كل مؤمن يريد حياة نفسه وتقوية روحه أن يتناول من جسد الرب ودمه ولا يهمل أمرًا يتوقف عليه اتحاده مع الله وثباته فيه ونموه في الحياة الروحية.
# وإلا فان من يهمل هذا الواجب لا تكون نفسه حية (قال لهم يسوع الحق الحق أقول لكم أن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم) (يو 6: 53). وَمَنْ لا تكون له في نفسه حياة ليس مسيحيًا لأن المسيحي يجب أن يكون حيًّا ولقد وعد الرب يسوع تلاميذه قائلًا: (أنا هو خبز الحياة آباؤكم أكلوا المن في البرية وماتوا هذا هو الخبز النازل من السماء لكي
يأكل منه الإنسان ولا يموت أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء. إن كل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. الخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي ابذله من أجل حياة العالم) (يو 6: 48– 51).
# وقد سار الرسل على الطريقة التي رسمها الرب يسوع نفسه (وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والشركة وكسر الخبز والصلوات) (أع 2: 42).
#وبعدها (فأننا نحن الكثيرين خبز واحد جسد واحد، لأننا جميعًا نشترك في الخبز الواحد) (1كو17:10) و(لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضًا أن الرب يسوع في الليلة التي اسلم فيها أخذا خبزًا وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). اصنعوا هذا لذكرى كذلك الكأس أيضًا بعدما تعشوا قائلًا هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي اصنعوا هذا كلما شربتم لذكري، فأنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس
تخبرون بموت الرب إلى أن يجيء) (1كو 11: 23-26).
# ثم أننا إذا تأملنا في تاريخ الكنيسة نجد أن المؤمنين في القرون الأولى كانوا يتناولون الأسرار المقدسة في كل قداس كهنة وعلمانيين نساء وأولاد واثبت ذلك القديس اكليمنضس وقد جاء في أوامر الرسل وقوانين المجامع ما يؤيد ذلك حيث قيل وليتقرب الأسقف أولًا وبعده القسوس والشمامسة وبعدهم سائر الشعب وبعد الذكور تتناول النساء وليرتل إلى أن يتناول القربان كافة المؤمنين لأجل هذا كانوا يقدمون قرابين كافية لمناولة الاكليروس أن المسيح أعطانا هذا السر لكي نتناول منه حياة لأنفسنا فواجب أن نتناوله لكي نحيا به.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/vt43r84