St-Takla.org  >   books  >   youssef-habib  >   samuel
 
St-Takla.org  >   books  >   youssef-habib  >   samuel

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب القديس أنبا صموئيل المعترف وأديرة الفيوم - المقدس يوسف حبيب

25- القديس أنبا صموئيل القلموني

 

حياته الأولى

ذكر كاتب سيرته القديس أنبا ايساك في المخطوطة الموجودة بدير البراموس التي يرجع تاريخها إلى سنة 299، ش وهي أنفس ما حفظه التاريخ عن حياته المقدسة أن مرارًا كثيرة هزته خواطره وخشية قلبه هزة روحانية جعلته يجتهد في تذكار سيرة القديس أنبا صموئيل المجاهد في الرهبنة، الكامل في الأعمال الفاضلة. أبي مجمع دير سيده "القلموني" من أعمال الفيوم، فكان ينظر إلى سعيه الروحاني وسيرته الفاضلة الملائكية ويتأمل بعظم اشتياق إلى سيرته، فالذين عاينوه وسمعوه شهدوا له بجميع أعماله البارة...

St-Takla.org Image: Saint Samuel the Confessor, contemporary Coptic icon صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس الأنبا صموئيل المعترف، أيقونة قبطية حديثة

St-Takla.org Image: Saint Samuel the Confessor, contemporary Coptic icon

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس الأنبا صموئيل المعترف، أيقونة قبطية حديثة

ثم يقول: لذا أنا الحقير أصدق وأحدث بما شهد لي به آبائي من أجل أبينا أنبا صموئيل البار الذي نعيد له اليوم (8 كيهك) لأني سمعت منهم عظيم فضائله وجهاده العجيب، هذا الذي تشبه سيرته سيرة العظيم انطونيوس، إذ سمعت نسكه وجهاده الحسن وشجاعته في الجهاد وسيرته المضيئة كنجوم السماء تحير في قلبي وأنا أقدم على كتابة سيرة المصباح المضيء خادم الرب أنبا صموئيل.

هذا القديس من الوجه البحري من قربة تدعى دقلوبه أو تكليو Tekylo بالقرب من مدينة تُسَمَّى بيلهيب Pelhip (ذكرت مخطوطة البرموس أنه من قرية تدعى أدكله "أي فلة") وهذه القرية هي مليج النصارى الآن مركز شبين الكوم، وسابقًا من كرسي مصيل. ولد سنة 597 أو سنة 598 م. (ايفلين هوايت) كان والده قسًا محبًا لله يدعى سيلاس وأمه تدعى فسميانه، وكانا غنيين في هذا العالم سالكين بالروح مثل رئيس الآباء إبراهيم لأنهما كانا محبين للفقراء والغرباء، وكان بابهما مفتوحا لكل أحد. وخصص بمسكنهما مكان للمرضى وذوى الأسقام والأرامل والأيتام يوفرون لهم فيه سبل العناية والعلاج والراحة، وكانوا يخدمونهم باجتهاد من أجل عظم محبتهم في السيد المسيح.

وكان والد القديس وزوجته قد طعنا في السن ولم يكن لهما ولد سوى أنبا صموئيل، ولما بلغ من العمر اثنتي عشرة سنة، وكان قد تربى تربية حسنة وأعطاه الله حكمة ومعرفة وكان يصوم كل يوم إلى المساء مواظبًا على الصلوات الليلية والنهارية رسم قارئًا، ولما بلغ من العمر ثمانية عشر عامًا رسم شماسًا وأصبح مسئولًا عن كنيسة بناها أبوه.

ولما كبر أراد والده أن يزوجاه لكنه رفض ولم يوافقهما بل صارحهما بأنه يريد أن يكون راهبًا. وكانا إذا ألحا عليه يبكي قائلًا: "اتركوني وشأني فيما اخترته ولا تضيقوا على الخناق لئلا انطلق ولا ترونني...".

ولما كان أبواه يخافان الله بالحقيقة فإنهما سرًا بهذه الرغبة ولم يقاوما إرادته ولم يعودا يذكرا له شيئًا يتعلق بأمر زواجه وتهلل قلبهما لأنه سوف يكون لهما غرس مبارك في الحياة الأخرى.

تنيحت أم القديس فاهتم به والده وكان يصلي ليعرفه الله حقيقة أمر واله، وفيما يصلي ذات يوم ظهر له ملاك الرب وأعطاه السلام وطمأنه قائلًا: "صموئيل ابنك سيصير راهبًا مختارًا، ويكون عظيمًا أمام الله، ويقبل آلا مًا كثيرة من أجل أسمه، ويكون له أولاد كثيرون، والرب الإله يبارك زرعه ويكون تذكاره إلى جيل الأجيال"، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وأوصاه أن يستعد لملاقاة الرب بعد أيام. ففرح والد القديس بالرؤيا وأطمأن قلبه من أجل ابنه. (من مخطوطة بدير السريان، والكرازة أكتوبر ونوفمبر سنة 1966 م.).

وهكذا افتقد الرب والده وانتقل من هذا العالم إلى نياح الأبرار في شيخوخة صالحة وكان عمر القديس صموئيل وقتئذ حوالي 22 عامًا.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/youssef-habib/samuel/kalamouny.html

تقصير الرابط:
tak.la/2hz268k