عن ميمر للقديس المكرم رئيس المتوحدين أنبا صموئيل أب الشركة الطاهرة الدير المقدس الذي لسيدتنا العذراء مريم بجبل القلمون kalamwn من تخوم الفيوم، سطره لنا القس المحب لله المتعالي في الزهد أنبا إيساك المقيم بهذا الدير المقدس، لأن قسوسًا محبين لله وشيوخًا قديسين طلبوا إليه أن يضع هذا الميمر فتقدم باجتهاد عظيم وكتب القليل من سيرة هذا القديس العظيم وتكلم من يوم ميلاده إلى يوم نياحته.
ووضع هذا الميمر في تذكاره العظيم الذي هو الثامن من شهر كيهك بسلام من الرب آمين.
(1) جاءوا إلى القديس أنبا صموئيل بأحد الأراخنة من الواحات الداخلية، وهذا كانت الشياطين تعذبه في الليل والنهار. قال له القديس: لماذا تركت عنك خوف الرب وخشيته حتى فعلت كل هذه الشرور. ولماذا وقعت في الزنا وفعلت هذا الإثم العظيم حتى وقعت في فخ الشيطان. أما ذلك الإنسان فإنه اعترف بإئمه للقديس أنبا صموئيل وسجد قائلًا له: بأن عليَّ يا أبي هذه الدفعة ولن أعود بعدها إلى الخطية، وإني أعلن توبتي على يديك، وأن القديس أقام يصلي عليه مدة ثلاثة أيام فوهبه الرب الشفاء ومضى إلى بيته بسلام.
(2) كان قائد من مدينة البهنسا اسمه "أديا" مستمرًا على الخطية المرذولة أمام الرب - ولما سمع بصيت القديس أنبا صموئيل أراد أن يراه ويسمع كلامه وقال في نفسه متى وصلت إلى القلمون وأخبرني القديس بالخطية التي أنا ارتكبها فإني لا أعود أصنعها إلى الأبد... فلما تقدم إلى القديس أنبا صموئيل انتهره ووبخه بشدة على خطية الزنا التي كان يرتكبها قبل أن يعترف بها وللحال أدركه خوف عظيم وانطرح على قدمي القديس أنبا صموئيل قائلًا: "اغفر لي يا قديس الله، ثم انه اعترف بخطيته وقال إنني لن أعود إليها أبدًا ثم عرفه القديس بالأمور التي يخلص بها نفسه.
(3) جاءوا للقديس بأخ راهب كان قد دخله روح نجس وكان يصرعه ليلًا ونهارًا وسألوه من أجله ليصلي عليه قائلين يا أبانا ليدركه عطفك. وانطرح الأخ أمامه قائلًا: اعني يا أبي فإن هذا الشيطان قد ضيق عليّ، فأجاب القديس: ألعلك ما سمعت قول الرب في الإنجيل الطاهر إن هذا الجنس لا يخرج إلا بالصوم والصلاة، لماذا رفضت هذا الكلام حتى وجد الشيطان سبيلا ليسكن فيك؟ فبكى الأخ وقال له: الويل ثم الويل لي يا أبي فإني لم أقدم صومًا أو صلاة... أما القديس فقال له تحفظ من اليوم وامض أقم صومك وصلاتك والشفاء يكون لك. واتعظ الأخ بالكلام الذي قاله القديس ومضى إلى ديره وتقدم في صومه وصلاته وفي كمال ثلاثة أسابيع ابتعد عنه الشيطان.
(4) أرسل القديس أنبا صموئيل أحد الإخوة ذات مرة إلى إحدى القرى للقيام بمهمة للدير، وكانت في تلك القرية امرأة شريرة، فلما رأته بذر الشيطان في قلبها أمرًا من أجله، فتكلمت معه بمكر قائلة: "أيها الآب المحب لله اصنع محبة وتعال معي إلى منزلي لكي تصلي من أجل زوجي فإنه في شدة ولأعطيك آنية تسلمها للدير. أما الأخ البار فقد تبعها وهو مثل حمل وديع حتى مضت به إلى منزلها. ثم أسرعت وأغلقت الباب وبدأت تصوب إليه سهامها الرديئة تريد أن تهلك تعب رهبانيته - أما ذلك الأخ المحب لله، فلما رأى هذه الضيقة صرخ من أعماق قلبه وقال: "يا إله أبي القديس أنبا صموئيل، أعني اليوم ولا ندع كل جهاد رهبانيتي يضيع اليوم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وللحال أصاب المرأة شبه الذهول ووقعت أمامه جامدة... وهكذا خلص من فخ إبليس.
هذه قصص قليلة وقصص أخرى وردت في سيرته التي سطرناها، وما هذه المعجزات إلا شيء قليل من المعجزات التي أجراها في سني رهبنته الطويلة المملوءة قداسة.
أخبرونا عن أبينا أنبا أبللو تلميذ القديس أنبا صموئيل أنه اتخذ له حقلا في تخوم الفيوم في قرية تدعى "مطمول" وأقام فيه حديقة حسب قانون الرهبان، وأقام أنبا يعقوب ليعتني بها، وان بركة الرب حلت فيها وصارت ممتلئة من جميع الأثمار. ولما كان في ثالث سنة من بعد نياحة أبينا القديس أنبا صموئيل حدث جدب بسبب نقص ماء النيل وبالأكثر في هذه القرية لأنها كانت في الجبل. ولما كان شهر أمشير لم يجد أهل القرية ماء هناك ليرووا الحقول، وقد بادت مزروعات الدير لعدم الماء وبالأكثر الحنطة التي كانت مزروعة في الدير.
فأعلم أنبا يعقوب أنبا أبللو بجبل القلمون بما كان من أمر الحقل. ولما سمع ما كان تألم قلبه جدًا وجميع الإخوة المقيمين بالدير وأقاموا ليلتهم كلها يصلون ويسألون الله حتى الصباح.
وبينما كان القديس أنبا أبللو يصلي ظهر له ملاك الرب وأعلمه بنزول المطر ثم باركه وانصرف عنه. وفي الهجعة الثالثة من تلك الليلة سقط المطر مدرارًا فأعطى الجميع المجد لله.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/samuel/mimar.html
تقصير الرابط:
tak.la/4yr2n77