إزاء هذه التجربة الخطرة والضيقة العظيمة التي وقع فيها قلق جدًا وكان يقول في نفسه: حقًا أن في هذا خزيًا عظيمًا لي، وكان يتأوه ويبكي بكاءً مرًا ويمزق أعماق قلبه مصليًا هكذا: "اسمع يا رب صلاتي وأنصت إلى تضرعي، من أقاصي الأرض صرخت إليك عند حزن قلبي، اسمع يا رب تنهدي وصغر نفسي وخلصني من هذه التجربة الشريرة التي لا يقوَى على خلاصي منها إلا ذراعك القوي وقوتك غير المغلوبة. أصنع معي معجزة وارحمني وخلصني..."
وبينما هو كذلك إذا ملاك الرب ظهر له قائلًا: "لا تبك، في القرية التي تدخلها مقعد مولود من بطن أمه كذلك وأبكم، المقعد لم يمشي قط والأبكم لم ينطق قط، وسوف يطلبون إليك شفائهما فابسط يديك إلى الرب وابتهل لأجلهما والرب سيمنحهما الشفا ويتمجد بك في هذه المعجزة".
كان المقعد عمره 18 سنة يسأل صدقه وظهر له الملاك في هيئة إنسان وقال له امض إلى شرقي القرية تجد صموئيل عيد سكرادس ورجله في الحديد مع الجارية. هو يصلي لأجلك ويمنحك الشفاء بقوة الرب يسوع. فلما سمع المقعد ذلك فرح فرحًا شديدًا وأتى إلى القديس. حينئذ صلى القديس وأمسك بيد المقعد. فقام على رجليه وانطلق إلى داخل القرية فرحًا ممجدًا لله.
ثم أنت امرأة عجوز وعها طفل عمره ست سنوات وكانت أصابع يديه ملتصقة بعضها ببعض وهو أبكم لا يتكلم، وبصلاة القديس عاد الطفل صحيحًا معافى.
للوقت انحل الحديد مثل الشمع على النار وسقط من رجل القديس. أما الجارية فإنها خرست ونزلت بها شدة عظيمة ولحق بها مرض عضال أفقدها قوتها حتى أن خوفًا عظيمًا اعترى أهل القرية كلها.
ولما بلغ الخبر رئيس القرية قال لكبرائه. أن كان هذا الإنسان جعل المُقْعَد يمشي والأخرس يتكلم فهو يستطيع أن يصنع الشر بكورتنا، فلنرسله بسرعة إلى كورته ولا نعود نمضى إلى كورة مصر دفعة أخرى ولا نأتي بأحد منهم إلى ههنا.
حينئذ أتى البربري الذي جعل القديس أنبا صموئيل عبدًا له هو وامرأته وعبيده جميعًا لكي ينظروا ما كان، فلما رأوا الأعجوبة أخذهم خوف عظيم، وأمسك البربري بيد القديس وأدخله إلى بيته ولم بعد يثقل عليه بشيء حتى كان يمضي من ذاته إلى الحقل يرعَى الإبل.
وبعد أيام كثيرة والجارية مقعدة خرساء تتلوى من العذاب أيقنت أن ذلك الشر العظيم لم ينلها إلا بسبب القديس، فأتت إليه وأمسكت بقدميه وقبلتهما طالبة إليه ببكاء شديد لكي يشفيها، فصلى عليها وبصلاته أنعم عليها بالشفاء، فوقع على مولاه "سكرادكس" خوف عظيم هو وجميع بنيه وكان يقول هذا إنسان سمائي روحاني.
وهكذا خلص من التجربة العنيفة المدمرة ونجا من الجارية الشريرة التي حاربته كثيرًا وضربها الرب بالمرض.
إن الذين يسيرون مع الرب يسوع ويتمسكون بحب الطهارة ويحملون نيره الحلو يخلصهم من كل تجربة ويحفظهم من كل سوء كما يقول المرنم في المزمور "كثيرة هي أحزان الصديقين ومن جميعها ينجيهم الرب..." وكما يقول أيضًا، جزنا في الماء والنار وأخرجتنا إلى الراحة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى... وأيضًا قوله: ... الفخ أنكسر ونحن نجونا.
وبعد أيام مرضت امرأة "سكرادس" وأنتاب جسدها قروح كثيرة وكانت تصرخ من شدة الألم، وكانت تحمل وتواضع "الشمس" لكي يبرئها ولم يحصل لها شيء من الراحة بل كانت تزداد ألمًا وكانت حالتها تنتقل من سيئ إلى أسوأ بسبب "الشمس" خاطبت زوجها قائلة: "لماذا لا نتبع هذا الرجل الروحاني لكي يشفيني أفضل من أن أظل هكذا حتى أهلك".
قال لها زوجها أنا أخشى سيدنا الشمس لئلا يغضب علينا وعلى جميع أولادنا. قالت: "ليتني أشفى من أوجاعي المرة وليأت ما يأتي" فاهتم بالأمر وأحضر القديس أنبا صموئيل إلى القرية وحين رأته امرأة سكرادكس صرخت ببكاء قائلة: حسنًا قدومك يا صموئيل الرجل الصالح، أشفى كما شفيت الأخرس. ابتدأ القديس في الصلاة لأجلها طالبًا من الرب يسوع شفاءها، وشفيت من جميع أسقامها وكمل المكتوب، يضعون أيديهم على المرضى فيشفون.
ولما نظر البربري ذلك وان امرأته شفيت من مرضها صرخ قائلًا: "واحد هو إلهك وليس إله سواه وطلب إليه بحرارة أن يصفح عن كل ما صدر منه من إساءة".
واعترفت المرأة وقالت لا أعود أسجد للشمس لأنه لم يبرئني من مرضى وأشارت على زوجها أن يطلق سبيل القديس ليذهب إلى كورته.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/samuel/mircales.html
تقصير الرابط:
tak.la/7vqn922