St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   00-2-The-Passion-n-Resurrection
 

آلام المسيح والقيامة | دراسة في الأناجيل الأربعة - القمص أنطونيوس فكري

يوم الجمعة من أحداث أسبوع الآلام: 2- محاكمة المسيح أمام رؤساء كهنة اليهود

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* الآلام وقيامة السيد المسيح في الأربعة أناجيل:
1- ملخص سريع للأعياد اليهودية
2- تحديد يوم الفصح في أسبوع آلام السيد المسيح
3- ترتيب أحداث أسبوع الآلام
4- يوم السبت من أحداث أسبوع الآلام
5- يوم الأحد من أحداث أسبوع الآلام | أحد الشعانين
6- يوم الاثنين من أحداث أسبوع الآلام
7-1- يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام: 1- شجرة التين، سؤال الرؤساء عن سلطان يسوع | 2- ثلاثة أمثال إنذار | 3- أسئلة اليهود | 4- نطق المسيح بالويلات للكتبة والفريسيين | 5- فلسا الأرملة الفقيرة، رفض اليهود للمسيح | 6- خطاب المسيح عن خراب أورشليم وانقضاء الدهر
8- يوم الأربعاء من أحداث أسبوع الآلام
9-1- يوم الخميس من أحداث أسبوع الآلام: 1- العشاء الأخير | 2- خطب المسيح الوداعية | 3- مقارنة بين صلاة المسيح في (يو17) وبين صلاة بستان جثسيماني | 4- يسوع المسيح في بستان جثسيماني
10-1- يوم الجمعة من أحداث أسبوع الآلام: 1- تسليم يسوع والقبض عليه | 2- محاكمة المسيح أمام رؤساء كهنة اليهود | 3- المحاكمات المدنية للمسيح | 4- الاعتراف الحسن | 5- صلب يسوع المسيح | 6- أحداث ما بعد موت المسيح على الصليب | 7- دفن المسيح
11- يوم السبت من أحداث أسبوع الآلام، وفجر الأحد (القيامة)

المحاكمات

تمت محاكمة المسيح دينيًا ومدنيًا. دينيًا أمام حنان وقيافا ومدنيًا أمام هيرودس وبيلاطس. وبيلاطس كان يميل لتبرئه المسيح (يو38:18 + 4:19، 6) ولكنه حكم ضده تحت تأثير اليهود. ويوحنا يميز بدقة ما دار في المحاكمات الدينية وقدر العلماء وقوف المسيح أمام حنان حوالي الساعة الثانية صباحًا.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

محاكمة المسيح أمام رؤساء كهنة اليهود (مت57:26-10:27 + مر53:14-72، 1:15 + لو54:22-71 + يو13:18-27)

(مت57:26-10:27)

رسم يوضح مكان المحاكمة ومقر حنان وقيافا والسنهدريم. والفسحة (الحوش) في الدور الأرضي، حيث اجتمع العبيد والخدام. ثم الدهليز، وهي الطرقة بين الباب والحوش.

 

آية (59): "وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةَ زُورٍ عَلَى يَسُوعَ لِكَيْ يَقْتُلُوهُ،"

يطلبون شهادة زور= إذًا هم أتوا بشهود معروف عنهم سوء السمعة فهم شهود زور معروفين، فالكتاب لم يقل أنهم شهدوا زورًا بل هم أصلًا شهود زور، هذه هي طبيعتهم السابقة قبل محاكمة المسيح. واليهود احتاجوا لهم ليقفوا أمام بيلاطس.

 

الآيات (61-64): "وَقَالاَ: «هذَا قَالَ: إِنِّي أَقْدِرُ أَنْ أَنْقُضَ هَيْكَلَ اللهِ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِيهِ». فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هذَانِ عَلَيْكَ؟» وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ سَاكِتًا. فَأَجَابَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ وَقَالَ لَهُ: «أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ؟» قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضًا أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا عَلَى سَحَاب السَّمَاءِ»."

يتضح في (61) طريقة التزوير في الشهادة، فالمسيح لم يقل أنا أنقض هيكل الله. بل قال عن هيكل جسده (يو19:2، 21). وهو لم يقل أنا أنقض بل قال لهم انقضوا.. وأنا أقيمه. فالمسيح يتكلم عماّ سيفعلوه بصلبهم له (انقضوا..) ثم قيامته بعد 3 أيام. وهم فهموا كلامه وهم كانوا يعلمون أنه قال أنه سيقوم بعد 3 أيام وقالوا هذا لبيلاطس (مت63:27). وهم لأنهم شهود زور فهم لم يشهدوا بأن المسيح صنع معجزات أكبر من إقامة الهيكل في 3أيام، فهو أقام لعازر بعد أن أنتن وكان سؤال رئيس الكهنة للسيد أستحلفك.. هل أنت المسيح ابن الله هو يسأل لا ليعرف الإجابة، بل ليسقط المسيح في مشكلة

1. إن رفض الإجابة يتهمه بأنه يستهين بالحلف باسم الله.

2. إن قال نعم فهو سيدينه بتهمة التجديف.

3. إن قال لا فهو يكذب نفسه لأنه أعلن هذا أمام الجموع.

St-Takla.org Image: Trial of Jesus, Pilate presenting Jesus صورة في موقع الأنبا تكلا: محاكمة يسوع، بيلاطس يقدم يسوع

St-Takla.org Image: Trial of Jesus, Pilate presenting Jesus

صورة في موقع الأنبا تكلا: محاكمة يسوع، بيلاطس يقدم يسوع

وفي الحالات الثلاث سيدينه ويحكم عليه أنه مستوجب الموت. فلأن شهادة الزور فشلت فهو يريد أن يصطاده بكلمة من فمه. والسيد عرف خبث ضمائرهم ووجد أن سكوته لا يصح فأجاب بأنه ابن الله حتى تكون الفائدة عامة للكل. والسيد عمومًا كان صامتًا أثناء محاكمات اليهود والرومان له، فمن يتكلم كثيرًا يشير إلى ضعفه، وهو يعلم نيتهم المسبقة، وأن حكمهم سيكون ظالمًا فلماذا كثرة الكلام. ولكنه هو وحده يعلم متى يكون الكلام ومتى يكون الصمت. والسيد كان هنا واضحًا في إجابته أنت قلت أي كلامك صحيح بل زاد أنهم لن يعودوا يرونه في ضعف بل هو سيصعد للسماء وسيأتي للدينونة في المجيء الثاني.

- وإن كان رئيس الكهنة يبغي حقًا أن يعرف، كان عليه أن يفتش الكتب والأنبياء فيعلم.

- وهم يعرفون من دانيال أن عبارة "جالسًا عن يمين القوة" تشير للمسيح. ويعني كلام المسيح أيضًا أنه بعد أن تصلبوني أقوم وينتشر الإيمان وترون معجزات على يد الرسل ستعرفون إنني أنا الذي قصده دانيال. عمومًا من نبوة دانيال هم يعرفون أن لقب ابن الإنسان المقصود به المسيح.

- وما أثار رئيس الكهنة أن نبوة دانيال هذه عن إبن الإنسان تتكلم عن المسيح في مجده وأنه هو الديان، وأن نبوة دانيال هذه هي عن يوم الدينونة. ويكون المعنى إنذار من المسيح لرئيس الكهنة ولكل من يتآمر ضده أنهم سوف يقفون أمامه ليدينهم.

 

آية (65): "فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ حِينَئِذٍ ثِيَابَهُ قَائِلًا: «قَدْ جَدَّفَ! مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ هَا قَدْ سَمِعْتُمْ تَجْدِيفَهُ!"

تمزيق رئيس الكهنة لثيابه علامة يهودية تشير للحزن والغيرة على الله لأن اسمه قد جُدِّفَ عليه. وهنا نرى علامة على نزع الكهنوت اللاوي ليظهر كهنوت جديد على طقس ملكي صادق. ولكن رئيس الكهنة فعل ذلك ليثير الموجودين كلهم فيؤيدوه على قراره بقتل المسيح.

 

آية (67): "حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ، وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ"

فعلوا هذا به لحسدهم (مت18:27). وما أفظع خطية الحسد والبغضة وهذا ما جعلهم يصرخون أصلبه أصلبه لما أراد بيلاطس أن يؤدبه (يجلده) ويطلقه. بل أن الحسد هو الذي دفع إبليس ليسقط آدم فيموت، وهذا ما حدث مع قايين.

 

St-Takla.org Image: Peter denies knowing Jesus: And he went out into the porch; and the cock crew. And a maid saw him again, and began to say to them that stood by, This is one of them. And he denied it again (Mark 14: 68, 69, 70) - from "The Coloured Picture Bible for Children" book, 1900. صورة في موقع الأنبا تكلا: بطرس ينكر معرفة المسيح: وخرج خارجا إلى الدهليز، فصاح الديك. فرأته الجارية أيضا وابتدأت تقول للحاضرين: إن هذا منهم فأنكر أيضا. (مرقس 14: 68, 69, 70) - من كتاب "الكتاب المقدس الملون المصور للأطفال"، إصدار سوك لنشر المسيحية، 1900 م.

St-Takla.org Image: Peter denies knowing Jesus: And he went out into the porch; and the cock crew. And a maid saw him again, and began to say to them that stood by, This is one of them. And he denied it again (Mark 14: 68, 69, 70) - from "The Coloured Picture Bible for Children" book, 1900.

صورة في موقع الأنبا تكلا: بطرس ينكر معرفة المسيح: وخرج خارجا إلى الدهليز، فصاح الديك. فرأته الجارية أيضا وابتدأت تقول للحاضرين: إن هذا منهم فأنكر أيضا. (مرقس 14: 68, 69, 70) - من كتاب "الكتاب المقدس الملون المصور للأطفال"، إصدار سوك لنشر المسيحية، 1900 م.

الآيات (69-75): "أَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ جَالِسًا خَارِجًا فِي الدَّارِ، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ جَارِيَةٌ قَائِلَةً: «وَأَنْتَ كُنْتَ مَعَ يَسُوعَ الْجَلِيلِيِّ!» فَأَنْكَرَ قُدَّامَ الْجَمِيعِ قَائِلًا: «لَسْتُ أَدْرِي مَا تَقُولِينَ!» ثُمَّ إِذْ خَرَجَ إِلَى الدِّهْلِيزِ رَأَتْهُ أُخْرَى، فَقَالَتْ لِلَّذِينَ هُنَاكَ: «وَهذَا كَانَ مَعَ يَسُوعَ النَّاصِرِيِّ!» فَأَنْكَرَ أَيْضًا بِقَسَمٍ: «إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» وَبَعْدَ قَلِيل جَاءَ الْقِيَامُ وَقَالُوا لِبُطْرُسَ: «حَقًّا أَنْتَ أَيْضًا مِنْهُمْ، فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» فَابْتَدَأَ حِينَئِذٍ يَلْعَنُ وَيَحْلِفُ: «إِنِّي لاَ أَعْرِفُ الرَّجُلَ!» وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ. فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ يَسُوعَ الَّذِي قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُني ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». فَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا."

إنكار بطرس: كان بطرس جالسًا خارجًا في الدار الخارجية (الحوش) فاصطادته جارية لتتهمه أنه كان مع يسوع فأنكر، وإذ خرج إلى الدهليز رأته أخرى واتهمته كالأولى ثم عرفه الجالسون في المكان من لغته، فالجليليين لهم لكنة مختلفة عن اليهود. فهم ينطقون السين مثل الثاء. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). ومن بقية الأناجيل يبدو أن كثيرين حاصروه باتهاماتهم بأنه تلميذ المسيح. ولنلاحظ أن الخطية تبدأ بالتهاون في الصلاة في البستان، ثم كبرياؤه وثقته في ذاته، ثم هروبه مع التلاميذ، ثم جلوسه الآن مع من يبغضون الرب ثم الإنكار ثم القسم الكاذب ثم اللعن. فكل إنسان يسقط في الخطية يبدأ سقوطه في خطية صغيرة ثم يتدرج إلى الأكبر. ونلاحظ أن الخوف يفقدنا الرؤية والتمييز.

صياح الديك= يشير لصياح صوت الضمير فينا، أو صوت الروح القدس الذي يبكت على خطية. ونلاحظ أن الديك صاح مرة بعد أن أنكر أول مرة، وكان هذا كإنذار ليكف عن الانحدار ولكن هذا لم يحدث، ثم صاح الديك بعد إنكاره ثالث مرة. ثم خرج إلى خارج= تشير لضرورة خروج الخاطئ من مكان الخطية واعتزال شهوات العالم. إن بكاء بطرس غسل خطيته دون أن يقول كلمة اعتذار فالدموع تنال الغفران.

لغتك تظهرك= غالبًا لأنه جليلي ولكن هناك رأي بأنه تشبه بالسيد في كلامه.

 

لماذا لم تتدخل العناية الإلهية وتحمي بطرس من الإنكار؟

لما قال المسيح لتلاميذه كلكم تشكون فيَّ في هذه الليلة، قال بطرس "أنا لا أشك" وكان في هذا كبرياء من بطرس، فهو شك في كلام المسيح بكبرياء، بينما هو رأى من سابق عشرته للسيد معرفته بكل شيء، وهنا المسيح تركه ليشفيه وليتأدب. وكان من المفروض أن يقول بطرس للسيد، أعني حتى لا أشك ولكنه أخطأ فتركه السيد ليسقط فيعرف ضعفه ولا يعود يثق في ذاته. ونلاحظ أنه بعد هذه السقطة وبعد أن تأدب قال للسيد حين سأله "أتحبني" أجاب "أنت تعلم أني أحبك" فهو أصبح لا يثق في ذاته، وقارن هذا القول بأنه سيبذل نفسه عن السيد بينما سيده يقول له ستشكون فيَّ في هذه الليلة، فهل كان يتصور أن السيد لا يعلم. ونلاحظ أن المسيح كان يعلم مستقبل بطرس وأنه سيصنع معجزات ويؤمن على يديه ألوف، وهو سمح بسقوطه حتى لا يتكبر، كما سمح لبولس بشوكة في الجسد لئلا يرتفع. ونلاحظ أن المسيح لم يجعله يسقط بل هو رفع العناية الإلهية التي تحفظه. وهذا يفسر كلام المسيح له "وأنا طلبت إلى الآب حتى لا يفنى إيمانك" فالمسيح هو الذي يعتني بنا أما بطرس ففي كبريائه الأول ظن أن قوته وسيفه هما اللذان يحميانه. وبطرس صار لنا مثالًا، لذلك قال له المسيح "وأنت متى رجعت فثبت إخوتك".

 

لماذا أخبره السيد بما سيقع مقدمًا؟

1. ليعلم أن السيد يعرف كل شيء فلا يعود يراجعه في شيء بل يثق أن عنده المعرفة الكاملة.

St-Takla.org Image: A rooster, also known as a cockerel or cock (male chicken bird) - Bioparco di Roma: Rome Zoo (zoological garden), Italy. Date opened: 5 January 1911 - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 20, 2014 صورة في موقع الأنبا تكلا: طائر الديك (ذكر الدجاج) - صور حديقة حيوان روما، إيطاليا. افتتحت يوم 5 يناير 1911 م. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 20 سبتمبر 2014

St-Takla.org Image: A rooster, also known as a cockerel or cock (male chicken bird) - Bioparco di Roma: Rome Zoo (zoological garden), Italy. Date opened: 5 January 1911 - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, September 20, 2014

صورة في موقع الأنبا تكلا: طائر الديك (ذكر الدجاج) - صور حديقة حيوان روما، إيطاليا. افتتحت يوم 5 يناير 1911 م. - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت، 20 سبتمبر 2014

2. حتى لا يقول أن السيد لو أعلمني بما سيكون لاحترزت (أخذت حذري) ولم أنكر.

3. حتى إذا تذكر معرفة السيد وأنه أخبره تزداد توبته وندامته.

 

الفرق بين يهوذا وبطرس

كان إنكار بطرس عن خوف طبيعي، أمّا يهوذا فقد خان دون مبرر وأخذ الثمن. وبطرس تاب وندم أمّا يهوذا فيأس وهلك ولما رآهم حكموا عليه بالموت وكان يظنهم يؤدبونه ويطلقونه تملكته الحيرة واليأس والندم وبدل التوبة انتحر يأسًا.

 

(الآيات 1:27-10) يأس يهوذا وانتحاره

الآيات (1، 2): "وَلَمَّا كَانَ الصَّبَاحُ تَشَاوَرَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَشُيُوخُ الشَّعْب عَلَى يَسُوعَ حَتَّى يَقْتُلُوهُ، فَأَوْثَقُوهُ وَمَضَوْا بِهِ وَدَفَعُوهُ إِلَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ الْوَالِي."

أنظر المحاكمة المدنية للمسيح.

 

آية (3): "حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ،"

كان يهوذا في طمعه يظن أنه يقتني ربحًا بالثلاثين من الفضة وإذا به يقتني همًا وغمًا، فذهب يرد الفضة في ندامة بلا توبة ومرارة بلا رجاء. وهكذا كل خاطئ فهو يظن أن الخطية ستعطيه لذة وإذا به يقتني همًا وغمًا ويأسًا.

 

St-Takla.org Image: But the chief priests and elders incited the crowd to shout, ‘Crucify Him! Crucify Him!’ (Matthew 27: 22) (Mark 10: 13) (Luke 23: 21) (John 18) - "Jesus on trial before Herod and Pilate" images set (Matthew 27:11-26, Mark 15:1-15, Luke 23:1-25, John 18:28-40): image (12) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "قال له الجميع: «ليصلب!»" (متى 27: 22) - "فصرخوا أيضا: «اصلبه!»" (مرقس 10: 13) - "فصرخوا قائلين: «اصلبه! اصلبه!»" (لوقا 23: 21) - 18) - مجموعة "محاكمة يسوع أمام هيرودس وبيلاطس" (متى 27: 11-26, مرقس 15: 15-15, لوقا 23: 1-25, يوحنا 18: 28-40) - صورة (12) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: But the chief priests and elders incited the crowd to shout, ‘Crucify Him! Crucify Him!’ (Matthew 27: 22) (Mark 10: 13) (Luke 23: 21) (John 18) - "Jesus on trial before Herod and Pilate" images set (Matthew 27:11-26, Mark 15:1-15, Luke 23:1-25, John 18:28-40): image (12) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "قال له الجميع: «ليصلب!»" (متى 27: 22) - "فصرخوا أيضا: «اصلبه!»" (مرقس 10: 13) - "فصرخوا قائلين: «اصلبه! اصلبه!»" (لوقا 23: 21) - 18) - مجموعة "محاكمة يسوع أمام هيرودس وبيلاطس" (متى 27: 11-26, مرقس 15: 15-15, لوقا 23: 1-25, يوحنا 18: 28-40) - صورة (12) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

الآيات (4-6): "قَائِلًا: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا». فَقَالُوا: «مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!» فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا: «لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ»."

ماذا علينا= عبارة تعني عدم اهتمامهم بما يقول، فقد حصلوا على ما يريدون. عجيب أن هؤلاء القتلة يقولون ليهوذا أنت أبصر، أما هم قاتلوه فليس عليهم أن يبصروا. ثم يقولون "لا يحل أن نلقيها في الخزانة لأنها ثمن دم" فإذا كان وضع ثمن الدم في الخزانة يعتبر إثمًا فكم يكون إهدار الدم. وإذا كنتم قد رأيتم عذرًا لصلب المسيح فلماذا ترفضون قبول الثمن، حقًا قال عليهم السيد "يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل" إذ يشترون صاحب الدم الزكي بالمال ليقتلوه، ويرتابوا من وضع ثمن الدم في الهيكل.

ثم مضى وخنق نفسه= لعله تصوَّر أن المسيح سوف يخرج من بين أيديهم كما كان يفعل سابقًا. ولما لم يفعل ندم يهوذا. ولكن التوبة ليست مجرد ندم، ولكنها إيمان يملأ القلب بالرجاء، ويدفعه الحب للارتماء في أحضان الله. ولكن يهوذا كان أعمى عن رحمة الله الواسعة. إن الشيطان الذي أغواه بالخطية دفعه لليأس بعد السقوط مصورًا له أن خطيته لن تغفر (2كو10:7). وفي (أع18:1) نفهم أنه في شنقه لنفسه سقط على وجهه فإنشق من الوسط وانسكبت أحشاؤه كلها، ويبدو أنه بعد أن خنق نفسه سقط على شيء حاد أو بارز فشقت بطنه.

 

آية (7): "فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ."

حقل الفخاري= سُمَّيَ هكذا لأن فخاريًا كان يمتلكه ويستغله، وكان ثمنه زهيدًا إذ لا يصلح للزرع ولا للرعي بسبب استعمال الفخاري له. وهذا الحقل الذي اشترى بالثلاثين من الفضة وصار مدفنًا للغرباء يشير للعالم الذي افتداه الرب بدمه لكي يدفن فيه الأمم فينعمون معه بقيامته (الذين ماتوا مع المسيح وأيضًا سيقومون معه) وهذا ما يحدث في المعمودية.

 

آية (9): "حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ: «وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ،"

ما قيل بإرمياء النبي= الذي تنبأ هذه النبوة هو زكريا (زك12:11، 13). ولكن كان سفر إرمياء في التلمود أول أسفار الأنبياء لذا كان إسم إرمياء يطلق على كل النبوات. فاليهود يقسمون العهد القديم ثلاثة أقسام الأول هو *الشريعة ويسمى التوراة. *والثاني يسمونه الكتوبيم ويبدأ بالمزامير لذلك يسمونه المزامير *والثالث هو الأنبياء ويسمونه إرمياء فهو عند اليهود أشهر الأنبياء.

 

التوراة (الشريعة) 

     

الأنبياء (إرمياء)

     

الكتوبيم (المزامير)

خمس أسفار موسى       إشعياء وإرمياء والأنبياء الصغار ويقولون عنه إرمياء فهو الأشهر.       دانيال وبقية الكتب ويقال عنها المزامير فالمزامير هي الأشهر (كتوبيم جمع كتاب).

 

ولاحظ أن اليهود يعرفون ذلك، ولو كان هناك خطأ من القديس متى أو تحريف منه في الكتابة لما سكت اليهود. فحتى الآن وبعد 2000 سنة لم يعترض من اليهود أحد على هذه الآية، فهم يعرفون أن هذا هو تقسيم العهد القديم كما يقسمونه.

مثال لذلك:- قال السيد المسيح "لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في *ناموس موسى (التوراة) *والأنبياء *والمزامير (لو44:24). والمسيح هنا يقول المزامير كإسم مشهور لمجموعة الكتوبيم وهي تشمل كتب كثيرة يسمونها الكتوبيم ولكن أشهرها وأولها المزامير، فقال المسيح الإسم المشهور لمجموعة الكتوبيم وهو المزامير ولم يقل الكتوبيم.

St-Takla.org Image: The passion of Jesus Christ - The soldiers put the crown of thorns on the head of our savior, Ethiopian icon from Lake Tana Gadamat (Monasteries), BahirDar - from St-Takla.org's Ethiopia visit - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008 صورة في موقع الأنبا تكلا: آلام المسيح يسوع السيد - الجنود يضعون إكليل الشوك على رأس المخلص، أيقونة حبشية من أديرة بحيرة تانا، بحردار - من صور زيارة موقع الأنبا تكلا للحبشة - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا، إبريل - يونيو 2008

St-Takla.org Image: The passion of Jesus Christ - The soldiers put the crown of thorns on the head of our savior, Ethiopian icon from Lake Tana Gadamat (Monasteries), BahirDar - from St-Takla.org's Ethiopia visit - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org, April-June 2008

صورة في موقع الأنبا تكلا: آلام المسيح يسوع السيد - الجنود يضعون إكليل الشوك على رأس المخلص، أيقونة حبشية من أديرة بحيرة تانا، بحردار - من صور زيارة موقع الأنبا تكلا للحبشة - تصوير مايكل غالي لـ: موقع الأنبا تكلا، إبريل - يونيو 2008

 

(مر53:14-72 - 1:15)

(مر53:14-60): "فَمَضَوْا بِيَسُوعَ إِلَى رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَاجْتَمَعَ مَعَهُ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ وَالْكَتَبَةُ. وَكَانَ بُطْرُسُ قَدْ تَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ إِلَى دَاخِلِ دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَكَانَ جَالِسًا بَيْنَ الْخُدَّامِ يَسْتَدْفِئُ عِنْدَ النَّارِ. وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْمَجْمَعُ كُلُّهُ يَطْلُبُونَ شَهَادَةً عَلَى يَسُوعَ لِيَقْتُلُوهُ، فَلَمْ يَجِدُوا. لأَنَّ كَثِيرِينَ شَهِدُوا عَلَيْهِ زُورًا، وَلَمْ تَتَّفِقْ شَهَادَاتُهُمْ. ثُمَّ قَامَ قَوْمٌ وَشَهِدُوا عَلَيْهِ زُورًا قَائِلِينَ: «نَحْنُ سَمِعْنَاهُ يَقُولُ: إِنِّي أَنْقُضُ هذَا الْهَيْكَلَ الْمَصْنُوعَ بِالأَيَادِي، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَبْنِي آخَرَ غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِأَيَادٍ». وَلاَ بِهذَا كَانَتْ شَهَادَتُهُمْ تَتَّفِقُ. فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ فِي الْوَسْطِ وَسَأَلَ يَسُوعَ قِائِلًا: «أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هؤُلاَءِ عَلَيْكَ؟»"

المحاكمة التي تمت كانت ضد التقليد اليهودي [1] فالتلمود يمنع المحاكمات ليلًا [2] ويمنع إصدار الحكم في نفس يوم المحاكمة خصوصًا لو كان الحكم بالموت [3] هذا يضاف على استئجارهم شهود زور [4] أساس المحاكمات اليهودية أن يحاكم على شيء عمله فعلًا وليس قولًا قاله أمام المحكمة وهذا ما لم يحدث هنا وهم لا يحكمون بمجرد اعتراف المتهم. ليقتلوه= والمعنى أن القرار قد اتخذ قبل المحاكمة. والمحاكمة كانت صورية.

 

الآيات (61، 62): "أَمَّا هُوَ فَكَانَ سَاكِتًا وَلَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَيْضًا وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟» فَقَالَ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ»."

علمنا هنا السيد المسيح أن هناك وقت للصمت ووقت للكلام وأنه علينا أن لا نصمت إذا فُهِمَ صمتنا أننا نتراجع عن موقفنا وننكر الحق. في إجابة المسيح هنا قال "أنا هو" ومرقس لأنه يكتب للرومان يقولها بوضوح أما متى فقال "أنت تقول" وهذا تعبير عبري بنفس المعنى لكن الرومان لن يفهموه.

 

آية (63): "فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ ثِيَابَهُ وَقَالَ: «مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟"

كانت الشريعة تمنع رئيس الكهنة من أن يمزق ثيابه. ولكنه كما سبق وقال نبوة دون أن يدري عن أن المسيح يفدي العالم (يو49:11-52) حدث هنا أنه دون أن يدري أيضًا تنبأ بنهاية الكهنوت اليهودي. ونلاحظ أن الجنود الرومان لم يستطيعوا تمزيق ثوب المسيح الذي يشير لكنيسته الواحدة. وقيافا كان يظهر حزنه على التجديف الذي لحق اسم الله بينما كان قلبه فرحًا إذ وجد علة على يسوع.

 

آية (69): "فَرَأَتْهُ الْجَارِيَةُ أَيْضًا وَابْتَدَأَتْ تَقُولُ لِلْحَاضِرِينَ: «إِنَّ هذَا مِنْهُمْ!»"

فرأته الجارية أيضًا= وفي متى يقول "رأته أخرى". واضح حالة الهرج والكل يتكلم. فنفس الجارية الأولى اتهمته ثانية وهذا أثار أخرى فبدأت في اتهامه. وفي لوقا نجد الاتهام الثاني موجه من رجل (لو 22: 58) وواضح أن هذا الرجل كان يؤمِّن على كلام الجارية الأولى.

 

(لو54:22-71): "فَأَخَذُوهُ وَسَاقُوهُ وَأَدْخَلُوهُ إِلَى بَيْتِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. وَأَمَّا بُطْرُسُ فَتَبِعَهُ مِنْ بَعِيدٍ. وَلَمَّا أَضْرَمُوا نَارًا فِي وَسْطِ الدَّارِ وَجَلَسُوا مَعًا، جَلَسَ بُطْرُسُ بَيْنَهُمْ. فَرَأَتْهُ جَارِيَةٌ جَالِسًا عِنْدَ النَّارِ فَتَفَرَّسَتْ فيهِ وَقَالَتْ: «وَهذَا كَانَ مَعَهُ!». فَأَنْكَرَهُ قَائِلًا: «لَسْتُ أَعْرِفُهُ يَا امْرَأَةُ!» وَبَعْدَ قَلِيل رَآهُ آخَرُ وَقَالَ: «وَأَنْتَ مِنْهُمْ!» فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا إِنْسَانُ، لَسْتُ أَنَا!» وَلَمَّا مَضَى نَحْوُ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ أَكَّدَ آخَرُ قَائِلًا: «بِالْحَقِّ إِنَّ هذَا أَيْضًا كَانَ مَعَهُ، لأَنَّهُ جَلِيلِيٌّ أَيْضًا!». فَقَالَ بُطْرُسُ: «يَا إِنْسَانُ، لَسْتُ أَعْرِفُ مَا تَقُولُ!». وَفِي الْحَالِ بَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ صَاحَ الدِّيكُ. فَالْتَفَتَ الرَّبُّ وَنَظَرَ إِلَى بُطْرُسَ، فَتَذَكَّرَ بُطْرُسُ كَلاَمَ الرَّبِّ، كَيْفَ قَالَ لَهُ: «إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلاَثَ مَرَّاتٍ». فَخَرَجَ بُطْرُسُ إِلَى خَارِجٍ وَبَكَى بُكَاءً مُرًّا. وَالرِّجَالُ الَّذِينَ كَانُوا ضَابِطِينَ يَسُوعَ كَانُوا يَسْتَهْزِئُونَ بِهِ وَهُمْ يَجْلِدُونَهُ، وَغَطَّوْهُ وَكَانُوا يَضْرِبُونَ وَجْهَهُ وَيَسْأَلُونَهُ قَائِلِينَ: «تَنَبَّأْ! مَنْ هُوَ الَّذِي ضَرَبَكَ؟» وَأَشْيَاءَ أُخَرَ كَثِيرَةً كَانُوا يَقُولُونَ عَلَيْهِ مُجَدِّفِينَ. وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ اجْتَمَعَتْ مَشْيَخَةُ الشَّعْبِ: رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ، وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَجْمَعِهِمْ قَائِلِينَ: «إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمسِيحَ، فَقُلْ لَنَا!». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ قُلْتُ لَكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ، وَإِنْ سَأَلْتُ لاَ تُجِيبُونَنِي وَلاَ تُطْلِقُونَنِي. مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ اللهِ». فَقَالَ الْجَمِيعُ: «أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟» فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ». فَقَالُوا: «مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شَهَادَةٍ؟ لأَنَّنَا نَحْنُ سَمِعْنَا مِنْ فَمِهِ»."

St-Takla.org Image: Denial of Peter, Peter crying after denying Christ, while Jesus is walking guarded in the background. صورة في موقع الأنبا تكلا: إنكار بطرس للمسيح، بطرس يبكي بكاء مرا بعد إنكار يسوع، ويظهر السيد المسيح في الخلفية سائرًا مُحاطًا بحراس.

St-Takla.org Image: Denial of Peter, Peter crying after denying Christ, while Jesus is walking guarded in the background.

صورة في موقع الأنبا تكلا: إنكار بطرس للمسيح، بطرس يبكي بكاء مرا بعد إنكار يسوع، ويظهر السيد المسيح في الخلفية سائرًا مُحاطًا بحراس.

تبعه من بعيد= هو يمسك العصا من الوسط فمن ناحية يريح ضميره بأنه تبع المسيح ومن ناحية هو كان من بعيد لينقذ سمعته. فإلتفت الرب ونظر إلى بطرس= هذه يضيفها لوقا ليشرح سبب توبة بطرس، فنظرة المسيح المملوءة عتابًا، مع صياح الديك حرّكا قلب بطرس وخرج ليبكي بكاءً مرًا وليصير داودًا جديدًا في توبته ودموعه. لقد كانت نظرة المسيح له هي اقتراب مراحم المسيح إليه بصمت وسرية ولمسة حانية لمست قلبه وذكرته بالماضي فيها إفتقد الرب بطرس بنعمته الداخلية. في وسط آلام المسيح المرة لم ينسى خلاص نفس بطرس وشجعه.

وإن سألت لا تجيبونني= سبق المسيح وسألهم عن معمودية يوحنا وقالوا لا نعرف (لو5:20-7) وسألهم عن مزمور داود ولم يجيبوا (لو41:20-44) والمسيح يقصد هنا أنه لو ناقشتكم في النبوات التي تثبت أنني ابن الله وتفسيرها لن تجيبوا لأنكم لا تريدون أن تعرفوا الحق، ولا تريدون أن يعرف أحد الحق، ولو تجردوا عن الهوى لكان المسيح قد شرح لهم. ولا تطلقونني= لن يطلقوه حتى لو أثبت براءته فهم قد بيتوا النية على قتله.

 

آية (66): "وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ اجْتَمَعَتْ مَشْيَخَةُ الشَّعْبِ: رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ، وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَجْمَعِهِمْ،"

اجتماع صوري بالنهار حتى يكون الحكم رسميًا فأحكام الإعدام ليلًا باطلة.

 

الآيات (يو13:18-27):-" ثُمَّ إِنَّ الْجُنْدَ وَالْقَائِدَ وَخُدَّامَ الْيَهُودِ قَبَضُوا عَلَى يَسُوعَ وَأَوْثَقُوهُ، وَمَضَوْا بِهِ إِلَى حَنَّانَ أَوَّلًا، لأَنَّهُ كَانَ حَمَا قَيَافَا الَّذِي كَانَ رَئِيسًا لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ. وَكَانَ قَيَافَا هُوَ الَّذِي أَشَارَ عَلَى الْيَهُودِ أَنَّهُ خَيْرٌ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ. وَكَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ يَتْبَعَانِ يَسُوعَ، وَكَانَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَدَخَلَ مَعَ يَسُوعَ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. وَأَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ وَاقِفًا عِنْدَ الْبَابِ خَارِجًا. فَخَرَجَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي كَانَ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَكَلَّمَ الْبَوَّابَةَ فَأَدْخَلَ بُطْرُسَ. فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ الْبَوَّابَةُ لِبُطْرُسَ:«أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ تَلاَمِيذِ هذَا الإِنْسَانِ؟» قَالَ ذَاكَ:«لَسْتُ أَنَا!». وَكَانَ الْعَبِيدُ وَالْخُدَّامُ وَاقِفِينَ، وَهُمْ قَدْ أَضْرَمُوا جَمْرًا لأَنَّهُ كَانَ بَرْدٌ، وَكَانُوا يَصْطَلُونَ، وَكَانَ بُطْرُسُ وَاقِفًا مَعَهُمْ يَصْطَلِي. فَسَأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تَلاَمِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ. أَجَابَهُ يَسُوعُ:«أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ عَلاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِمًا. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ. لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هؤُلاَءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ أَنَا». وَلَمَّا قَالَ هذَا لَطَمَ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنَ الْخُدَّامِ كَانَ وَاقِفًا، قَائِلًا: «أَهكَذَا تُجَاوِبُ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ؟» أَجَابَهُ يَسُوعُ:«إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيًّا فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ، وَإِنْ حَسَنًا فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟» وَكَانَ حَنَّانُ قَدْ أَرْسَلَهُ مُوثَقًا إِلَى قَيَافَا رَئِيسِ الْكَهَنَةِ. وَسِمْعَانُ بُطْرُسُ كَانَ وَاقِفًا يَصْطَلِي. فَقَالُوا لَهُ:«أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ تَلاَمِيذِهِ؟» فَأَنْكَرَ ذَاكَ وَقَالَ:«لَسْتُ أَنَا!». قَالَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَهُوَ نَسِيبُ الَّذِي قَطَعَ بُطْرُسُ أُذْنَهُ:«أَمَا رَأَيْتُكَ أَنَا مَعَهُ فِي الْبُسْتَانِ؟» فَأَنْكَرَ بُطْرُسُ أَيْضًا. وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ. "

St-Takla.org Image: Later, out by the gate, another girl noticed Him and said to those standing around, ‘This man was with Jesus.’ Again Peter denied it, this time with an oath. ‘I don’t even know the man,’ he said. (Matthew 26: 71-72) (Mark 14: 69-70) (Luke 22: 58) (John 18: 25) - "Gethsemane and Peter denies Jesus" images set (Matthew 26:30-75, Mark 14:26-72 , Luke 22:31-71, John 18:1-27): image (21) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: الإنكار الثاني: "ثم إذ خرج إلى الدهليز رأته أخرى، فقالت للذين هناك: «وهذا كان مع يسوع الناصري!» فأنكر أيضًا بقسم: «إني لست أعرف الرجل!»" (متى 26: 71-72) - "فرأته الجارية أيضًا وابتدأت تقول للحاضرين: «إن هذا منهم!» فأنكر أيضا" (مرقس 14: 69-70) - "وبعد قليل رآه آخر وقال: «وأنت منهم!» فقال بطرس: «يا إنسان، لست أنا!»" (لوقا 22: 58) - "وسمعان بطرس كان واقفا يصطلي. فقالوا له: «ألست أنت أيضًا من تلاميذه؟» فأنكر ذاك وقال: «لست أنا!»" (يوحنا 18: 25) - مجموعة "بستان جثسيماني ونكران بطرس" (متى 26: 30-75, مرقس 14: 26-72 , لوقا 22: 31-71, يوحنا 18: 1-27) - صورة (21) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Later, out by the gate, another girl noticed Him and said to those standing around, ‘This man was with Jesus.’ Again Peter denied it, this time with an oath. ‘I don’t even know the man,’ he said. (Matthew 26: 71-72) (Mark 14: 69-70) (Luke 22: 58) (John 18: 25) - "Gethsemane and Peter denies Jesus" images set (Matthew 26:30-75, Mark 14:26-72 , Luke 22:31-71, John 18:1-27): image (21) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: الإنكار الثاني: "ثم إذ خرج إلى الدهليز رأته أخرى، فقالت للذين هناك: «وهذا كان مع يسوع الناصري!» فأنكر أيضًا بقسم: «إني لست أعرف الرجل!»" (متى 26: 71-72) - "فرأته الجارية أيضًا وابتدأت تقول للحاضرين: «إن هذا منهم!» فأنكر أيضا" (مرقس 14: 69-70) - "وبعد قليل رآه آخر وقال: «وأنت منهم!» فقال بطرس: «يا إنسان، لست أنا!»" (لوقا 22: 58) - "وسمعان بطرس كان واقفا يصطلي. فقالوا له: «ألست أنت أيضًا من تلاميذه؟» فأنكر ذاك وقال: «لست أنا!»" (يوحنا 18: 25) - مجموعة "بستان جثسيماني ونكران بطرس" (متى 26: 30-75, مرقس 14: 26-72 , لوقا 22: 31-71, يوحنا 18: 1-27) - صورة (21) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

تمت المحاكمة الدينية، أي محاكمة المسيح أمام رؤساء الكهنة، في أثناء الليل، فأبناء الظلمة لا يعملون إلاّ في الظلمة. بل هم تجاوزوا قوانينهم ليحكموا بالإدانة على المسيح على وجه السرعة. بل أن قيافا قد أصدر الحكم عليه بالموت قبل المحاكمة (يو14:18). ولنلاحظ أنه بحسب التقليد اليهودي تعتبر أحكام الليل لاغية. لذلك إجتمعوا صباحًا (شكليًا) للتصديق على الحكم. ومن مهازل هذه المحاكمة فبحسب القوانين يمنع تنفيذ الحكم في نفس اليوم لكنهم نفذوه في المسيح.

 

آية (13): "وَمَضَوْا بِهِ إِلَى حَنَّانَ أَوَّلًا، لأَنَّهُ كَانَ حَمَا قَيَافَا الَّذِي كَانَ رَئِيسًا لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ."

يقول القديس يوحنا في سخرية أنهم ذهبوا به إلى حنان ليحاكمه. فبأي صفة يحاكمه حنان.. لأنه كان حما قيافا= هذا هو التبرير الوحيد الذي قدَّمه يوحنا، فكأن قيافا يرد الجميل لحنان أنه جعله رئيس الكهنة. ونلاحظ أن القديس يوحنا لم يورد أي إتهام للمسيح مماّ قالوه فهم لم يستقروا على تهمة واحدة ضده. ونلاحظ أن دار حنان وقيافا هي دار واحدة وبها قاعة للمحكمة. وكان حنان رئيسًا سابقًا للكهنة. ومجمع السنهدريم كان يجتمع في هذه القاعة (مر53:14). وخرج المسيح من دار رئيس الكهنة إلى دار الولاية. ويوحنا لم يذكر اجتماع المجمع ولا المحاكمة أمامه لأنه رأى أن الحكم كله في يد قيافا.

حنان وقيافا: كان حنان رئيسًا للكهنة من (سنة 7 م. - 14-15 م.) حينما أسقطه الوالي السابق لبيلاطس وكان اسمه فاليريوس جراتوس. وتولَّى بعد حنان ابنه اليعازار لمدة سنة واحدة (سنة 16-17 م.) ومن بعده جاء قيافا زوج ابنته وبقى في الرئاسة حتى سنة 35-36 حيث أسقطه الوالي الذي أتى بعد بيلاطس. ومن بعد قيافا تولى الرئاسة ابن آخر لحنان هو يوناثان (سنة 36-37 م.) ومن بعده تولى الرئاسة ثلاثة من أولاد حنان وهم ثاوفيلس (سنة37-41م.) ثم متياس (سنة41-44م.) ثم حنان الصغير حتى سنة 62 م. وهو الذي مدّ يده وقتل يعقوب أخو الرب (هذا غير يعقوب أخو يوحنا الذي قتله هيرودس) (أع1:12، 2). وكانت هذه العائلة مشهورة بالرشوة والدسائس الدينية وواضح أن حنان الكبير كان متسلطًا على قيافا وغيره وهذا ما نلاحظه في (لو2:3) فهو يقول رئيس الكهنة حنان وقيافا. فقال رئيس الكهنة بالمفرد. فكان حنان يمارس وظيفة رئيس الكهنة من خلف قيافا.

وكانت هذه العائلة كعصابة تستخدم الهيكل في التجارة لذلك قال المسيح عن الهيكل "حولتموه إلى مغارة لصوص". ولذلك كانت حادثة تطهير الهيكل سبب حقد حنان وقيافا، فهي أوقفت نهر المال الذي يتدفق عليهما من تجارة الهيكل. ونلاحظ من (يو45:7-49) أن المؤامرات وإرسال الخدام، خدام الهيكل الذين هم ضباط على مستوى عالٍ من المعرفة، كانت مستمرة منذ زمن ولكن حينما ذهب هؤلاء الخدام للمسيح أعجبوا به.

الذي كان رئيسًا للكهنة في تلك السنة= كان رئيس الكهنة يستمر في وظيفته حتى يموت. ولكن قصد يوحنا بهذا أن قيافا كان رئيسًا للكهنة في تلك السنة التي كانت السنة المقبولة للمؤمنين وسنة خيبة اليهود وخسارتهم لكل شيء. وتعني أيضًا كثرة تغيير رؤساء الكهنة بواسطة الحكام الرومان.

وَمَضَوْا بِهِ إِلَى حَنَّانَ أَوَّلًا = إقتاد الجند الرومان وخدام الهيكل الرب يسوع مقيدًا إلى قصر حنان حما قيافا رئيس الكهنة الرسمي. وفي تلك الساعة المتأخرة من الليل كانت الشوارع خالية. فمشهد الجنود بمشاعلهم لم يلفت نظر أحد. وهم ذهبوا إلى حنان فهم يعلموا أنه الرجل القوي على الرغم من وجود قيافا في المركز الرسمي. وكان غنيا جدًا هو وأولاده وإستخدم نقوده في عمل علاقات قوية مع السلطات الرومانية. وكان صدوقيًّا متساهلًا بلا تزمت كالفريسيين، قادر على إرضاء السلطات الرومانية. ولم يسجل التاريخ اليهودي رجلا في قوة وغنى ونفوذ حنان. وعمل ثروته مستغلا الهيكل. وكان في مكانه أفضل من رئاسة الكهنوت الرسمية، فهو يدبر ويخطط بلا مسئوليات ولا قيود رسمية. وطبعا كان إلتفاف الشعب حول المسيح سوف يسبب خسائر جسيمة مادية لكل هؤلاء الرؤساء. وطبعا كان حنان من ضمن الذين قرروا موت يسوع. ولكن المذكور في الكتاب أن قيافا هو الذي أشار بذلك. وذهب الجند الرومان بالرب يسوع إلى حنان مباشرة كاختيار واقعي عملي فهو صاحب القرار عمليا وهم يعرفون هذا. ولكننا لا نعلم شيئا عما دار بين الرب وبين حنان. وأرسله حنان إلى قيافا وهناك كان إنكار بطرس للمسيح.

 

St-Takla.org Image: Men who had been standing there came over to Peter and said, ‘We know you are one of His disciples, for we can tell by your Galilean accent.’ Peter began to curse and swear. ‘I don’t even know the man,’ he said. Immediately the cock crowed. (Matthew 26: 73-74) (Mark 14: 70-72) (Luke 22: 59-60) (John 18: 26) - "Gethsemane and Peter denies Jesus" images set (Matthew 26:30-75, Mark 14:26-72 , Luke 22:31-71, John 18:1-27): image (22) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media. صورة في موقع الأنبا تكلا: الإنكار الثالث: "وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس: «حقا أنت أيضا منهم، فإن لغتك تظهرك!» فابتدأ حينئذ يلعن ويحلف: «إني لا أعرف الرجل!» وللوقت صاح الديك" (متى 26: 73-74) - "وبعد قليل أيضا قال الحاضرون لبطرس: «حقا أنت منهم، لأنك جليلي أيضا ولغتك تشبه لغتهم!». فابتدأ يلعن ويحلف: «إني لا أعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه!» وصاح الديك ثانية" (مرقس 14: 70-72) - "ولما مضى نحو ساعة واحدة أكد آخر قائلا: «بالحق إن هذا أيضا كان معه، لأنه جليلي أيضا!». فقال بطرس: «يا إنسان، لست أعرف ما تقول!». وفي الحال بينما هو يتكلم صاح الديك" (لوقا 22: 59-60) - "قال واحد من عبيد رئيس الكهنة، وهو نسيب الذي قطع بطرس أذنه: «أما رأيتك أنا معه في البستان؟» فأنكر بطرس أيضا. وللوقت صاح الديك" (يوحنا 18: 26) - مجموعة "بستان جثسيماني ونكران بطرس" (متى 26: 30-75, مرقس 14: 26-72 , لوقا 22: 31-71, يوحنا 18: 1-27) - صورة (22) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا.

St-Takla.org Image: Men who had been standing there came over to Peter and said, ‘We know you are one of His disciples, for we can tell by your Galilean accent.’ Peter began to curse and swear. ‘I don’t even know the man,’ he said. Immediately the cock crowed. (Matthew 26: 73-74) (Mark 14: 70-72) (Luke 22: 59-60) (John 18: 26) - "Gethsemane and Peter denies Jesus" images set (Matthew 26:30-75, Mark 14:26-72 , Luke 22:31-71, John 18:1-27): image (22) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media.

صورة في موقع الأنبا تكلا: الإنكار الثالث: "وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس: «حقا أنت أيضا منهم، فإن لغتك تظهرك!» فابتدأ حينئذ يلعن ويحلف: «إني لا أعرف الرجل!» وللوقت صاح الديك" (متى 26: 73-74) - "وبعد قليل أيضا قال الحاضرون لبطرس: «حقا أنت منهم، لأنك جليلي أيضا ولغتك تشبه لغتهم!». فابتدأ يلعن ويحلف: «إني لا أعرف هذا الرجل الذي تقولون عنه!» وصاح الديك ثانية" (مرقس 14: 70-72) - "ولما مضى نحو ساعة واحدة أكد آخر قائلا: «بالحق إن هذا أيضا كان معه، لأنه جليلي أيضا!». فقال بطرس: «يا إنسان، لست أعرف ما تقول!». وفي الحال بينما هو يتكلم صاح الديك" (لوقا 22: 59-60) - "قال واحد من عبيد رئيس الكهنة، وهو نسيب الذي قطع بطرس أذنه: «أما رأيتك أنا معه في البستان؟» فأنكر بطرس أيضا. وللوقت صاح الديك" (يوحنا 18: 26) - مجموعة "بستان جثسيماني ونكران بطرس" (متى 26: 30-75, مرقس 14: 26-72 , لوقا 22: 31-71, يوحنا 18: 1-27) - صورة (22) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا.

آية (14): "وَكَانَ قَيَافَا هُوَ الَّذِي أَشَارَ عَلَى الْيَهُودِ أَنَّهُ خَيْرٌ أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ."

الإشارة هنا إلى (يو49:11، 50). وتعني أن القرار قد اتخذوه قبل المحاكمة.

 

آية (15): "وَكَانَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَالتِّلْمِيذُ الآخَرُ يَتْبَعَانِ يَسُوعَ، وَكَانَ ذلِكَ التِّلْمِيذُ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَدَخَلَ مَعَ يَسُوعَ إِلَى دَارِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ."

من هنا نرى أن يوحنا كان شاهد عيان فهو وبطرس فقط تبعا المسيح وهرب الباقون. ولكن بطرس احتُجِز عند الباب، إذ لم يكن معروفًا لخدام قيافا. ولكن يوحنا كان معروفًا فهو غالبًا كان وأخيه يعقوب أقارب لرئيس الكهنة. وهذه المعرفة هي التي أهَّلَت يوحنا ليعرف اسم عبد رئيس الكهنة ملخس، بل تعرَّف على نسيب ملخس بين الخُدَّام، وأهلته لدخول بيت قيافا دون حرج في هذا الموقف الخطير. وهو أيضًا عَرِف أن الجارية التي أنكر بطرس المسيح أمامها أنها هي البوابة، بل هو توسط لبطرس لكي يدخل (آية 16). وهذه القرابة هي التفسير أنهم لم يعترضوا على دخوله.

St-Takla.org Image: Jesus turned round and looked at Peter. Peter remembered what Jesus had said earlier, ‘Before the cock crows, you will deny me three times.’ (Matthew 26: 75) (Mark 14: 72) (Luke 22: 61) - "Gethsemane and Peter denies Jesus" images set (Matthew 26:30-75, Mark 14:26-72 , Luke 22:31-71, John 18:1-27): image (23) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فتذكر بطرس كلام يسوع الذي قال له: «إنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات»" (متى 26: 75) - "فتذكر بطرس القول الذي قاله له يسوع: «إنك قبل أن يصيح الديك مرتين، تنكرني ثلاث مرات»" (مرقس 14: 72) - "فالتفت الرب ونظر إلى بطرس، فتذكر بطرس كلام الرب، كيف قال له: «إنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات»" (لوقا 22: 61) - مجموعة "بستان جثسيماني ونكران بطرس" (متى 26: 30-75, مرقس 14: 26-72 , لوقا 22: 31-71, يوحنا 18: 1-27) - صورة (23) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Jesus turned round and looked at Peter. Peter remembered what Jesus had said earlier, ‘Before the cock crows, you will deny me three times.’ (Matthew 26: 75) (Mark 14: 72) (Luke 22: 61) - "Gethsemane and Peter denies Jesus" images set (Matthew 26:30-75, Mark 14:26-72 , Luke 22:31-71, John 18:1-27): image (23) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فتذكر بطرس كلام يسوع الذي قال له: «إنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات»" (متى 26: 75) - "فتذكر بطرس القول الذي قاله له يسوع: «إنك قبل أن يصيح الديك مرتين، تنكرني ثلاث مرات»" (مرقس 14: 72) - "فالتفت الرب ونظر إلى بطرس، فتذكر بطرس كلام الرب، كيف قال له: «إنك قبل أن يصيح الديك تنكرني ثلاث مرات»" (لوقا 22: 61) - مجموعة "بستان جثسيماني ونكران بطرس" (متى 26: 30-75, مرقس 14: 26-72 , لوقا 22: 31-71, يوحنا 18: 1-27) - صورة (23) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

ومعروف في التاريخ اليهودي أن السنهدريم وهو الجهة القضائية العُليا المنوط بها الفحص والحكم في القضايا الكبرى التي تخص اليهود، قد توقف عن العمل 40 سنة قبل خراب أورشليم، أي كان متوقفًا عن العمل أيام المسيح، وهم قد منعوا بحسب هذا القانون من عقد محاكمات تكون نتيجتها الحكم بالإعدام. وهم قد منعوا من الاجتماع في الدار المخصصة للسنهدريم المُسماة "جازيت" بحسب هذا القانون. وبحسب التقليد اليهودي لا يجوز للسنهدريم أن يحكم بالموت خارج الجازيت. ولذلك كان اجتماعهم في دار قيافا اجتماعًا غير قانوني، بل بناء على استدعاء رؤساء الكهنة للتصديق الشكلي على الحكم. ويقول التلمود اليهودي أنه قبل خراب الهيكل بأربعين سنة انتزع من إسرائيل حق الحكم بالإعدام، ولكن يبدو أنه في غياب الوالي الروماني خارج أورشليم أتيح لهم أن يحكموا على إسطفانوس بالرجم.

 

آية (16): "وَأَمَّا بُطْرُسُ فَكَانَ وَاقِفًا عِنْدَ الْبَابِ خَارِجًا. فَخَرَجَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي كَانَ مَعْرُوفًا عِنْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَكَلَّمَ الْبَوَّابَةَ فَأَدْخَلَ بُطْرُسَ."

بعد أن استقر يوحنا في الداخل عاد ليبحث عن بطرس ليدخل. وكلم البوابة= إذًا البوابة أيضًا تعرفه. ولكن البوابة كلمت بطرس وتركت يوحنا. والله سمح بهذا حتى ينكسر كبرياء بطرس (يو 13: 37). المقصود رد بطرس على المسيح والذي كان كله كبرياء، فهل خلال 3 سنوات عِشرة مع المسيح، هل لم يكتشف بطرس أن المسيح لا يخطئ؟!! كان الأحرى ببطرس أن يقول للرب "يا رب أعني".

 

آية (17): "فَقَالَتِ الْجَارِيَةُ الْبَوَّابَةُ لِبُطْرُسَ: «أَلَسْتَ أَنْتَ أَيْضًا مِنْ تَلاَمِيذِ هذَا الإِنْسَانِ؟» قَالَ ذَاكَ: «لَسْتُ أَنَا!»."

في دخوله تعرفت عليه البوابة، وقول الكتاب أيضًا يشير لأن البوابة سبقت وتعرفت على يوحنا وعرفت أنه من تلاميذ المسيح. وبطرس خانته شجاعته وأنكر وكان من الممكن أن يهلكوه ولكن المسيح كان قد طلب لأجله (لو32:22).

 

آية (18): "وَكَانَ الْعَبِيدُ وَالْخُدَّامُ وَاقِفِينَ، وَهُمْ قَدْ أَضْرَمُوا جَمْرًا لأَنَّهُ كَانَ بَرْدٌ، وَكَانُوا يَصْطَلُونَ، وَكَانَ بُطْرُسُ وَاقِفًا مَعَهُمْ يَصْطَلِي."

هنا انسحب القائد والجند ولم يبق سوى العبيد وضباط الحراسة اليهود، وهؤلاء تجمعوا معًا في فسحة الدار في الدور الأرضي. لأنه كان برد= إشارة لأن هذا الجو استثنائي في هذه السنة، فمن المعتاد في مثل هذا الوقت أن يكون الجو دافئًا. وضوء الجمر ساعد العبيد أن يروا وجه بطرس فيتعرفوا عليه (لو56:22 + مر67:14-72).

 

St-Takla.org Image: Peter went away and cried bitterly. (Matthew 26: 75) (Mark 14: 72) (Luke 22: 62) - "Gethsemane and Peter denies Jesus" images set (Matthew 26:30-75, Mark 14:26-72 , Luke 22:31-71, John 18:1-27): image (24) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media صورة في موقع الأنبا تكلا: "فخرج إلى خارج وبكى بكاء مرا" (متى 26: 75) - "فلما تفكر به بكى" (مرقس 14: 72) - "فخرج بطرس إلى خارج وبكى بكاء مرا" (لوقا 22: 62) - مجموعة "بستان جثسيماني ونكران بطرس" (متى 26: 30-75, مرقس 14: 26-72 , لوقا 22: 31-71, يوحنا 18: 1-27) - صورة (24) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

St-Takla.org Image: Peter went away and cried bitterly. (Matthew 26: 75) (Mark 14: 72) (Luke 22: 62) - "Gethsemane and Peter denies Jesus" images set (Matthew 26:30-75, Mark 14:26-72 , Luke 22:31-71, John 18:1-27): image (24) - The Gospels, Bible illustrations by James Padgett (1931-2009), published by Sweet Media

صورة في موقع الأنبا تكلا: "فخرج إلى خارج وبكى بكاء مرا" (متى 26: 75) - "فلما تفكر به بكى" (مرقس 14: 72) - "فخرج بطرس إلى خارج وبكى بكاء مرا" (لوقا 22: 62) - مجموعة "بستان جثسيماني ونكران بطرس" (متى 26: 30-75, مرقس 14: 26-72 , لوقا 22: 31-71, يوحنا 18: 1-27) - صورة (24) - صور الأناجيل الأربعة، رسم جيمز بادجيت (1931-2009)، إصدار شركة سويت ميديا

آية (19): "فَسَأَلَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ يَسُوعَ عَنْ تَلاَمِيذِهِ وَعَنْ تَعْلِيمِهِ."

نفهم من آية (24) أن هذا التحقيق كان أمام قيافا، بعد أن أرسله حنان إليه. وهنا قيافا يسأل المسيح عن تلاميذه [1] لأنه ينوي أن ينكل بهم ويقدم أسماءهم إلى بيلاطس [2] في نظر بيلاطس أن المسيح متهم بأنه يريد أن يكون ملكًا وبالتالي يكون تلاميذه ولاة منافسين لبيلاطس (هذا ما يريده قيافا). [3] والمسيح كابن الله يكون تلاميذه فوق رئيس الكهنة. والمسيح لم يجب على السؤال الخاص بتلاميذه ليحميهم. وقيافا يسأل المسيح عن تعليمه= أي دعوته لأن يكون ملكًا يمنع أن تُعْطَى الجزية لقيصر، وأنه ملك لليهود. وكأن قيافا يستدرج المسيح ليعترف بخططه السرية للقيام بثورة ليكون ملكًا.

 

آية (20): "أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ عَلاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِمًا. وَفِي الْخَفَاءِ لَمْ أَتَكَلَّمْ بِشَيْءٍ."

هنا المسيح يعلن أنه لم يكن يعد لثورة وليس له تعاليم سرية. بل كل تعاليمه كانت على الملأ وما قاله للسامرية أذاعته هي في كل المدينة. وخدام رئيس الكهنة سبقوا واستمعوا له وشهدوا له (يو45:7، 46). بل أن رد المسيح فيه إشارة اتهام لرئيس الكهنة بأنه هو الذي يعمل في الظلام بمحاكمته. وقوله العالم=يشمل تلاميذه وكل اليهود والآخرين بلا تمييز، بل المسيح يمنع كل تعليم سري (مت 27:10) فكل تعليم سرّي يخلو من الحق.

 

آية (21): "لِمَاذَا تَسْأَلُنِي أَنَا؟ اِسْأَلِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا مَاذَا كَلَّمْتُهُمْ. هُوَذَا هؤُلاَءِ يَعْرِفُونَ مَاذَا قُلْتُ أَنَا»."

كانت القوانين اليهودية للمحاكمات تنص على سماع شهود البراءة أولًا. وفي قول المسيح إشارة لأنهم أغفلوا هذا النص. وكأن المسيح يطلب سماع شهود الدفاع أولًا، لأنه أيضًا بحسب القوانين اليهودية فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته. ولكن واضح هنا أن المحاكمة صورية. وبهذا لم يجب المسيح على الأسئلة الموجهة له كما قال مرقس ومتى (مر60:14، 61 + مت62:26، 63).

 

آية (22): "وَلَمَّا قَالَ هذَا لَطَمَ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنَ الْخُدَّامِ كَانَ وَاقِفًا، قَائِلًا: «أَهكَذَا تُجَاوِبُ رَئِيسَ الْكَهَنَةِ؟»"

راجع (أش6:50).

 

آية (23): "أَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ قَدْ تَكَلَّمْتُ رَدِيًّا فَاشْهَدْ عَلَى الرَّدِيِّ، وَإِنْ حَسَنًا فَلِمَاذَا تَضْرِبُنِي؟»"

المسيحية لا تعرف الجبن. والمسيح هنا كان في ملء السلام ومستعدًا لأقصى درجات الآلام ولكنه رد بجواب فيه الحق. وهذه الآية تتكامل مع (مت39:5) فعلينا أن نكون مستعدين لأن نحتمل الظلم وأن نظهر الحق بكل وداعة ورقة وبلا خنوع فيسوع رد بقوة وأثبت أن اللطمة ظالمة. ولاحظ هنا الكمال الإلهي في تصرف المسيح مع رد بولس الرسول في موقف مشابه (أع1:23-5).

 

St-Takla.org         Image: The betrayal of Judas Iscariot, and showing Peter stretching out his hand with his sword, struck the servant of the high priest, and cut off his ear صورة: قبلة الخيانة، خيانة يهوذا الإسخريوطي، ويظهر في الصورة بطرس استل سيفه من غمده، وضرب عبد رئيس الكهنة، وقطع أذنه

Image: The betrayal of Judas Iscariot, and showing Peter stretching out his hand with his sword, struck the servant of the high priest, and cut off his ear

صورة: قبلة الخيانة، خيانة يهوذا الإسخريوطي، ويظهر في الصورة بطرس استل سيفه من غمده، وضرب عبد رئيس الكهنة ملخس، وقطع أذنه

آية (26): "قَالَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، وَهُوَ نَسِيبُ الَّذِي قَطَعَ بُطْرُسُ أُذْنَهُ: «أَمَا رَأَيْتُكَ أَنَا مَعَهُ فِي الْبُسْتَانِ؟»"

نرى هنا إمكانيات يوحنا في التعرف على أهل بيت رئيس الكهنة مما يشير لقرابته لأهل البيت.

 

آية (27): "فَأَنْكَرَ بُطْرُسُ أَيْضًا. وَلِلْوَقْتِ صَاحَ الدِّيكُ."

كان التدبير الإلهي عجيب في أن المحاكمة انتهت وكان المسيح يمر في الفسحة التي وقف فيها بطرس. وكان هذا بعد صياح الديك والإنكار الثالث حتى ينظر المسيح لبطرس معاتبًا فيدعوه للتوبة (لو61:22). ونلاحظ أن الله يستخدم ديكًا لينبه بطرس لخطيته. وهكذا فكل ما في الكون يسير بتدبير الرب. وعلينا أن لا نرفض صوت الرب في داخلنا أو بأي طريقة يدبرها ليصل إلينا صوته. ولكن لاحظ رقة يوحنا فهو لم يذكر تجديف بطرس ضد المسيح. لكنه ذكر القصة تثبيتًا لنبوة السيد المسيح.

ملحوظة: كانت الشريعة اليهودية المدونة في كتاب التلمود تحرم الحكم ليلًا على إنسان بالموت، ولا تجيز الحكم عليه في جلسة واحدة، لهذا التزم مجلس السبعين (السنهدريم) أن يجتمعوا في صباح الجمعة في الهيكل، ليجعلوا ما حكموا به على يسوع ليلًا في دار قيافا شرعيًا. ولاحظ أن الموت عند اليهود بالرجم وعند الرومان بالصلب، لهذا صُلب يسوع.

 

الصَّلب:

كانت عقوبة الصلب وككل الممارسات غير الآدمية بل والرجاسات أصولها كنعانية والكنعانيين مشهورين بالقسوة والنجاسة (هم كانوا يقدمون أطفالهم ذبائح حية لآلهتهم إذ يلقونهم على تماثيل آلهتهم المشتعلة بالنيران، فيحترق أطفالهم لإرضاء آلهتهم). عقوبة الصلب هذه أخذها عنهم الرومان بعد ذلك وطبقوها على المجرمين من غير الرومان. ولم يكن اليهود يمارسون عقوبة الصلب فيما عدا أحد ملوك المكابيين واسمه جانيوس الذي صلب 80 شخصا في أورشليم. ولكن حتى هيرودس وهو من أحفاد جانيوس وبالرغم من وحشيته لم يستعمل عقوبة الصلب. وفي حصار أورشليم سنة 70م. صُلِب أعدادا كبيرة من اليهود. أما طرق تنفيذ الإعدام عند اليهود فكانت الشنق وضرب العنق بالسيف والرجم والحرق. ولكن الربيين اليهود لم يكن لهم ميل نحو عقوبة الإعدام. ويظهر هذا أنهم منعوا تنفيذ حكم الموت في نفس يوم صدوره. وكتب إثنين من الربيين أنه في فترة تواجدهم بالسنهدريم لم يتم إصدار حكم بالإعدام. لكنهم كانوا يعلقون المتهم بالوثنية أو التجديف، ولكن بعد موته بطريقة أخرى كالرجم مثلا. ولكن بعد صلب المسيح بقليل إنتهت عقوبة الإعدام غير الآدمية من العالم، وقد ألغاها الإمبراطور قسطنطين نهائيا. وكأن صلب المسيح وضع نهاية لهذا المفهوم للصليب بل صار الصليب رمزا للحب والبذل والإنسانية والسلام. وصار لنا بركة وسلاح ضد الشياطين.

 

محاكمة المسيح الدينية فيها كَسْر لكل القوانين:

1. ما كان مسموحًا لهم بعقد هذه المحاكمة [راجع تفسير الآية يو18: 15].

2. مع هذا حكموا بقتله، بل القرار متخذ مسبقًا.

3. والمحاكمة لم تتم في المكان الرسمي أمام السنهدريم بل في قصر قيافا.

4. وبأي صفة يحاكمه حنان وهو معزول من رئاسة الكهنوت.

5. والمحاكمة تمت ليلًا وليس في الصباح عكس المتبع - فالمحاكمات كانت تبدأ صباحًا وحتى وقت تناول الطعام.

6. وكانت المحاكمات لا تتم في السبوت والأعياد ولا في عشية عيد أو سبت.

7. ولم يتبع النظام المتعارف عليه في تحذير الشهود وإنذارهم أن يكون كلامهم بالصدق.

8. وكان شرطا أن يسمع شهود البراءة أولًا وهذا لم يحدث. لذلك نبه المسيح رئيس الكهنة لذلك وقال له اسأل الذين سمعوا.

9. كانت شهادة الشهود متضاربة وفي هذه الحالة كانوا لا يعتدون بها. ولكنهم أخذوا بها. والتهم التي كان يتم فيها الحكم بالموت هي التي كان فيها المتهم يدعو الشعب للوثنية فيفسد إيمان الشعب.

10. والحكم لم يكن ينفذ في نفس يوم صدوره بل بعده بأيام. ولكن تم تنفيذ الحكم على المسيح بعد المحاكمة بساعات قليلة.

 

* انظر أيضًا: كتاب دليل أسبوع الآلام.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/00-2-The-Passion-n-Resurrection/Alaam-El-Masi7-Wal-Kyama__01-Chapter-10-02.html

تقصير الرابط:
tak.la/cng8p29