الكاهن الذي يخدم القداس ويقدس الذبيحة يكون مسئولًا مسئولية كاملة عنها أمام الله، إنه يشبه الكاروبيم الذي أقامه الله شرقي جنة عدن وبيده سيف لحراسة شجرة الحياة (تك 3: 24). والسيف بيد الكاهن هو السلطان الكهنوتي الممنوح له من الله، فَيُعْطَى التناول للنائب المستحق ويمنعه عن الشرير المستبيح غير المستحق.
إن الوصية التي يوصيها الأسقف للكاهن الجديد يوم رسامته فيها كل هذه المعاني، يقول الأسقف مخاطبا الكاهن الجديد:
"والواجب عليك أكثر من كل الوصايا البيعية (الكنسية) وأفضل من كل ما سواه من الأوامر الرسولية، وهو الاحتراس عند توزيع سرائر الرب المحيية، وليكن ذلك منك بجد ونشاط واجتهاد. وتأكد أن الشاروبيم والسيرافيم وقوف بالمخافة والارتعاد. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كن عارفا بمقدار من هو ذبيح بين يديك. أنه المسيح عمانوئيل الذي بذل ذاته عنك، واعلم أنك تقسم أعضاءه الناسوتية بلا ريب (بلا شك) وتحمل على يديك الذي حمله سمعان الكاهن بالكرامة والجلالة (لو 2: 28).
"وأن هذه الكأس هي دمه المهرق عن الخطايا الذي به أنقذ من الجحيم جميع السبايا... فيا لهذا السر الخفي، هذا هو الجسد المقدس والدم الكريم اللذان صار بهما خلاص الخليفة، هذا هو الحمل الله الذي رفع خطايا العالم وجذبهم إلى نور الحقيقة، فكن منتبها لنفسك أيها السرائر احترازا يخلصك من الجرائر (المصائب أو النكبات).
"ولا تناوله إلا لحسن السيرة الصالح السمعة الطاهر السريرة. ورُد (امنع) مَن كانت طريقة شريرة، لئلا يقتل نفسه وتكون أنت السبب في الجريرة (أي تشاركه في الخطية التي ارتكبها بتناوله بدون استحقاق فصار مجرما في جسد الرب ودمه وله عقابه) بينما الرسول يقول لا تشترك في خطايا الآخرين (1 تي 5: 22). احذر من الإهمال لئلا تحصل المضرة فإن العالم كله لا يساوي منه مثقالًا من ذرة".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/y4g8pkb