تقدم تلاميذ القديس في الفضيلة، وكان "أبللو" يقوم نصف الليل يملأ الماء ويكنس مساكن الإخوة، وهو الذي يحمل الجمال ويقودها، ويجمع عمل أيدي الإخوة ويبيعه، ويخدمهم في كل شيء باجتهاد، وبالجملة كان له اهتمام عظيم وغيرة في العمل بخوف الله والمحبة الإلهية.
وكان القديس أنبا صموئيل فرحًا لنقدم أبللو الروحي ويباركه دفعات كثيرة...
وقيل أيضًا عن ناسك كبير كان في الدير وكان يصنع عبادات وله أتعاب كثيرة. هذا شهد عنه أنه أقام عشرين سنة مداوما على النسك الزائد، وفي الآخر جاءه الشيطان لكونه لم يكن محصنًا بالمشورة ولم يستشر إخوته المقيمين معه... وأراد المضي إلى دير آخر لأنه كان يقول في نفسه أقمت زماني كله أتعب باطلا ولم آكل طعامي مثل الإخوة مع أن القديس بولس كان يوصى تلميذه ألا يشرب ماء لكن يستعمل القليل من الخمر لأجل مرضه وضعف معدته.
كان يحدث نفسه أني لا استطيع أن أبطل النسك هنا فلأنتقل إلى دير غريب لا يعرفني أحد فيه. فدعا تلميذيه وطلب إليهما الاستعداد لمغادرة الدير حتى إذا كان منتصف النهار يخرج من الدير.
حينئذ علم القديس أنبا صموئيل بالروح وقام بسرعة وأخبر أنبا ابللو وقال له اذهب إلى باب الدير واجلس هناك إذا خرج الإخوة الثلاثة لا تدعهم يفعلون ذلك، عظهم من الكتب المقدسة بالكلام اللائق النافع لنفوسهم بما أظهرته لك.
ولما تهيأ الشيخ للخروج قال لأحد تلميذيه أخرج أولًا وأبصر إن أحد في الطريق قبل خروجنا. فلما خرج وجد أنبا أبللو راقدًا ووجهه مغطى فلم يعرفه ولم يكلمه، وعاد ليخبر أبيه قائلًا هوذا إنسان راقد خارج الباب، فغضب الشيخ قائلًا له لعلك لم تشأ المضي معي، لذلك تحتج بهذا. فصنع الأخ مطانية metanoia قائلًا اغفر لي يا أبي إنني مستعد أن أمضي معك حيثما تذهب لكن اخرج فتبصر. فخرج الشيخ ووجد أبللو راقد مغطى الوجه فلم يعرفه وظن أنه علماني. فتقدم إليه ورفع الغطاء عن وجهه. فقال له "أبللو" إلى أين تمضي أيها الأخ الحبيب، ألا تجد أحدًا من الإخوة تكشف له أفكارك حتى تتبع هوى قلبك وحدك وتتلف جميع تعبك براحة وقتية.
إن كان القديس بولس قال لتلميذه اشرب يسيرا من الخمر فإنه قال أيضًا أن آلام هذا الزمان الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا وأيضًا ما يزرعه الإنسان فإياه يحصد ومكتوب أن الذي يزرع بالبكاء يحصد بالفرح، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أما قرأت هذا، بل تركت شهوة الأطعمة تقوَى عليك.
فلما سمع الشيخ الناسك ذلك من الآب ابوللو ضرب له مطانية قائلًا اغفر لي يا أبي لأنني أخطأت لتركي المشورة، لكن أسألك أن تخبرني بهذا القول بهذا القول الذي كتبه بولس الرسول إلى تيموثاوس قائلًا اشرب يسيرًا من الخمر لأجل ضعف معدتك وأمراضك الكثيرة. قال له القديس أنبا أبللو إني أخبرك بمعنى هذا الكلام كما يجيب الرب على فمي. لست تجهل أن بولس كتب لتيموثاوس مرارًا كثيرة قائلًا جاهد الجهاد الحسن، وأيضًا أسرع لتقيم ذاتك صفيًّا لله عاملًا لا يخزَى. وأن القديس تيموثاوس جاهد الجهاد الحسن حتى أنه ظل أيامًا إذا تناول الطعام لا يستقر في معدته من أجل كثرة آلامه. كذلك إذا شرب الماء ما كان يصل إلى الأمعاء حتى يحصل له من ذلك ألم شديد فيصرخ من شدته، لذلك كتب له بولس الرسول قائلًا لا تشرب ماء لكن اشرب قليلًا من الخمر لأجل معدتك وأسقامك الكثيرة، لأن الخمر تجري دمًا في جسم الإنسان فهي ليست كالماء، وهكذا استراح قلب الشيخ الناسك من كلام أنبا أبللو، وابتدأ كما كان في عادة نسكه وأكمل جهادا حسنًا بالدير المقدس ممجدا لله وقديسيه أنبا صموئيل وأنبا أبللو تلميذه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/samuel/care.html
تقصير الرابط:
tak.la/zvap4ak