أرسل أنبا صموئيل بعض الإخوة إلى حصاد الحلفاء وصنعوا لهم خصًا صغيرًا في موضع عملهم. وكان في الدير أخوان توأمان وكانا طائعين لله ولأنبا صموئيل في شيء أحدهما هدره (تقول مخطوطة السريان أنه كان يقيم في الدير أخوان أحدهما يوحنا واسم الآخر اندراوس) والآخر هميسه، فأرسل هدره إلى حصاد الحلفاء ومن بعد أيام قلائل مرض، وكان الإخوة يرجون له الشفاء ويأملون أن يعافى اليوم أوفى غد، فلم يحضروا إلى الدير. ثم ثقل عليه المرض جدًا وأشرف على الموت فأخذ الإخوة دابة ليحملوه عليها إلى الدير فلم يستطيع الركوب من شدة المرض فتركوه وأرقدوه على حصيرة في الحصن. وأرسلوا أحد الإخوة ليخبر أنبا صموئيل بمرضه وأنه في حالة احتضار، فلما سمع الشيخ ذلك دعا أخاه وآخرين وأرسلهم إلى الريف قائلًا: قولوا للأخ هدره - يقول لك أبوك صموئيل قم احضر بسرعة لأراك لأني لا أشاء موتك خارج الدير.
خرج الإخوة من عند الشيخ، ولكن هدره تنيح في تلك الليلة التي خرجوا فيها، وكان القديس أنبا صموئيل يقيم صلوات وطلبات بدموع غزيرة ليلًا ونهارًا أمام الرب من أجله، وفيما هو قائم هكذا ظهرت له العذراء بشكل نوراني وقالت "لماذا أنت حزين القلب باكيًا؟ لقد تنيح هدره الذي قد سألت عنه فلتأيد قلبك وسيقوم ليأتي إليك ههنا وينظره جميع الإخوة - وبعد ذلك يتنيح بسلام فإني أكرمك كما مجدتني.
كلمته بهذا وصعدت إلى السماء بمجد عظيم، فلما فرغ القديس من الصلاة الشكر كان منتظرًا ما سيكون... غسل الأخوة هدرا وأرقده منتظرين إذا بأخيه هميسه قد أتى والإخوة الذين كانوا معه، قدنا أخيه وقبل وجهه وبكى عليه بكاء كثيرًا قائلًا: ويلي يا أخي الحبيب لأن الآب قد أرسلني إليك لأوصلك إلى عنده، والآن قد وجدتك ميتًا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وفيما هو يقول ذلك فتح هدره عينيه وقال أدعاني أبي أنبا صموئيل؟ قال له نعم يا أخي هوذا هو يدعوك، وقفز للوقت قائمًا وكان كمن لم يمرض البتة. وابتدأوا يسيرون في الطريق التي أتى منها الإخوة، وكانوا يسألونه قائلين ماذا رأيت يا أخانا ومن الذي أقامك؟ قال لهم أخاف أن أظهر الأمر لئلا يغضب الرب... ذهبت إلى مسكن عظيم وفيه كثير من القديسين...
قال له هميسه أخوه، ولماذا تركوك حتى رجعت إلينا، قال له أنبا هدره لأني حيث كنت هناك وجميع القديسين يفرحون معي، إذا إنسان مضيء مبجل صاح ثلاثة دفوع يا هدره هلم فإن أباك يدعوك، فتبعته وأنا فرح. فلما أخرجني إلى الباب رأيتك.
وفيما هم يتفاوضون بذلك وصلوا إلى الدير، وكان أنبا صموئيل قد جمع الإخوة الذين بالدير لأنه علم بقدوم هدره.
فلما خرج الإخوة ونظروا هدره قبلوه جمعهم، فقال له أنبا صموئيل: حسن قدومك يا ابني المحب لله الذي اختاره الرب وقبله. ولما رآه هدره أسرع وصنع مطانية metanoia وقبله ثم اضطجع للوقت وأسلم الروح.
فدنا أنبا صموئيل من جهة هدره باكيًا قائلًا طوباك يا ابني لأنه قد فتحت لك المساكن العلوية... طوباك لأنك صرت قربانا مقدسًا لله...
ثم أمر بتكفينه وأن يوضع في وسط البيعة، وأقاموا الليل كله يرتلون حوله. ولما كان الغد رفعوا عليه القربان وتقربوا ثم دفنوه وهم يمجدون الله على الأعجوبة التي كانت.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/samuel/resurrection.html
تقصير الرابط:
tak.la/w4trjr4