St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   00-2-The-Passion-n-Resurrection
 

آلام المسيح والقيامة | دراسة في الأناجيل الأربعة - القمص أنطونيوس فكري

يوم السبت من أحداث أسبوع الآلام، و فجر أحد القيامة

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* الآلام وقيامة السيد المسيح في الأربعة أناجيل:
1- ملخص سريع للأعياد اليهودية
2- تحديد يوم الفصح في أسبوع آلام السيد المسيح
3- ترتيب أحداث أسبوع الآلام
4- يوم السبت من أحداث أسبوع الآلام
5- يوم الأحد من أحداث أسبوع الآلام | أحد الشعانين
6- يوم الاثنين من أحداث أسبوع الآلام
7-1- يوم الثلاثاء من أحداث أسبوع الآلام: 1- شجرة التين، سؤال الرؤساء عن سلطان يسوع | 2- ثلاثة أمثال إنذار | 3- أسئلة اليهود | 4- نطق المسيح بالويلات للكتبة والفريسيين | 5- فلسا الأرملة الفقيرة، رفض اليهود للمسيح | 6- خطاب المسيح عن خراب أورشليم وانقضاء الدهر
8- يوم الأربعاء من أحداث أسبوع الآلام
9-1- يوم الخميس من أحداث أسبوع الآلام: 1- العشاء الأخير | 2- خطب المسيح الوداعية | 3- مقارنة بين صلاة المسيح في (يو17) وبين صلاة بستان جثسيماني | 4- يسوع المسيح في بستان جثسيماني
10-1- يوم الجمعة من أحداث أسبوع الآلام: 1- تسليم يسوع والقبض عليه | 2- محاكمة المسيح أمام رؤساء كهنة اليهود | 3- المحاكمات المدنية للمسيح | 4- الاعتراف الحسن | 5- صلب يسوع المسيح | 6- أحداث ما بعد موت المسيح على الصليب | 7- دفن المسيح
11- يوم السبت من أحداث أسبوع الآلام، وفجر الأحد (القيامة)

الحراس على القبر وختم القبر

(مت62:27-66): "وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الاسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ قَائِلِينَ: «يَا سَيِّدُ، قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. فَمُرْ بِضَبْطِ الْقَبْرِ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ، لِئَلاَّ يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلًا وَيَسْرِقُوهُ، وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ: إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ، فَتَكُونَ الضَّلاَلَةُ الأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الأُولَى!» فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «عِنْدَكُمْ حُرَّاسٌ. اِذْهَبُوا وَاضْبُطُوهُ كَمَا تَعْلَمُونَ». فَمَضَوْا وَضَبَطُوا الْقَبْرَ بِالْحُرَّاسِ وَخَتَمُوا الْحَجَرَ."

ما زالوا يسمون المسيح المضل بالرغم من الظلمة والزلزلة. فبينما انفتحت عين القائد الروماني ظل أعضاء مجمع السنهدريم في عماهم "لهم عيون ولكنهم لا يبصرون". وواضح أنهم فهموا كلام المسيح أنه سيقوم بعد 3 أيام من (يو19:2) أو من تلاميذه الذين فهموا هذا من (مت21:16). وطلبهم وضع الأختام ووجود الحراس أكد القيامة إذ لو لم يحدث هذا لأكدوا أن التلاميذ قد سرقوا جسد المخلص.

الضلالة الأخيرة = هم اعتبروا أن كل تعاليم المسيح ومعجزاته ما هي إلاّ ضلال وأن قيامته ستكون الضلالة الأخيرة أي حين يسرق التلاميذ جسده ويدعون قيامته.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ثانيًا: أحداث القيامة

(مت:1:28-20)

(مر:1:16-20)

(لو:1:24-53)

(يو:1:20-25:21)

خرستوس آنستي اليثوس آنستي

المسيح قام حقًا قام


الصورة التي يظهر بها المسيح

المسيح ظهر بعدة هيئات

1- ما قبل التجسد:- ظهر المسيح عدة مرات لأشخاص في العهد القديم مثل إبراهيم (تك 1:18، 2) وليشوع (يش 13:5-15 +يش2:6). وهذا الظهور هو مجرد ظهور فقط، أي لم يكن للرب جسد حقيقي مثلنا.

2- التجسد:- نقول في قانون الإيمان عن المسيح أنه تجسد وتأنس أي صار مثلنا، وشابهنا في كل شيء، جاع وعطش وتألم وبكى. كان هذا في أثناء حياة المسيح على الأرض قبل صلبه وموته. وكان هو "الله ظهر في الجسد" (1تي16:3). في فترة التجسد هذه كان المسيح الابن قد أخلى ذاته آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس (في7:2) ولكن بدون خطية. وفي فترة وجوده بالجسد كان ظاهرًا لكل إنسان، ظاهرًا بجسده الذي يشبه جسدنا، يستطيع أي إنسان أن يراه ويلمسه، إلاّ في الأوقات التي كان يريد هو أن يختفي فيها (يو59:8 + لو29:4، 30) أو يظهر مجده (التجلي).

3- ما بعد القيامة وقبل الصعود:- صار الوضع معكوسًا. لقد صار المسيح مختفيًا بجسده إلاّ في الأوقات التي يريد أن يظهر فيها بتنازل منه. فالمسيح قام بجسد ممجد لا يستطيع أحد من البشر أن يعاينه ويتطلع إليه. ولكن في هذه الفترة لم يظهر مجد المسيح، لم يظهر هذا المجد ولكن لم يكن كل إنسان قادرًا أن يرى المسيح وذلك بسبب خطايا البشر. كان هناك شروط ليرى أحد المسيح. ما عاد أحد يستطيع أن يراه إلاّ بالقدر الذي يسمح به هو. فالخطية جعلت إمكانياتنا الجسدية ضعيفة. وهذا ما نفهمه من قول الله "لا يراني الإنسان ويعيش" (خر20:33). في هذه المرحلة بعد القيامة كان لا بُد أن تتوافر شروط فيمن يراه وهذه الشروط هي الإيمان والمحبة والقداسة والرجاء وهذا ليكون للشخص بصيرة روحية يراه بها، وما يساعد على وجود هذه البصيرة التناول من جسد الرب ودمه كما حدث مع تلميذيّ عمواس، وهذه البصيرة تعطي أن نعرفه لا كشخص عادي، بل كإله، كما صرخ توما "ربي والهي" وهناك درجات لرؤية المسيح فيما بعد القيامة.

1) لا يرُى، 2) يراه أحد ولا يعرفه، 3) يراه أحد ويعرفه.

فالمرات التي ظهر فيها المسيح لتلاميذه كانت قليلة وبقية الوقت كان لا يراه أحد. وتلميذيّ عمواس رأوه ولم يعرفوه وبعد كسر الخبز عرفوه، والمجدلية رأته ولم تعرفه ثم عرفته. والمسيح بعد أن إنفتحت أعيُن تلميذى عمواس إختفى، وهذا معناه أنكم لن تعودوا تروننى في هيئة جسدية بل على هيئة خبز وخمر في سر الإفخارستيا. بل يظهر في أي صورة كما يريد، كما ظهر للقديس الأنبا بيشوى في هيئة رجل كبير في السن.

وهنا نجيب عن سؤال يُسأل كثيرًا.. لماذا لم يظهر المسيح لليهود ولرؤساء الكهنة فيؤمنوا به؟ والإجابة أن هؤلاء كانوا بلا إيمان وبلا قداسة. والقداسة بدونها لا يرى أحد الرب (عب14:12). فالمسيح لا يريد أن يستعرض قوته وإمكانيات نصرته على الموت أمام أحد.. بل هو يطلب تغيير القلب والذهن وبهذا يمكن للإنسان أن يعاينه.

فالفرق بين ما قبل الصليب وما بعد القيامة، أنه قبل الصليب كان يمكن لكل إنسان أن يراه، وكان يمكنه الاختفاء ليس خوفًا إنما ليكمل رسالته. أما بعد القيامة فكان مختفيًا عادة لا يظهر إلاّ في بعض الأوقات وبشروط.

1- ما بعد الصعود:- نقول في قانون الإيمان "وقام من بين الأموات وصعد إلى السموات وجلس عن يمين أبيه والآب قطعًا ليس له يمين ولا يسار فهو غير محدود. ولكن المقصود باليمين القوه والمجد. أي أن المسيح بجسده صار له صورة المجد الذي لأبيه والذي كان له من قبل بلاهوته، ما كان بلاهوته من قبل صار له بناسوته الآن، وهذه كانت طلبة المسيح في (يو 17: 5). هذا ما جعل يوحنا يسقط أمامه كميت إذ رآه في مجده (رؤ16:1، 17). حين نقول جلس عن يمين أبيه فهذه عكس أخلى ذاته. لذلك قيل عند صعوده أن سحابه قد حجبته (أع9:1) لأن التلاميذ ما كانوا قادرين على معاينة هذا المجد.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ماذا فعل المسيح خلال الأربعين يومًا؟

1. كان يؤسس كنيسته على أساس القيامة. لذلك سمعنا "هاهو يسبقكم إلى الجليل.. هناك ترونه" (مت7:28 + مر7:16) فلماذا الذهاب إلى الجليل؟ لقد اختار المسيح تلاميذه هناك، وهناك عرفوه على مستوى الجسد. ولذلك شكوا فيه. والآن فالمسيح يريد أن يرسلهم للعالم كله بعد أن عرفوا حقيقته وبعد أن أعلن لهم ذاته. والمسيح يأخذهم إلى الجليل ليجدد العهد معهم على أساس القيامة. وفي الناصرة التي في الجليل نشأ المسيح وعاش، وبهذا فهو يربط تأنسه وحياته بقيامته، بل أن قيامته أكدت تأنسه وتجسده وأظهرت سبب التجسد.

وكلمة ترونه مقصود بها ليس المعرفة الظاهرية بل المعرفة الحقيقية.

 

2. نلاحظ وجود أسرار الكنيسة وتسليم المسيح إياها للرسل خلال هذه المدة:

أ - المعمودية:- اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم.. (مت19:28).

ب_ الميرون:- ها أنا أرسل إليكم موعد أبي.. فأقيموا في أورشليم.. ( لو49:24).

ج_ التوبة والاعتراف:- أن يُكرز باسمه للتوبة ومغفرة الخطايا.. (لو47:24) + مَنْ غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم.. (يو23:20).

د _ التناول:- أخذ خبزًا وبارك وكسر وناولهما فانفتحت أعينهما.. (لو30:24، 31).

هـ الكهنوت:- ولما قال هذا نفخ وقال لهم إقبلوا الروح القدس.. (يو22:20).

و_ مسحة المرضى:- هذه الآيات تتبع المؤمنين.. يضعون أيديهم على المرضى (مر17:16، 18).

 

3. تشديد إيمان التلاميذ وتثبيت فكر القيامة عندهم، ومحو أي شكوك تكون قد تكونت عندهم (مثال لذلك توما) بل وبخ عدم إيمانهم (مر14:16).

 

4. إرسال التلاميذ للكرازة وتلمذة الأمم واليهود (مت19:28) وأن يعلموا الأمم حفظ الوصايا التي علمها لهم السيد (مت20:28). وأن يرعوا شعبه كما يرعى الراعي قطيعه (يو15:21-17). وقطيع المسيح أي كنيسته مؤسسة على الأسرار التي هي استحقاقات موته وقيامته.

 

5. لأن المسيح حي وقد قام من الأموات فسيكون دائمًا في كنيسته "ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر آمين" (مت20:28) فخرجوا وكرزوا في كل مكان والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالآيات التابعة آمين" (مر20:16).

 

6. نرى خلال مدة الأربعين يومًا المسيح الشافي:-

 أ‌- فهو يشفي إيمان تلميذيّ عمواس والمجدلية.

 ب‌- هو المُعلم الذي علم تلميذيّ عمواس تفسير نبوات العهد القديم.

 ت‌- هو الذي شفى شكوك توما وهو الذي يشفي أي تساؤلات عقلية ممكن أن تشككنا فهذه إحدى حروب الشيطان.

 ث‌- رأينا في معجزة صيد السمك الكثير أنه هو الرازق وأيضًا هو الذي يملأ الكنيسة.

 ج‌- هو الذي قام بشفاء محبة بطرس (راجع إنجيل يوحنا إصحاح 21).

 ح‌- هو الذي شفى محبة المجدلية غير الناضجة إذ كانت محبتها له كإنسان وليس كإله.

 خ‌- هو الذي أعطى الرجاء لبطرس أي شفى رجاءه. وهذا رأيناه في قول الملاك للمريمات اذهبا قولا للتلاميذ ولبطرس. ثم قول المسيح نفسه لبطرس إرعى غنمي ثلاث مرات.

 د‌- والمسيح له وسائل متعددة للشفاء قد تكون بأن يفيض من بركاته كما في معجزة صيد السمك وقد تكون بأحداث مخيفة كالزلزلة التي جعلت قائد المئة يؤمن.

 ذ‌- شفاء عبيده من الخوف ونرى كم تكررت كلمة سلام لكم.

 ر‌- أخيرًا يكون الشفاء النهائي بأن نلبس الجسد الممجد وهذا معنى صعوده بجسده إلى السماء. وهو ذهب ليعد لنا مكانًا (يو 14: 2).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

لمن ظهر المسيح أولًا؟

يقول القديس مرقس "وبعد ما قام باكرًا ظهر أولًا لمريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين" (مر9:16) وهكذا يؤكد القديس متى (مت 9:28، 10) والقديس يوحنا (يو 1:20). أمّا القديس لوقا فيذكر أن عدد من المريمات ذهبن للقبر أولًا ورأوا الملائكة وعرفوا حقيقة القيامة. ثم يؤكد القديس لوقا أن مريم المجدلية ومعها أخريات أخبرن الرسل وبشروهم بالقيامة.

 بينما أن بولس الرسول لم يذكر المريمات ولا المجدلية في (1كو5:15-9) بل قال إن المسيح ظهر لصفا ثم للإثني عشر وبعد ذلك لأكثر من خمسمائة أخ وبعد ذلك ليعقوب ثم لبولس نفسه. فهل يوجد اختلاف أو تضاد بين الروايات المختلفة؟

1- بالنسبة للأناجيل الأربعة اتفقوا على أن النساء سبقن الرسل في معرفة حقيقة القيامة، بل صرن كارزات بالقيامة للرسل أنفسهم. والأربعة بشائر تذكر اسم المجدلية كشاهد للقيامة ولأنها رأت المسيح وصارت كارزة. وهي التي كان بها سبعة شياطين. وهذا هو هدف الأناجيل الأربعة أن كل خاطئ بقوة القيامة قادر أن يتحول لكارز رأى المسيح. ونلاحظ أن المرأة في العهد القديم كانت هي سبب سقوط آدم. والآن صارت المرأة بعد القيامة كارزة وشاهدة للقيامة. هذا التحول العجيب هو الخلاص، وهذه هي بشارة الأناجيل المفرحة.

2- أمّا بولس فعلى عادة الناموس ذكر صفا أولًا ثم الرسل ثم 500 أخ ثم بولس نفسه. فصفا (بطرس) ويعقوب من الأعمدة (غل9:2). ثم الرسل وهم الذين ائتمنهم المسيح على الكرازة والـ500 أخ هم عدد من الشهود لا يشك أحد في أنهم كلهم كانوا في وهم. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). وإذا لم يرى الكل حقيقة القيامة فقد رآها بولس وهذا ما قصده بولس تأكيد حقيقة القيامة بشهود عاينوا القيامة. وكعادة اليهود فهم يعتمدون شهادة الرجال. والناموس يحدد أن تكون الشهادة على فم أكثر من شاهد (عد30:35 + تث15:19) لذلك لم يرد في كلمات بولس الرسول ذكر للنساء.

ملحوظة:- في هذه الظهورات كان يسوع بإرادته يظهر ذاته، وإن لم يظهر ذاته لا يراه أحد وظهوره هذا يعني أنه يعلن ذاته.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ترتيب الأحداث

هناك صعوبة في ترتيب الأحداث، لأن كل إنجيل اٍنفرد بذكر بعض الأحداث دون الأخرى، والصعوبة لا تتصل بحقيقة القيامة ولكن في ترتيب الأحداث. ونجد هنا محاولة متواضعة لترتيب الأحداث تظهر التكامل في روايات الإنجيليين الأربعة. والصعوبة تنشأ لو تصورنا أن الأحداث كلها حدثت في وقت واحد. ولكن:-

1- الأحداث لم تحدث كلها في وقت واحد.

2- نفس الحدث يراه كل إنجيلي ويرويه بطريقة مختلفة، ولكن الحقيقة واحدة.

 

ملحوظة:- حاول البعض أن يروا في التعبيرات الآتية تسلسلاُ زمنياُ.

 باكرًا جدًا والظلام باٍق / عند فجر الأحد / إذ طلعت الشمس.

 إنجيل يوحنا / إنجيل متى / إنجيل مرقس.

 قالوا أن هذا هو أول حدث / ثاني الأحداث / ثالث الأحداث.

ولكن التعبيرات الثلاثة يمكن أن تنطبق على نفس الوقت، وكل واحد من الإنجيليين يعبر عنها بطريقة مختلفة، فحينما تشرق الشمس في البداية، أي مع أول خيوط النور نستطيع أن نقول أن الظلام باٍق ونستطيع أن نقول أنه الفجر ويعبر آخر عن نفس المشهد بقوله إذ طلعت الشمس. ولذلك نرى أن الأحداث التي تم التعبير عنها في الأناجيل الأربعة بهذه التعبيرات إنما هي حدث واحد وفي وقت واحد أنظر الجدول.. مشهد رقم (3).

ومن هذا نرى أن ترتيب الحوادث كما يلي (أنظر الجدول).

1- نرى في هذا المشهد أن النساء وعلى رأسهن مريم المجدلية التي اٍمتلأ قلبها بحب الرب يسوع "فمن يغفر له كثيرًا يحب كثيرًا"، وهذه أخرج المسيح منها 7 شياطين. هؤلاء النساء تبعن مشهد الدفن ليعرفن أين يوضع وكيف.. هن لا يردن مفارقته، وهن سيأتين لتكفينه أي يضعوا عليه العطور فيما بعد.

2- في هذا المشهد نرى النسوة ذاهبات إلى سوق المدينة يشترين الحنوط والعطور، لأن واجبًا عظيمًا نحو الجسد المقدس فاتهن أداؤه. فإن أحداث يوم الجمعة الحزينة كانت سريعة خاطفة فلم ينتبهن إلى شراء الحنوط، بل لعلهن انتظرن من الرب أن يفاجئ العالم بمعجزة كبرى، فينزل عن الصليب في قوة ومجد عظيمين. فيسجد له الأعداء قبل الأصدقاء. ولكن شيئًا من هذا لم يحدث.

3- في هذا المشهد نرى جماعة متجهة للقبر ليقدموا آخر خدمة ممكنة لجسد الرب!! وكان في الجماعة التي سعت إلى القبر بعض الرجال. وهذا الظن ليس بعيد الاحتمال، ويوجد ما يبرره في التقاليد الشرقية التي تجعل من الرجل حماية للمرأة وبالأولى في تلك الظروف وبعد منتصف الليل. ولعل هذا هو قصد القديس لوقا بقوله أناس (لو1:24) ويقصد بالأناس الرجال الذين كانوا في المجموعة. ومن النساء نعلم بعض الأسماء.

أ - مريم المجدلية وهذه ذكرها الإنجيليون الأربعة.

ب- سالومة زوجة زبدي وأم يوحنا ويعقوب.

ج- يونا امرأة خوزي.

د - مريم الأخرى، بمقارنة" (مت 1:28 مع مر1:16) نفهم أن مريم الأخرى هذه ربما كانت هي مريم أم يعقوب. وربما كانت غيرها فاسم مريم كان شائعًا، والجماعة التي خرجت لتكفين المسيح كانت كبيرة ولا يستبعد تكرار اسم مريم في وسطها.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

هل مريم الأخرى هي العذراء الأم؟

هذا الاحتمال مرفوض تمامًا. فكيف يسميها متى مريم الأخرى، هل يليق هذا بأم المخلص، أما كان يقول مريم أمه كما هي العادة. لو كانت مريم العذراء في وسط هذه الجماعة لكان أحد الإنجيليين على الأقل وبالأخص يوحنا التي صارت لهُ أمًا قد ذكر وجودها. وأليس عجيبًا أن يذكر الإنجيليين مريم المجدلية بالاسم ولا يشار للعذراء سوى بالقول "الأخرى".

قد يكون هناك ظهور للسيد المسيح غير مذكور في الأناجيل لأمه العذراء. ولا حاجة لذهابها للقبر. وكما قلنا سابقاُ فهناك شروط ليظهر المسيح لإنسان بعد القيامة مثل الإيمان والمحبة، وهل هناك إيمان بقدر إيمان العذراء التي رأت منذ البشارة بالمسيح العجب. وحفظت كل هذه الأمور في قلبها (لو51:2). وهل هناك محبة تعادل محبة الأم لابنها، وهل هناك قداسة تعادل قداستها هذه التي استحقت أن يولد منها المسيح. العذراء الأم إذن يتوفر فيها كل الشروط التي تسمح لها بأن يكون لها ظهور. بل أن إيمانها كان يمنعها أن تذهب للقبر فهي بالتأكيد كانت متأكدة من قيامته كما قال. وهل لا يظهر المسيح لأمه المتألمة لصلبه وموته بهذه الصورة البشعة، هذه التي جاز سيفٌ في نفسها (لو35:2). نثق في أن المسيح ظهر لأمه ظهورًا خاصًا ليعزي قلبها فهي تستحق هذا.

ولنلاحظ أن المسيح لن يراه كما قلنا أحد من البشر إلا بشروط كالإيمان والمحبة والقداسة ولكن هناك ثلاث حالات لهذه الرؤيا:-

1) من يستحيل أن يرونه:- كاليهود الرافضين له لأنه ضد مصالحهم المادية، لذلك تحجرت قلوبهم وعميت أعينهم. وأيضًا من يعيش في خطاياه.

2) من يعالج المسيح ضعفهم الناتج عن عدم الفهم:- مثل المجدلية والتلاميذ وشاول الطرسوسي. وهؤلاء يكون ظهوره لهم على درجات كما قلنا من قبل.

3) من يحب المسيح أن يظهر لهم نفسه في حب:- هؤلاء هم من يحبونه من كل قلوبهم ويؤمنوا به ويحيون في قداسة، مثل أمه العذراء مريم والقديس يوحنا في رؤياه والقديس الأنبا بيشوي وكثيرين من الشهداء أثناء آلامهم وعذاباتهم.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

درجات الحب تحول الجماعة إلى صف يتباعد أفراده

ابتدأت الجماعة سيرها ليلًا، وكان لكل من في الجماعة دوافعه، ولكل منهم درجة لشجاعته تختلف من واحد لآخر، والحب القوي يعطي دفعة للشجاعة الضعيفة. لذلك فغالبًا بدأت الجماعة سيرها كمجموعة واحدة ولكنها سرعان ما أصبحت صفًا، ومع الاستمرار في السير ما لبثت أن تفرقت إلى مجموعات، في المقدمة مجموعة تكاد تركض ركضًا (حب قوي) وأخرى تلحق بها في عجلة وهكذا. وفي المجموعة الأولى كانت مريم المجدلية هذه التي أحبت كثيرًا لأن المسيح غفر لها كثيرًا (لو47:7). فالمجدلية ظلت بجانب القبر تراقب الدفن، وها هي أول من يصل، لذلك رأت الزلزلة وكل ما حدث لحظة القيامة، فارتعبت ولم تستطع الكلام هي ومن معها.

4- في المشهد ترى المجدلية المسيح هي ومريم الأخرى، ويعطيهم سلامًا فتنطق ألسنتهم المعقودة وتتحول المجدلية لمبشرة بالقيامة، بل تمسك قدمي المخلص ولا يمنعها الرب من ذلك.

5- هنا نرى مشهد ذهاب الحرس الرومان لليهود، وحيلة اليهود لإنكار حقيقة القيامة. وواضح أن كذبة نوم الحراس كذبة مكشوفة للأسباب الآتية:-

أ- ما عُهِدَ في الجنود الرومان، أنهم يخضعون للنظام وتنفيذ القانون وأداء الواجب فأداء الواجب عندهم عبادة في مستوى عبادة الآلهة.

ب- كان الجندي الروماني إذا أهمل يقتلونه (أع19:12).

ج - هل يعقل أن الحراس النائمين يتعرفوا على شخصية من سرق جسد المسيح.

6- عادت المجدلية ومن معها بخبر القيامة، مقابلين باقي المجموعات في الطريق فلم يصدقهم أحد، ووصلوا للتلاميذ (ربما كان بعض التلاميذ في الموكب) وأخبروا بطرس ويوحنا وباقي الرسل. ولكن لم يصدقهم أحد (وقارن مع مت62:27، 63) وهذا مما يخجل فالتلاميذ لم يتذكروا كلام المسيح عن قيامته في اليوم الثالث بينما تذكر هذا رؤساء الكهنة والفريسيين.

7- ذهب بطرس مع يوحنا لمعاينة القبر، وكلما كانوا يقتربون كانت خطوات يوحنا الحبيب تسرع وخطوات بطرس تبطئ إذ يذكر إنكاره للمسيح منذ ساعات.

8- أمام عدم تصديق أحد للمريمات عادت المريمات للقبر ومنهن المجدلية وهن في شك، فلقد ظن من سمع خبر القيامة من المجدلية أن المجدلية قد رأت روحه (ملاكه) قارن (لو37:24 + أع15:12) [كان هذا اعتقاد اليهود أن الميت يمكن أن يظهر له شبحًا قد يكون روحه أو ملاكه] ولذلك شكت المريمات ومنهن المجدلية أن ما رأوه كان روحًا أو شبحًا، لذلك فقد وبخها الملاك فلم ترجع عن شكوكها. ولذلك لم يسمح لها المسيح أن تلمسه حين أرادت ذلك بسبب إيمانها الضعيف، إذ شكت بعد أن رأته [راجع مشهد(4)] بل لمسته. وكان ذلك الشك لأنها كانت تعتبره في فكرها مجرد إنسان.

9- قصة تلميذي عمواس، وهؤلاء حاولوا الهرب من أورشليم بعد انتشار إشاعة القيامة، إذ خافوا من اليهود وهربوا من أورشليم فتقابل معهم المسيح.

10- المسيح يدخل والأبواب مغلقة وسط التلاميذ ويظهر لهم. ولم يكن توما معهم هذه المرة.

11- المسيح يظهر للتلاميذ وتوما معهم.

12- المسيح يظهر لسبعة من التلاميذ عند بحيرة طبرية، وصيد السمك (153 سمكة) ثم حواره مع بطرس.

13- المسيح يظهر للتلاميذ على جبل بالجليل. وغالبًا كان هذا هو الظهور الذي أشار إليه بولس الرسول بأن عدد الحاضرين فيه كانوا أكثر من 500 أخ.

14- نجد ملخص أقوال المسيح خلال رحلة الأربعين يومًا.

 

الأرقام عاليه [1] -[14] هي الأرقام الموجودة بالجدول التالي وسنجد بجانب كل رقم شواهد الآيات التي وردت في الأناجيل الأربعة والتي تدل على الحدث.

الأرقام [I] - [VI] والموجودة بالجدول هي ظهورات لأشخاص ذكرهم بولس الرسول في رسالته الأولى لكورنثوس إصحاح 15 ولم تذكر في الأناجيل الأربعة.

الأحداث المذكورة داخل مربع واحد وتحت رقم واحد هي حدث واحد تم التعبير عنه بصور مختلفة في الأناجيل.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

جدول ترتيب الأحداث

متى

مرقس

لوقا

يوحنا

 

(1) (مر 47:15)

(لو 55:23)

 

 

(2) (مر 1:16)

(لو 56:23)

 

(3) (مت 1:28-8)

(مر 2:16-8)

(لو 1:24-8)

(يو 1:20)

(4) (مت 9:28-10)

(مر 9:16)

 

 

(5) (مت 11:28-15)

 

 

 

 

(6) (مر 10:16، 11)

(لو 9:24، 11)

 

 

 

(7) (لو 12:24)

(يو 2:20-10)

 

 

(1كو5:15) [I]

 ظهر لصفا

(8) (يو 11:20-18)

 

(9) (مر 12:16، 13)

(لو 13:24-35)

(لو 34:24)

 

(مت 1كو5:15) [II]

 ظهر للإثني عشر

(10) (مر 14:16)

(لو 36:24-45)

(يو 19:20-25)

 

 

 

(11) (يو 26:20-29)

 

 

 

(12) (يو 1:21-25)

(13) (مت 16:28-18)

(1 كو 6:15) [III]

 ظهر لـ500

(1كو7:15) [IV]

ظهر ليعقوب

(1كو7:15) [V]

ظهر في الصعود

(1كو8:15) [VI]

ظهر لبولس

(14) التعليم الأخير

كرازة + معمودية

(14) التعليم الأخير

كرازة + معمودية

(14) التعليم الأخير

شهادة + كرازة

(14) التعليم الأخير

رعاية في محبة

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

لماذا لم يكن للمسيح تعاليم جديدة في خلال الأربعين يومًا بعد القيامة

  1. حين قال السيد المسيح على الصليب "قَدْ أُكْمِلَ" فهو كان قد أَكْمَل كل عمل الفداء، وأيضًا أكمل كل تعاليمه التي أراد لها أن تصل إلى شعبه في العهد الجديد.

  2. لكل أقنوم عمله، فالمسيح أتم الفداء وصعد وجلس عن يمين الآب. ولكن كيف نستفيد نحن من موت المسيح وقيامته؟ كان ذلك هو عمل الروح القدس. لذلك أرسل المسيح الروح القدس ليكمل عمل الخلاص، وذلك بأن يشركنا في موت المسيح وقيامته، فنقوم بخليقة جديدة لها حياة أبدية هي حياة المسيح الأبدية التي قام بها من الأموات. ولذلك قال المسيح "لَكِنِّي أَقُولُ لَكُمُ ٱلْحَقَّ: إِنَّهُ خَيْرٌ لَكُمْ أَنْ أَنْطَلِقَ، لِأَنَّهُ إِنْ لَمْ أَنْطَلِقْ لَا يَأْتِيكُمُ ٱلْمُعَزِّي، وَلَكِنْ إِنْ ذَهَبْتُ أُرْسِلُهُ إِلَيْكُمْ" (يو7:16). هنا نرى الابن يُرسل الروح القدس، وفى (يو26:14) نجد أن الآب يُرسل الروح القدس، وذلك ما يقال عنه الإتفاق داخل المشورة الثالوثية. ففى (إش16:48) نجد أن الأقانيم الثلاثة يتفقوا على أن يرسلوا الابن لعمل الفداء فهو الذي به كان كل شيء، وبالتالي فهو الذي يخلق الخليقة الجديدة (2كو17:5 + أف10:2). ثم يرسل الآب والابن الروح القدس ليتمم العمل.

  3. والآن بعد أن أتم السيد المسيح عمله، صار العمل في الكنيسة هو عمل الروح القدس والذي قال عنه ربنا يسوع المسيح "وأما المعزي، الروح القدس، الذي سيرسله الآب باسمي، فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو14: 26).

  4. مات المسيح على الصليب وقام في اليوم الثالث وله حياة أبدية لا تموت (رو6: 9)، لنموت نحن معه في المعمودية ونقوم متحدين به، ولنا حياته الأبدية. والروح القدس يثبتنا في حياة المسيح الأبدية هذه.

  5. يرافقنا الروح القدس في حياتنا كلها من أول المعمودية ليصل بأولاد الله إلى السماء. فنحن نولد من الماء والروح في سر المعمودية، ثم يسكن الروح القدس فينا في سر الميرون. وهو يبكتنا لو أخطأنا فإن تجاوبنا معه ولم نقاوم وذهبنا لنعترف، ينقل خطايانا إلى المسيح، ثم تغفر الخطايا ونعود للثبات في المسيح وتكون لنا الحياة الأبدية في سر الإفخارستيا. والروح القدس هو الذي يحول الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه "الذي يُعْطَى لغفران الخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه".

  6. الروح القدس يرافقنا كل أيام حياتنا، فهو المرشد روح الحكمة. وهو "روح القوة والمحبة والنصح" (2تى1: 7). وهو الذي يعلمنا ويذكرنا بكل تعاليم المسيح. ويعطينا كلمة إذا وقفنا قدام الملوك والولاة (مت10: 18 - 20). والروح القدس يأخذ من المسيح ويخبرنا (يو16: 14) فنعرف المسيح حقيقة، ومن يعرف المسيح حقيقة فهو سيحبه، وهكذا يسكب محبة الله في قلوبنا بأن يعطينا معرفة المسيح الحقيقية (رو5: 5). ومن يحب يفرح (غل5: 22).

  7. لذلك قال الرب لتلاميذه أن لا يبرحوا أورشليم قبل حلول الروح القدس عليهم (أع1: 4).

  8. لذلك بعد أن أتم الرب يسوع عمله صار العمل هو عمل الروح القدس في الكنيسة.

 

* انظر أيضًا: طقوس البصخة المقدسة.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/00-2-The-Passion-n-Resurrection/Alaam-El-Masi7-Wal-Kyama__01-Chapter-11.html

تقصير الرابط:
tak.la/3x8amqf