تماجيد ومدائح الشهداء والقديسين المكتوبة
تعالوا نمدح ونشرح بالأخبار
قصة مار بهنام الرجل البار
وأخته سارة والربع الأحرار
هذا الطوباوي من جنس الملوك
ابن سنحاريب ملك الملوك
من بلد آثور موصوف بالسلوك
أمه شرينة بنت الأمراء
جنسُها معلوم بين الوزراء
صار لها ابنة سمتها سارة
هذه المسكينة كانت حزينة
لداء البَرَص كانت رهينة
من الأطباء ما وجدت معونة
بهنام الفتي قام في الدلال
معزوز مكرم في كل جلال
مسعود مُتنعِم في كل الأحوال
الله تعالى قد اصطفاهُ
من دين الأصنام رجَّع هواهُ
في دين المسيح ثبت رضاهُ
في بعض الأيام راح مار بهنام
مع الأربعين ربعهِ الشهام
إلى البراري بكل إكرام
إذ ركبوا الخيل أضنوا بالكلال
في طلب الصيد شكلٍ كالغزال
حتى أوصلهم أسفل الجبل
خيَّم الظلام أمسوا في العتام
رأى في الأحلام ملك السلام
قم وارق الجبل تجد الكلام
هناكَ يوجد شيخٌ ممجد
رهيبٌ في قمة التعبد
اسمه متى ناسك زاهد
هذا مار متى الله أوحاه
يأتيك الفتى قُم للقياه
أكرز عليه، أحسن مثواهُ
فقام الفتى ورتقي الجبل
فأبصر الشيخ مملوءًا كمال
راجٍ في الصلاة يستقي الأفضال
سجد الفتي بكل خشوع
تذرِف عينه أحرق الدموع
طالِبًا منه: أهديني الرجوع
تعليما وعظًا أكرز عليهِ
طريق الخلاص أوحى إليهِ
علمًا إلهي وضَّح لديهِ
يوجد في الدنيا إله واحد
عزيزًا قادر وحده خالق
ليس سواه آخر مجيد
واحدٌ بالذات ثلاثي الصفات
أب وابن وروح الحياة
إله عجيب عديم الممات
الابن الوحيد أخذ الجسد
من العذراء بنى بالجسد
كي ينجو آدم أسيرَ الحسد
بشَّر، علم تعليم الإنجيل
عاش في الدنيا طاهرًا جليل
عمل الآيات ما لهُ مثيل
من أجل الصلاح أُهينَ ومات
وفوق الصليب أسلَمَ الحياة
بعد مماتِه صارتِ القوات
وُضِعَ في القبر مصدر الحياة
ثلاثة أيام لا مكتملات
جسمٌهُ ضلَّ عاصي الآفات
قامَ من القبر بمجد عظيم
ونورٌ ساطع، بهاء وسيم
عِزٌ وهيبة، الصخر مقيم
بانَ للأطهار بعد القيامة
بعد الأربعين صعد السماء
وجلس من عن جنب جنب العظمة
أيضًا سيأتي بمجد عظيم
ديَّان الأحياء والموتى الرميم
فيُزهي الصالح ويخزي الذميم
اسمع بُنَيَّ هذه التعاليم
ضعها بقلبك بحُسن اليقين
حتى يقيمك عن جنب اليمين
أجاب الفتي: حقا أعطاكم
لك يقينا إني سمعتُ
بدين المسيح أنا آمنت
أختي مريضة بداءٍ مُذيب
في داء البرص جِسْمُها كئيب
هل من شفاءٍ أيها الطبيب
تكون حقا رجلًا روحاني
يكون إلهُك فِعلًا حقاني
حالًا أعتمد، وأصبح نصراني
أختك سارة ربي يشفيها
لدين المسيح هو يهديها
من شر الفسيخ سينجيها
أرغبُ منك أيها القديس
قم وانزل معي بقلبٍ أنيس
نفوسًا خلِّص من يد التعيس
قامَ مار متى مُمْسِكًا عصاه
يصلي للرب كي يسمع دُعاه
إلى أن بلغ موضِعًا رآه
قال مار متى: روح للمدينة
أختك سارة جدًا حزينة
أحضِرها معك بكل سكينة
بَشَّر أمه هذه البشارة
مُسرعًا آخِذ أخته سارة
حتى أوصلها حيث انتظاره
جاثيًا صلَّى الشيخ الفاضل
بإيمان وثيق، ورجاءٌ كامل
يدعو إلى مُجيبُ السائل
قال: يا ربي أظهِر قدرتك
أعمل إشارة، أظهر نعمتك
نَذكُرُ موتك وقيامتك
الله تعالى سَمِعَ دُعاه
في يابس الأرض ضرب عصاه
مياهً فاضت، هذا مُبتغاه
عَمَّد سارة بهذا المَعين
باسم الثالوثِ: أعني الأقانيم
حالًا شُفِيَت من داءٍ أليم
بانت طاهرة من داء البرص
من هذا المرض جِسْمُها خلص
نعمةً نالت من المُخَلِّص
لما رآها بهنامُ النجيب
طلبَ العِماد بقلبٍ مُجيب
حتى لا يُحْرَم من هذا النصيب
بهنام اعتمد مع الأربعين
على يد متى الشيخ الأمين
بحُسنِ النية والقلب السليم
فلما نالوا نِعمَةَ العماد
حالًا تَنَقُّوا من كل الفساد
شكروا اللهَ خالِق العباد
كل واحد منهم بدأ يترنم
تسابيح حلوة طفق يتكلم
من أقوال داود أخذ يترجم
جاءوا للبلد وهم مسرورون
دخلوا "آثور" وهم مادحون
طافوا الشوارع وهم فرحون
قال: اسمعوني ها أنا بهنام
ابنُ سِنحاريب ملِكِ الأنام
ها قد جحدتُ هذه الأصنام
هذه الأشياء من صُنْعِ البشر
خشبٌ حقير أو من المرمر
هي تماثيل صَمَّاءُ كالصخر
لهم أيادي ولا يلمسون
لهم آذانٌ ولا يسمعون
لهم أنوفٌ ولا يَشُمُّون
لهم عيونٌ ولا يبصرون
لهم أرجُلٌ ولا يسلكون
لهم أفواه ولا ينطِقون
هذه الديانة حقًا باطلة
على الضلالِ هي حاصلة
كل الشرور فيها قائمة
ضَجَّة كبرى صارت في البلد
الشيخ الفاني وحتى الولد
قالوا: لا يُمكن هذا المُعْتَقَد
رفعوا الدعوى لعند الملك
قالوا: هذا الدين قطعًا لا يسْلُك
كيف يقبلهُ عاقلٌ مِثْلُك
ابناكَ مولاي سارة وبهنام
مع الأربعين الرَّبْعِ الكِرام
وهم ينطقون أفصحَ كلام
بإيمانٌ جديد نادوا جهارًا
بإلهٌ مصلوب صلب الحقارة
فهذا هو دينُ النصارى!
ها قد أبطلوا ديننا القديم
وقد كفروا بالدين القويم
هذا المُعتقد إنه سقيم
قال سنحاريب: ليأتي ابناي
وليمتثلا ما بينَ يداي
أسمع مِنْهُما ما جاء إلي
لما حضرا عند سَنحاريب
سارة وبهنام الفتى النجيب
حالًا أقرَّا بدين الصليب
قال: بَنِيَّ اسمعوا أباكم
عيشكم يطيب، يكثُر هناكم
وان عارضتم يعظُم شقاكم
والآن اسجدوا للإله "بيل"
ولـ"بيلوتي" مولاي الجليل
قدام "كاوون" صاحب الإكليل
قالوا لقولك نحن لن نسمع
ولأصنامك قطعًا لن نخضع
وعدُكَ هذا حقًا لن ينفع
نحن كفرنا بكل الأصنام
كَفَرْنَا بِكَ "زُحَل" الأصم
وبـ"يبيلوتي" الصخر الأبكم
نؤمن بالآب والابن الوحيد
والروح القدس الرب المجيد
إلهٌ عجيب، إلهٌ فريد
هذين قدامي قال خذوهم
من بين الأحياء مَحيًا أُمحوهم
موتًا قاسيًا فلتميتوهم
لما خرجوا قصدوا الجِبال
لعند
المُرشِد الشيخِ المِفْضَال
حتى ينالوا أسباب الكمال
جندُ سنحاريب في نصف الطريق
قتلوا الربع،
أبقوا الشقيق
عَلَّهُ يرجع، عله يَفِيق
سارة وبهنام بقيا في الحياة
وعَنِ العالم قدَّمَا الصلاة
بِضَرْبِ العُنْقِ نالا الاستشهاد
بِضرْبِ العُنْقِ نالوا الشهادة
بهذه الميتة نالوا السعادة
فيا لها من حُسْنِ الإفادة
انشقت الأرض وابتلعتهم
في أحشائها قد سترتهم
من قوة النار هي نَجَّتهُم
ضربة ضُرِب محبوسوا الشقاء
منظر شنيع للناس بقى
جزاءًا عادل حق قد لقَى
جالا البراري فلاقا الأخطار
مُسَّ عقله، فقد الأفكار
ما عاد قطعًا يسكن الديار
قامت تصلي عنه عند الرب
عن "شيرين" قمة الأدب
بِحسنِ النية قلبُها قد ذاب
قالت: بجاهِك وأوليائك
سارة وبهنام وشُهدائك
خَلِّص سِنحاريب عبدك الملك
ظهرَ لها بكلِ إكرام
سارة وبهنام في أبهَى مقام
ثُمَّ دلاها على ما يًرام
أرسلت تدعو الشيخ الوقور
وهي ترجوه بحقٍ الغفور
ليأتِ حالًا يُخَلِّص "آثور"
وجد الملك، بارَك عليهِ
فحالًا رجع عقلهُ إليه
وثم اعتمد ما بين يديه
إيمان المسيح دخل آثور
بَنَى الكنائس، نصب الديور
وصار فيها شِبهًا بالدستور
قبرُهُم يكون ينبوع شِفاء
للذي فيه أنواع الشقاء
ومَنْ يقصدهُ ينال الهناء
عيدهم يكون العاشر من كانون
في شرق الموصِل ديرُهُم يكون
بَنَاهُ إسحق، رجلٌ مأمون
تعالوا نمدح ونشرح الاخبار
قصة مار بهنام الرجل البار
واخته سارة وربعه الاحرار
هذا الطوباوي كان من جنس الملوك
ابن سنحاريب ملك الملوك
في بلد اثور موصوف بالسلوك
امه شرينه بنت الامراء
جنسها معلوم بين الوزراء
صار لها ابنه سمتها سارة
هذه المسكينة كانت حزينة
في داء البرص كانت ممحونة
من الاطباء ماوجدت معونة
بهنام المعظم قام في الدلال
معزوز مكرم في اعظم جلال
مسعود متنعم في كل الاحوال
الله تعالى قد اصطفاه
من دين الاصنام رجع هواه
في دين المسيح جعل هواه
في بعض الايام خرج مار بهنام
مع الاربعين ربعه الشهام
الى البراري بالعز والاكرام
لما ركبوا الخيل اضنوا بالكلال
في طلب الصيد شكله كالغزال
حتى اوصلهم لحفة الجبال
ادركهم الظلام امسوا في العتام
راى في الاحلام ملك السلام
قم ارق الجبل تجد الكلام
الشيخ مار متى الله اوحاه
ياتيك الفتى قم لملتقاه
واكرز عليه واحسن مثواه
فقام الفتى وصعد الجبل
فوجد الشيخ المملو كمال
قائم في الصلاة وجه متهلهل
سجد امامه بخوف وخشوع
وعينه تسكب احر الدموع
قال اطلب منك اهدني الرجوع
بدا يرشده ويكرز عليه
طريق الخلاص اوحى اليه
تعليم الهي وضح لديه
يوجد في الدنيا اله واحد
ازلي قادر بالعز منفرد
ليس سواه اخر ممجد
واحد هو بالذات مثلث الصفات
اب وابن وروح الحياة
اله عجيب عديم الممات
الابن الوحيد لبس الجسد
من العذراء مريم ظهر متجسد
ليخلص ادم الساقط بالحسد
كرز وعلم تعليم الانجيل
ظهر في الدنيا طاهرا" جليلا"
عمل الايات ليس لها مثيل
من اجل الصلاح اهين ومات
وفوق الصليب اسلم الحياة
بعد موته صارت القوات
قبر كالاموات جالب الحياه
ثلاثة ايام غير مكتملات
جسمه خالي بقى من الفساد
قام من قبره بمجد عظيم
ونور ساطع وبهاء وسيم
وعز وهيبة والحجر مقيم
ظهر للاطهار بعيد القيامة
وبعد الاربعين صعد السماء
وجلس من عن يمين العظمة
وايضا" سياتي بمجد عظيم
ليدين الاحياء والموتى الرميم
ويسعد الصالح ويخزي الذميم
اسمع بني هذه التعاليم
ضعها بقلبك بحسن اليقين
يقيمك عن جنب اليمين
ولا قوالك خضعت وطعت
حقا يقينا" اني سمعت
بدين المسيح اني امنت
لي اخت مريضة مرضا" مذيب
في داء البرص جسمها كئيب
ان كنت تشفيها ايها الطبيب
اتحقق انك رجل روحاني
الهك هو اله حقاني
حالا" اعتمذ واصير نصراني
اختك مريضة ربنا يشفيها
لدين المسيح انا اهديها
من خبث الثلاب هو ينجيها
قال ارغب منك ايها القديس
قم انزل معانا بقلب انيس
وخلص انفسنا من يد التعيس
قام مار متى واخذ عصاه
للرب يصلي ليسمع دعاه
الى ان وصل موضع راه
قال مار متى روح للمدينة
هوذا اختك كثير حزينة
فاجابها معك بكل سكينة
بشر امه هذه البشارة
سريعا" اخذ اخته سارة
حتى اوصلها حيث انتظاره
جثا يصلي الشيخ الفاضل
بايمان وثيق ورجاء كامل
يدعو ربه مجيب السائل
قالي اربي اظهر قدرتك
واعمل اشارة واظهر عظمتك
بجاه الامك وقيامتك
الله تعالى سمع دعاه
في الارض اليابسة ضرب عصاه
وعين ماء فاضت حسب هواه
فعمذ سارة بهذا المعين
باسم الثالوث اعني الاقانيم
حالا" شفيت من الداء الاليم
ظهرت نقية من داء البرص
من هذا الوجع جسمها خلص
والنعمة نالت من المخلص
فلما راها اخوها النحيب
طلب العماذ بقلب مجيب
حتى لايحرم من هذا النصيب
اعتمذ مار بهنام مع الاربعين
من يد مار متى الشيخ الحليم الامين
بحسن النية والقلب السليم
فلما نالوا نالوا نعمة العماذ
حالا" تنقوا من كل الفساد
شكروا الله خالق العباد
كل واحد منهم بدأ يترنم
تسابيح حلوة طفق يتكلم
من اقوال داود اخذ يترجم
جاوؤا للبلد وهم مسرورون
دخلوا اثور وهم مادحون
اتوا الشوارع وهم فرحون
قال اسمعزني انا هو بهنام
ابن سنحاريب ملك الانام
هاقد جحدت عبادة الاصنام
هذه هي من صنع البشر
من خشب حقير او من المرمر
هي تماثيل صماء كالصخر
لهم ايادي ولا يلمسون
ولهم اذان ولا يسمعون
ولهم انوف ولا يشمون
ولهم اعين ولا يبصرون
ولهم ارجل ولا يسلكون
ولهم افواه ولا ينطقون
هذه الديانة هي باطلة
على الضلالة هي حاصله
وكل الشرور لها شامله
ضجة عظيمة صارت بالبلد
من الشيخ الفاني وحتى الولد
قالوا مايمكن هذا المعتقد
رفعوا الدعوى لعند الملك
قالوا هذا الدين قطعا"لا يسلك
كيف يقبله عاقل مثلك
ابنك وبنتك سارة وبهنام
مع الاربعين الربع الكرام
هاهم ينطقون بافصح كلام
بايمان جديد نادوا جهارا"
باله مصلوب بكل حقارة
هذا هو دين النصارى
قال سنحاريب ليات ابناي
وليمتتلا بين يداي
لارى منهم مهما بلغ الى
لما حضر امام نحاريب
سارة وبهنام الفتى النحيب
حالا" اقرا بدين الصليب
قال بني اسمعوا اباكم
يطيب عيشكم ويكثر هناكم
وان خالفتموني يعظم شقاكم
والان اسجدوا لالهي بيل
ولبيلوتي مولاي الجليل
وقدام كاوون صاحب الاكليل
قالوا لقوتك نحن مانسمع
ولا لهتك قطعا" مانخضع
وعدك ووعيدك لنا ماينفع
نحن كفرنا ببيل الصنم
كفرنا بك يازحل الاصم
وببيلوا الصخر الابكم
ونؤمن بالاب والابن الوحيد
والروح القدس الرب المجيد
اله عجيب وهو فريد
من امام وجهي قال
اخرجوهم
من بين الاحياء محيا" امحوهم
وموتا" قاسيا" حالا" اميتوهم
لما خرجوا قصدوا الجبل
لعند مرشدهم الشيخ المفضال
حتى ينالوا اسباب الكمال
ادركهم الجنود في نصف الطريق
فقتلوا الاربعين وابقوا الشقيق
لعله يرجع لعقله ويفيق
بهنام وسارة بقيا في الحياة
وعن العالم قدما الصلاة
بضرب العناق نالا الاستشهاد
انشقت الارض وابتلعتهم
داخل احشاها هي سترتهم
ومن قوة النار هي نجتهم
ضربة عظيمة ضرب الشقي
بمنظر شنيع بين الناس بقي
جزاء حقاني من الرب لقي
تاه في البراري وقع في الاخطار
مس عقله واضطرب في الافكار
ماعاد قطعا" يسكن في الديار
بدات تصلي عنه عند الرب
اعني امراته صاحبة الادب
بحسن النية وقلب مضطرب
قالت بجاهك وبجاه اوليائك
بهنام وسارة شهادائك
خلص سنحاريب عبدك المالك
فظهر لها بالعز والاكرام
بهنام وسارة في ابهى مقام
ثم دلاها على مايرام
فارسلت تدعو الشيخ الوقور
وهي ترجوه بحق الغفور
ليات حالا" ويخلص اثور
دخل على الملك بارك عليه
فرجع حالا" عقله اليه
وثم اعتمد بين يديه
ايمان المسيح دخل اثور
فبنى البيع ونصب الديور
وقد صار فيها كمثل الدستور
قبرهم يكون ينبوع شفاء
لكل من فيه انواع الشقاء
ومن قصدهم قد نال الهناء
عيدهم يكون عشرة في كانون
في شرق الموصل ديرهم يكون
بناه اسحق الرجل المامون
-1- تَعالَوا نَمدَحْ، نَشرَحْ بِالأخبارْ قِصَةْ مار بِهنامْ، ألرَّجُلِ البارْ وَاُختِهِ سارَةْ، وَالرَّبعِ الأحرارْ
-2- هَذَا الطُّوباويْ، مِنْ جِنسِ المُلوكْ اِبنُ سِنحاريبْ، مَلِكِ المُلوكْ مِن بَلَدْ آثْورْ، مَوصوفْ بِالسُّلوكْ
-3- أمُهْ شِرينَةْ، بِنتُ الأُمَراءْ جِنسُها مَعلومْ، بَينَ الوُزَراءْ صارْ لَها إبنةْ، سمَّتها سارةْ
-4- هَذي المِسكينَةْ، كَانَتْ حَزينَةْ لِدَاءِ البَرَصْ، كَانَتْ رَهينَةْ مِنَ الأطِباءْ، مَا مِنْ مَعونةْ
-5- بِهنامُ الفَتىْ، قَامَ في الدَّلالْ معزوزْ مُكَرَّمْ، في كُلِّ جَلالْ مَسعودْ مُتنَعِّمْ، في كُلِّ الأحْوالْ
-6- ألله تَعالى، قَدِ ﭐصطَفاهُ مِن دِينِ الأصْنَامْ، رَجَّع هَواهُ في دِينِ المسيحْ، ثَبَّتْ رِضاهُ
-7- في بَعضِ الأيَّامْ، راحَ مَارْ بِهنامْ معَ الأربَعينْ، رَبعِهِ الشِّهامْ إلى البَراريْ، بِكُلِّ إكرامْ
-8- إذ رَكِبوا الخَيلْ، أضْنَوا بِالكَلالْ في طَلَبِ الصَّيدْ، شَكلٍ كالغَزالْ حَتى أوصَلَهُمْ، أسفَلَ الجَبَلْ
-9- خَيَّمَ الظَّلامْ، أمسَوا في العِتامْ رَأى في الأحلامْ، مَلِكَ السَّلامْ قُمْ وَارْقَ الجَبَلْ، تَجِدِ الكَلامْ
-10- هُناكَ يوجَدْ، شَيخٌ مُمَجَّدْ رَاهِبٌ في قِــــمَّةِ التَّعبُّدْ إسمُهُ مَتَّىْ، نَاسِكٌ زَاهِدْ
-11- هَذَا مار مَتَّى، الله أوحَاهُ يَأتيكَ الفَتَىْ، قُم لِلُقيَاهُ أَكرِزْ عَلَيهِ، أحسِنْ مَثْوَاهُ
-12- فَقَامَ الفَتَىْ، وﭐرتَقى الجَّبَلْ فَأبْصَرَ الشَّيخْ، مَمْلوءًا كَمالْ رَاجٍ في الصَّلاةْ، يَستَقي الأفْضَالْ
-13- سَجَدَ الفَتى، بِكُلِّ خُشُوعْ تَذرِفُ عَيناهْ ، أحرَقَ الدُّمُوعْ طَالِبًا ِمنهُ: "إهدِني الرّجوعْ"
-14- تَعليمًا وَعْظاً، أكْرَزَ عَلَيهِ طَريقَ الخَلاصْ، أوحَى إلَيهِ عِلمًا إلَهيْ، وضَّحْ لَدَيهِ
-15- يوجَدْ في الدُّنْيا، إلهٌ واحِدْ عَزيزٌ قادِرْ، وَحْدَهُ خَالِدْ لَيسَ سِواهُ، آخَرَ مَاجِدْ
-16- وَاحِدٌ بِالذَّاتْ، ثُلاثِيُّ الصِّفاتْ آبٌ واِبْنٌ، وَرُوحُ الحَياةْ إلهٌ عَجيِبْ، عَديمُ المَماتْ
-17- اَلاِبْنُ الوَحيدْ، أخَذَ الجَسَدْ مِنَ العذراءِ، بانَ بِالجَسَدْ كَي يَنجوْ آدَمُ، اسيرَ الحَسَدْ
-18- بَشَّرَ عَلَّمْ، تَعلِيمَ الإنجِيلْ عاشَ في الدُّنيا، طَاهِراً جَليلْ عَمَلَ الآياتْ، ما لَهُ مَثيلْ
-19- مِن أجْلِ الصَّلاحْ، أُهينَ وَماتْ وَفَوْقَ الصَّليبْ، أسلَمَ الحَياةْ بَعدَ مَماتِهْ، صَارَتِ القُوّاتْ
-20- وُضِعَ في القَبْرْ، مَصدَرُ الحَياةْ ثَلاثَةْ أيَّامْ، لامُكتَمِلاتْ جِسمُهُ ظَلَّ، عَصيَّ الآفاتْ
- 21- قَامَ مِنَ القَبرْ، بِمَجدٍ عَظيمْ وَنورٍ سَاطِعْ، بَهاءٌ وَسيمْ عِزٌ وَهَيبَةْ، والصَّخرُ مُقيمْ
-22- بَانَ لِلأطهَار، بَعدَ القِيامَةْ بَعدَ الأربَعينْ، صَعِدَ السَّماءْ جَلَسَ مِنْ عَنْ، جَنبِ العَظَمَةْ
-23- أيضًا سَيأتي، بَمَجدٍ عَظيمْ ديَّانُ الأحياءْ، وَالمَوتى الرَّميمْ فَيُزهي الصَّالِحْ، وَيُخزي الذَّميمْ
-24- اِسمَعْ بُنيَّ، هَذي التَّعَاليمْ ضَعها في قَلبِكْ، بِحُسنِ اليَقينْ حَتَّى يُقيمَكْ، عَنْ جَنبِ اليَمينْ
-25- أجابَ الفَتى، حَقاً اطَعتُ لَكَ يَقينًا، إني سَمِعتُ بِدينِ المَسيحْ، أنا آمنتُ
-26- أُختي مَريضَةْ، بِداءٍ مُذيبْ في دَاءِ البَرَصْ، جِسمُها كئيبْ هَل مِنْ شِفاءٍ، أَيُّها الطَّبيبْ
-27- تَكونُ حقاً، رَجُلاً روحانيْ يَكونْ إلهُكْ، فِعلاً حَقَّانيْ حَالاً اَعتمِدْ، أُصبِحْ نُصرانيْ
-28- أُختُكَ سارة، رَبِّي يَشفيها لِدينِ المسيحْ، هوَّ يَهديها من شرِّ الفاسقْ ، سَينجِّيها
-29- ارغَبُ مِنكَ، أَيُّها القِدِّيسْ قُم وﭐنزِلْ مَعيْ، بِقَلبٍ أنيسْ نُفوساً خَلِّصْ، منْ يدِ التَعيسْ
-30- قامَ مار مَتّى، مُمسِكًا عَصاهْ يُصلِّي لِلربْ، كي يَسمَعْ دُعاهْ إلى أنْ بَلَغْ، مَوضِعاً رَآهْ
-31- قالَ مار متَّى، رُحْ لِلمَدينَةْ أُختُكَ سارة، جِداً حَزينةْ أحِضِرها مَعَكْ، بكُلْ سَكينةْ
-32- بشَّرَ أُمَهْ، هَذي البِشارةْ مُسرِعاً آخِذْ، أختَهُ سارةْ حتَّى أوصَلها، حيثُ ﭐنتظارُهْ
-33- جاثياً صلَّى، الشَّيخُ الفاضِلْ إيمانٌ واثقْ، رجاءٌ كامِلْ يَدعو مِنَ الربْ، مُجيبِ السَّائلْ
-34- قَالَ يارَبِّي، أظهِرْ قُدرَتَكْ اعمَلْ إِشارة، أَظهرْ نِعمَتَكْ نَذكُرُ مَوتَكْ، وقِيامَتَكْ
-35- ألله تَعالى، سَمِعَ دُعاهْ في يَبَسِ الأرضْ، ضَرَبَ عَصاهْ مِياهٌ فاضَت، هذا مُبتَغاهْ
-36- عمَّدَ سارة، بِهَذا المَعينْ باسمِ الثَّالوثِ، أَعني الأقانيمْ حالاً شُفِيَتْ، منْ داءٍ أليمْ
-37- بانَتْ طاهِرة، مِن داءِ البَرَصْ مِن هَذا المَرَضْ، جِسمُهُا خَلَصْ نِعمةً نالتْ، منَ المُخَلِّصْ
-38- لمَّا رَآها، بهنامُ النَّجيبْ طَلَبَ العِمادْ، بِقلبٍ مُجيبْ حتَّى لايُحرَمْ، منْ هذا النَّصيبْ
-39- بهنامُ ﭐعتمدْ، مَعَ الأربعينْ على يدِ متّى، الشيخِ الأمينْ بحسنِِ النيّة، والقلبِ السَّليمْ
-40- فلمّا نالوا، نِعمَةَ العِمادْ حالاً تنقَّوا، من كلِّ فَسادْ شَكروا اللهَ، خالقَ العِبادْ
-41- جاؤوا لِلبَلدْ، وَهُمْ مَسرورونْ دَخَلوا آثورْ، وَهُمْ مَادِحونْ طَافوا الشَّوارِعْ، وهمْ فرِحونْ
-42- قالَ ﭐسمعوني، ها أَنا بِهنامْ إِبنُ سِنحاريبْ، مَلِكِ الأَنامْ ها قَدْ جَحَدْتُ، هَذِهِ الأَصنامْ
-43- هَذِهِ الأَشياءْ، مِنْ صُنعِ البَشَرْ خَشَبٌ حَقيرْ، أَو مِنَ المَرمَرْ هيَ تَماثيلْ، صمَّاءُ كالصَّخرْ
-44- لَهُمْ أيادي، ولا يَلمَسونْ لَهُمْ آذانٌ، ولا يَسمَعونْ لَهُمْ أُنوفٌ، ولا يَشمُّونْ
-45- لَهُمْ عِيونٌ، ولا يُبصِرونْ لَهُمْ أَرجُلٌ، ولا يَسلِكونْ لَهُمْ أَفواهٌ، ولا يَنطِقونْ
-46- هَذي الدِّيانة، حَقاً بَاطِلةْ عَلى الضَّلالِ، هِيَ حَاصِلَةْ كُلُّ الشُّرورِ، فيها قَائمةْ
-47- ضَجَّةٌ كُبرى، صَارتْ في البَلَدْ الشَّيخُ الفَاني، وَحَتَّى الوَلَدْ قالوا لا يُمكِنْ، هذا المعتقدْ
-48- رَفَعوا الدَّعوى، لِعندِ الملكْ قَالوا هَذا الدِّينْ، قَطعَاً لا يَسلُكْ كَيفَ يَقبَلْهُ، عاقِلٌ مِثلُكْ
-49- اِبناكَ مَولايْ، سارَة وبِهنامْ معَ الأربعينْ، الرَّبعِ الكِرامْ وهُمْ ينطِقونْ، أفصَحَ الكَلامْ
-50- إيمانٌ جَديدْ، نادَوا جَهاراْ إلهٌ مَصلوبْ، صَلبَ الحَقارةْ فَهَذا هُوَ، دينُ النَّصارىْ
-51- ها قَدْ أَبطَلوا، دينَنَا القَديمْ وقَدْ كَفَروا، بالدِّينِ القَويمْ هَذا المُعتَقَدْ، إنَّهُ سَقيمْ
-52- قالَ سِنحاريبْ، لِيأتِ ابنايْ وليَمتَثِلا، ما بَينَ يَدايْ أسمَعْ مِنهُمْا، ما جاءَ إليْ
-53- لمَّا حَضَرا، عندَ سِنحاريبْ سارَة وبِهنامْ، الفَتى النَّجيبْ حالاً أقرَّا، بِدينِِ الصَّليبْ
-54- قَالَ بَنيَّ، اسمَعُوا أباكمْ عَيشُكم يَطيبْ، يَكثُرْ هَناكُمْ وإنْ أعرضتُم، يَعُظمْ شَقاكُمْ
-55- والآنَ اسجُدوا، للإلهِ بيلْ ولِبيلوتي، مَولايَ الجَّليلْ قُدَّامَ كاوونْ، صَاحِبِ الإِكليلْ
-56- قَالا لقَولِكْ، نَحنُ لنْ نسمعْ ولأصنامِكْ، قَطعاً لنْ نخضعْ وَعدُكَ هذا، حَقاً لنْ يَنفَعْ
-57- نَحنُ كَفرنا، بكلِّ الأصنامْ كَفَرنا بِكَ، زُحلَ الأصمْ وَبِِبيلوتي، الصَّخْرِ الأبكَمْ
-58- نُؤمِنُ بِالآبْ، والابنِ الوحيدْ والروحِ القُدُسْ، الرَّبِ المَجيدْ إلهٌ عَجيبْ، إلهٌ فَريدْ
-59- ها مِنْ قُدَّامي، قَالَ خُذوهُمْ مِنْ بَينِِ الأحيا، مَحياً أُمحوهُمْ مَوتاً قاسِياً، فلتُميتُوهمْ
-60- لمَّا خَرَجوا، قَصَدوا الجِبالْ لِعِندِ المُرشِدْ، الشَّيخِ المِفضالْ حَتى يَنالوا، أسبابَ الكمالْ
-61- جُندُ سِنحاريبْ، في نِصفِ الطريقْ قَتَلوا الرَّبعَ، أبقَوِا الشَّقيقْ عَلَّهُ يَرجِعْ، عَلَّهُ يَفيقْ
-62- سارة وبهنامْ، بَقيا في الحياةْ وَعَنِ العالَمْ، قَدَّما الصَّلاةْ بِضَربِ العُنقِ، نالا الاستِشهادْ
-63- بِضَربِ العُنقِ، نَالوا الشَّهادةْ بِهذي المِيتة، نَالوا السَّعادةْ فيا لَهَا مِنْ، حُسنِِ الإفادةْ
-64- إنشَقَّتِ الأَرضْ، وَابتَلَعَتهُمْ في أحشائها، قَدْ سَتَرَتهُمْ مِنْ قُوَّةِ النَّارْ، هِيَّ نَجَّتهُم
-65- ضَربَةً ضُرِبْ، مَحبوسُ الشَّقَىْ مَنظَراً شَنيعْ، للنَّاسِ بَقَىْ جَزاءً عادِلْ، حَقاً قَدْ لَقَىْ
-66- جَالَ البَراريْ، فَذاقَ الأَخطارْ مُسَّ عَقلُهُ، فَقَدَ الأَفكارْ ما عَادَ قَطعاً، يَسكُنُ الدِّيارْ
-67- قَامَتْ تُصلِّيْ، عَنهُ إلى الربْ أَعني شِرينَة، قِمَّةَ الأَدَبْ بِحُسنِِ النِّية، قَلبُها قَدْ ذابْ
-68- قالَتْ بِجاهِكْ، وأَولِيائِكْ سَارةْ وبِهنامْ، وشُهَدائِكْ خَلَِّص سِنحاريبْ، عَبدَكَ المَلِكْ
-69- ظَهَرَا لَها، بِكُلِّ إكرامْ سَارةَ وبِهنامْ، في أَبْهَى مَقامْ ثُمَّ دَلاَّها، على ما يُرامْ
-70- أَرسَلَتْ تَدعوْ، الشَّيخَ الوَقورْ وهيَ تَرجوهُ، بِحَقِّ الغَفورْ لِيأتِ حَالاً، يُخِلِّص آثورْ
-71- وجَدَ المَلِكْ، بَارَكَ عَلَيهِ فَحَالاً رَجَعْ، عَقلُهُ إلَيهْ وثُمَّ اعتَمَدْ، ما بَينَ يَديهْ
-72- إيمانُ المَسيحْ، دَخَلَ آثورْ بَنى الكنائِسْ، نَصَبَ الدُّيورْ وصَارَ فِيها، شِبهًا بالدُستورْ
-73- قَبرُهُم يَكونْ، يُنبوعَ شِفاءْ للذي فيهِ، أنواعُ الشَّقاءْ ومَنْ يقَصْدهُمْ، يَنالُ الهناءْ
-74- عيدُهُم يكونْ، العَاشِرْ مِن كانونْ في شَرقِِ المَوصِلْ، ديرُهُم يَكونْ بَناهُ إسحقْ، رَجُلٌ مَأمونْ
____________________
* هذا التنسيق به بعض الاختلاف، وتم التعديل
في التنسيق سابقه - كم تم تعديل الكلمة الأخيرة في هذا الشطر "على يد متى الشيخ
الأنيم" إلى "الأمين".
* شرح كلمات: "بنى بالجسد" أي اتخذ جسدًا من العذراء مريم - "جسمٌهُ ضلَّ عاصي
الآفات" أي جسده لم يرى فسادًا - "الفسيخ": ربما كلمة عامية تصف صفة دُنيا
للشيطان - "النجيب" = المتفوق والعظيم - "وليمتثلا" = يمتثل أي يأتي بجانبي
ويخضع - "الربع" ربما مقصود بهما الأربعين شهيدًا معهما - "مس عقله" أي أُصيب
بالجنون.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/lyrics/ar/praise/baa/behnam-sarah.html
تقصير الرابط:
tak.la/bvdvk5v