محتويات: |
(إظهار/إخفاء) |
* تأملات في كتاب
راعوث: الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18 - 19 - 20 - 21 - 22
جلس بوعز عند باب المدينة ليقتني راعوث عروسًا له بعد أن ينتهي أمر عدم فكاكها من وليها الأول أي الناموس، مقتنيًا ما لأليمالك وابنيه ليقيم نسلًا للميت.
[1 -8]. |
|||
[9 -12]. |
|||
[13 -17]. |
|||
[18 -22]. |
1 فَصَعِدَ بُوعَزُ إِلَى الْبَابِ وَجَلَسَ هُنَاكَ. وَإِذَا بِالْوَلِيِّ الَّذِي تَكَلَّمَ عَنْهُ بُوعَزُ عَابِرٌ. فَقَالَ: «مِلْ وَاجْلِسْ هُنَا أَنْتَ يَا فُلاَنُ الْفُلاَنِيُّ». فَمَالَ وَجَلَسَ. 2 ثُمَّ أَخَذَ عَشَرَةَ رِجَال مِنْ شُيُوخِ الْمَدِينَةِ وَقَالَ لَهُمُ: «اجْلِسُوا هُنَا». فَجَلَسُوا. 3 ثُمَّ قَالَ لِلْوَلِيِّ: «إِنَّ نُعْمِيَ الَّتِي رَجَعَتْ مِنْ بِلاَدِ مُوآبَ تَبِيعُ قِطْعَةَ الْحَقْلِ الَّتِي لأَخِينَا أَلِيمَالِكَ. 4 فَقُلْتُ إِنِّي أُخْبِرُكَ قَائِلًا: اشْتَرِ قُدَّامَ الْجَالِسِينَ وَقُدَّامَ شُيُوخِ شَعْبِي. فَإِنْ كُنْتَ تَفُكُّ فَفُكَّ. وَإِنْ كُنْتَ لاَ تَفُكُّ فَأَخْبِرْنِي لأَعْلَمَ. لأَنَّهُ لَيْسَ غَيْرُكَ يَفُكُّ وَأَنَا بَعْدَكَ». فَقَالَ: «إِنِّي أَفُكُّ». 5 فَقَالَ بُوعَزُ: «يَوْمَ تَشْتَرِي الْحَقْلَ مِنْ يَدِ نُعْمِي تَشْتَرِي أَيْضًا مِنْ يَدِ رَاعُوثَ الْمُوآبِيَّةِ امْرَأَةِ الْمَيِّتِ لِتُقِيمَ اسْمَ الْمَيِّتِ عَلَى مِيرَاثِهِ». 6 فَقَالَ الْوَلِيُّ: «لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفُكَّ لِنَفْسِي لِئَلاَّ أُفْسِدَ مِيرَاثِي. فَفُكَّ أَنْتَ لِنَفْسِكَ فِكَاكِي لأَنِّي لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفُكَّ». 7 وَهذِهِ هِيَ الْعَادَةُ سَابِقًا فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَمْرِ الْفِكَاكِ وَالْمُبَادَلَةِ، لأَجْلِ إِثْبَاتِ كُلِّ أَمْرٍ. يَخْلَعُ الرَّجُلُ نَعْلَهُ وَيُعْطِيهِ لِصَاحِبِهِ. فَهذِهِ هِيَ الْعَادَةُ فِي إِسْرَائِيلَ. 8 فَقَالَ الْوَلِيُّ لِبُوعَزَ: «اشْتَرِ لِنَفْسِكَ». وَخَلَعَ نَعْلَهُ.
إِذ أراد بوعز أن يقتني راعوث زوجة له ليقيم منها نسلًا للميت كان لزامًا أن يسأل الولي الشرعي الأول إِن كان يفك هو أم يتنازل عن حقه لبوعز بكونه الولي الثاني لها، وقد وصف لنا الكتاب إقامة مجلس من الشيوخ لتدبير هذا الأمر، إِذ يقول: "فصعد بوعز إِلى الباب وجلس هناك وإذا بالولي الذي تكلم عنه بوعز عابر، فقال: مل واجلس هنا أنت يا فلان الفلاني، فمال وجلس، ثم أخذ عشرة رجال من شيوخ المدينة وقال لهم: اجلسوا هنا، فجلسوا..." [1-2].
جلس بوعز عند باب المدينة كعادة اليهود سابقًا ليقام مجلس للشيوخ للبت في بعض المشاكل بين الشعب، ويبدو أن العدد 10 يعني أن النِصَاب قانوني وأن المجلس له حق الحكم في الأمر. ولعل رقم 10 يشير إلى الناموس الذي يحكم بعجز الوالي الأولي عن فك النفس البشرية من سلطان عدو الخير واقتنائها عروسًا ليقيم نسلًا للميت قادر أن يرث.
أما الولي الأولي فرفض الكتاب ذِكر اسمه لأنه غير مستحق لذكر اسمه، إِذ أراد أن يقتني حقل أليمالك ويدفع الرهن أو الثمن لِضَمّه إِلى ميراثه، وإِذ عرف أنه يلتزم بالزواج براعوث ليقيم نسلًا للميت ويعود حقل أليمالك لابنها بعد أن يدفع الولي الثمن، رفض، إِذ حسبها صفقة خاسرة. إِنه مستعد أن يفدي الأرض ولا يبالي بإقامة النسل للميت، يود أن يقتني التراب أما النفوس فبلا قيمة في عينيه.
يقول الولي الأول: "فك أنت لنفسك فكاكي، لأني لا أقدر أن أفك" [6]. كلمة "يفك" هنا تعني (يُخلص)، فإن الولي الأول أي الناموس الذي تولى الولاية على الإنسان لا يستطيع أن يُخلص إِنما يُسلم الولاية للنعمة الإلهية حيث يستطيع السيد المسيح وحده أن يُخلص الإنسان ويفكه من رباطات العبودية المرّة.
أما فكرة خلع النعل وتسليمه للولي الثاني الذي قبل أن يفك لنفسه ما للميت إنما تُشير إلى عدم أحقية الولي الأول أن يطأ أرض الميت بل سلم الحق لغيره لكي يطأها ويمتلكها مقيمًا نسلًا للميت.
9 فَقَالَ بُوعَزُ لِلشُّيُوخِ وَلِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «أَنْتُمْ شُهُودٌ الْيَوْمَ أَنِّي قَدِ اشْتَرَيْتُ كُلَّ مَا لأَلِيمَالِكَ وَكُلَّ مَا لِكِلْيُونَ وَمَحْلُونَ مِنْ يَدِ نُعْمِي. 10 وَكَذَا رَاعُوثُ الْمُوآبِيَّةُ امْرَأَةُ مَحْلُونَ قَدِ اشْتَرَيْتُهَا لِيَ امْرَأَةً، لأُقِيمَ اسْمَ الْمَيِّتِ عَلَى مِيرَاثِهِ وَلاَ يَنْقَرِضُ اسْمُ الْمَيِّتِ مِنْ بَيْنِ إِخْوَتِهِ وَمِنْ بَابِ مَكَانِهِ. أَنْتُمْ شُهُودٌ الْيَوْمَ». 11 فَقَالَ جَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِينَ فِي الْبَابِ وَالشُّيُوخُ: «نَحْنُ شُهُودٌ. فَلْيَجْعَلِ الرَّبُّ الْمَرْأَةَ الدَّاخِلَةَ إِلَى بَيْتِكَ كَرَاحِيلَ وَكَلَيْئَةَ اللَّتَيْنِ بَنَتَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ. فَاصْنَعْ بِبَأْسٍ فِي أَفْرَاتَةَ وَكُنْ ذَا اسْمٍ فِي بَيْتِ لَحْمٍ. 12 وَلْيَكُنْ بَيْتُكَ كَبَيْتِ فَارَصَ الَّذِي وَلَدَتْهُ ثَامَارُ لِيَهُوذَا، مِنَ النَّسْلِ الَّذِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ مِنْ هذِهِ الْفَتَاةِ».
لم يكن قلب بوعز في حقل أليمالك أو أرضه وإِنما في اقتناء راعوث لتنجب لحساب الميت ليقيم اسمه ولا ينقرض بين أخوته [10]. وقد بارك الكل هذا الروح الباذل المملوء حبًا وسألوا الرب أن يبارك له في راعوث فيجعلها كراحيل وليئة، ويجعل له اسما في أفراته، ويجعل نسله كفارص الذي ولدته ثامار:
أولًا: يبارك امرأته كما بارك زوجتي يعقوب ليئة وراحيل فتكون أمًا لا لأمة إِسرائيل وإِنما لجماعة الملوك (داود ونسله) حتى يأتي ملك الملوك متجسدًا من ابنتها القديسة مريم.
ثانيًا: من جهة اسمه يكون "ببأس في أفراته"؛ أي اسم لبوعز أعظم من أنه صار رمزًا لشخص السيد المسيح؟!
ثالثًا: أن يكون بيته كبيت فارص الذي ولدته ثامار، هذا الذي اقتحم أخاه زارح وسلب منه البكورية (تك 38: 29-30). هكذا اقتحم بوعز وليه الأول وَسَلَبَ منه البركة.
13 فَأَخَذَ بُوعَزُ رَاعُوثَ امْرَأَةً وَدَخَلَ عَلَيْهَا، فَأَعْطَاهَا الرَّبُّ حَبَلًا فَوَلَدَتِ ابْنًا. 14 فَقَالَتِ النِّسَاءُ لِنُعْمِي: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ الَّذِي لَمْ يُعْدِمْكِ وَلِيًّا الْيَوْمَ لِكَيْ يُدْعَى اسْمُهُ فِي إِسْرَائِيلَ. 15 وَيَكُونُ لَكِ لإِرْجَاعِ نَفْسٍ وَإِعَالَةِ شَيْبَتِكِ. لأَنَّ كَنَّتَكِ الَّتِي أَحَبَّتْكِ قَدْ وَلَدَتْهُ، وَهِيَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ سَبْعَةِ بَنِينَ». 16 فَأَخَذَتْ نُعْمِي الْوَلَدَ وَوَضَعَتْهُ فِي حِضْنِهَا وَصَارَتْ لَهُ مُرَبِّيَةً. 17 وَسَمَّتْهُ الْجَارَاتُ اسْمًا قَائِلاَتٍ: «قَدْ وُلِدَ ابْنٌ لِنُعْمِي» وَدَعَوْنَ اسْمَهُ عُوبِيدَ. هُوَ أَبُو يَسَّى أَبِي دَاوُدَ.
"فأعطاها الرب حبلًا فولدت ابنًا، فقالت النساء لنعمي: مبارك الرب الذي لم يعدمك وليًا اليوم لكي يُدعى اسمه في إسرائيل، ويكون لك لإرجاع نفس وإعالة شيبتك، لأن كنتكِ التي أحبتكِ قد ولدته، وهي خير لك من سبعة بنين" [13-15].
في الكتاب المقدس ينسب الطفل للأب، أما هنا فينسب لراعوث، إذ قيل: "أعطاها الرب" ولم يقل: "أعطاه"، أما إنه وُهب لها لينسب شرعيًا لرجلها الميت... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). إِنه ثمرة إيمانها بالله القادر أن يهب حياة بعد الموت، لذا قالت النساء: "ويكون لكِ لإرجاع نفس"، إِذ ردّ لأبيه الميت أسمًا فصار كأنه حيّ.
"عوبيد" [17] الذي يعني (عبد) يُشير إلى السيد المسيح الذي من أجلنا صار عبدًا (في 2: 7)، يُوهب للنفس المؤمنة لتحمله في أحشائها كما حملت راعوث عوبيد، ويكون لها لإرجاع نفسها إذ يصير لها اسم بعد الموت الذي ملك عليها، ويكون "لإعالة شيبتها"، إِذ يردها إِلى شبابها الروحي وينزع عنها ضعف الشيبة ويأسها... بهذا إِذ حملت راعوث عوبيدًا فيها قيل عنها: "هي خير لكِ من سبعة بنين" [15].
إن كان السبعة بنين يشيرون إلى بركة الرب (1 صم 2: 5) فإننا إِذ نحمل "عوبيد الحقيقي" فينا، نحمل كلمة الله الذي صار عبدًا... نحسب أفضل من سبعة بنين.
"فأخذت نعمي الولد ووضعته في حضنها وصارت له مربية" [16]. إن كان الولد هو ثمرة الحب الذي لراعوث أي كنيسة الأمم، فإن نعمي التي تُشير إلى الناموس والنبوات تفرح وتُسر إِذ يكمل عملها برؤيتها لهذا الثمر الفائق.
18 وَهذِهِ مَوَالِيدُ فَارَصَ: فَارَصُ وَلَدَ حَصْرُونَ، 19 وَحَصْرُونُ وَلَدَ رَامَ، وَرَامُ وَلَدَ عَمِّينَادَابَ، 20 وَعَمِّينَادَابُ وَلَدَ نَحْشُونَ، وَنَحْشُونُ وَلَدَ سَلْمُونَ، 21 وَسَلْمُونُ وَلَدَ بُوعَزَ، وَبُوعَزُ وَلَدَ عُوبِيدَ، 22 وَعُوبِيدُ وَلَدَ يَسَّى، وَيَسَّى وَلَدَ دَاوُدَ.
يُختم السفر بإعلان مجيء "داود" كثمرة من ثمار جدته راعوث، فبدأ الجذر الملوكي المقدس في الأمة اليهودية لتنمو الشجرة وتأتي بالثمرة الفريدة "ابن داود" الملك الروحي الحق.
هكذا بدأ السفر بالمجاعة التي بسببها انطلق أليمالك وعائلته من يهوذا إِلى موآب وانتهى بالشبع الحقيقي حيث ينعم العالم كله بابن داود "مشتهى الأمم".
← تفاسير أصحاحات راعوث: مقدمة | 1 | 2 | 3 | 4
الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح
مراجع هذا التفسير |
قسم
تفاسير العهد القديم القمص تادرس يعقوب ملطي |
تفسير راعوث 3 |
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/rp8cq43