St-Takla.org  >   books  >   victor-beshir  >   holy-matrimony
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب ماذا يحدث في الإكليل المقدس؟ بالصورة... وبالكلمة - الأستاذ الشماس فيكتور بشير

28- الجسد الواحد

 

والآن، قد وحد الله العريس والعروس وجعلهما جسدًا واحدًا...

أو كما يقول الطرح: "وصرتما كإنسان واحد"...

لا يستطيع أحد أن يعرف ما يفعله الروح القدس ليُصير الاثنين واحدًا..!

 

فما هي هذه النعمة التي تصهر الاثنين في بوتقة واحدة ليصيرا بعد ذلك واحدًا؟؟

الإجابة:

لا نعرف... فهذا سر... ولكننا نتلمس نتائجه في كلمات الرب يسوع

 " ما جمعه الله لا يفرقه الإنسان" (مت 19: 6).

ونؤمن أنه هو الرب الذي غير طبيعة الماء وخلق منه خمرًا جديدة جيدة في عرس قانا الجليل هو بنفسه الذي سيجعل الاثنين واحدًا.

+ لقد وحدهما الروح القدس معا إلي لا بُد في وحدة لا تنفصم ولا تزول...

 ما أجمل هذا الرباط الأبدي الذي نسج الله خيوطه...

وما أجمل هذا الجسد الواحد، وكأنه خليقة جديدة، ومعجزة جديدة في الخلق...

بل حقا، أنها بكل المقاييس معجزة...

St-Takla.org Image: Jesus Christ blessing the newlywed couples (husband and wife) - Holy Matrimony (marriage) in the Coptic Orthodox Church صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد يسوع المسيح يبارك العروسين الجدد (الزوج والزوجة) - زواج في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

St-Takla.org Image: Jesus Christ blessing the newlywed couples (husband and wife) - Holy Matrimony (marriage) in the Coptic Orthodox Church

صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد يسوع المسيح يبارك العروسين الجدد (الزوج والزوجة) - زواج في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

فالإنسان المسيحي في المعمودية يولد ولادة جديدة من الماء والروح ويصير مولودًا من الله، وخليقة جديدة جيدة...

 وفي سر الزواج يأخذ الله اثنين تعمدا أي أنهما خليقة جديدة ثم يجعلهما واحدًا فيه بسر لا ينطق به..

هو نفسه يقول عنه بفمه الطاهر: "إذا ليسا بعد اثنين" (متى 19: 5).

 إنها معجزة خلق جديدة... خلق لواحد من اثنين...

+ فبحلول الروح القدس عليهما أصبحا معا جسدًا واحدًا...

ولا يُقصد بهذا مجرد الجسد المادي، بل هذه إشارة إلي اتحادهما معًا:

" فيصيران كيانا إنسانيا متكاملا " أي "جسدًا واحدًا" (متى 19: 5)، أي كيانًا مسيحيًا متحدًا Christian Body One "(41)...

يجعلهما معا "إنسانًا متكاملًا"... وليس بعد فردين...

+ هناك هبة سمائية غير منظورة، ولكنها قائمة، ويشعر بها الزوجان في أعماق كيانهما، ويمكن أن نسميها هبة ’الجسد الواحد‘...

" إنها معجزة تحول الرجل والمرأة إلي كيان زيحي مسيحي، أي معجزة الاتحاد الزيجي بين الرجل والمرأة على نمط اتحاد المسيح بالكنيسة (أفسس 5: 25 و26) "(42)

 

+ وهو كذلك ما تقوله الكنيسة الأُم في ختام الإكليل، إذ يقول الكاهن في الوصية:

"فإنكما من الآن لستما اثنين بل جسد واحد، كما قال سيدنا المسيح في إنجيله المقدس(43).

 ولا يحل لكما بعد هذا الارتباط المسيحي افتراق ولا انفصال بمشيئة الله.

 لأن ما جمعة الله لا ينبغي أن يفرقه الإنسان".

 

+ أعود فأقول إن عمق هذه المعجزة، وقوة هذه الوحدة، ودوام هذا الرباط

 هو مشيئة الله وشهوة قلبه...

 ولكن للإنسان حرية الاختيار..؟.

 فهل ضما العريس والعروس طلبة قلبيهما إلي هذه الصلوات..؟.

وهل فتحا كل منهما قلبه للآخر لكي يصل بهما الروح إلي القلب الواحد، والهدف الواحد، والفكر المشترك؟

أم أنهما يرغبان في أن يظلا اثنين..؟.

وكل منهما يريد أن يثبت نفسه ووجوده، بل ويريد أن يملى على الآخر ما لا يريده الآخر ولا ما يرجوه؟

 

+ الله يريد... ولكن يحدث أحيانا أن الإنسان لا يريد...

والنتيجة هي الخلافات والمشاجرات والتي تبدأ ربما من الليلة الأولى من الزواج...

ونحزن لأن العروسين كان أمامهما الطريق للفرح مفتوحًا،

 وكان الله واقفا على الباب يقرع ومعه سر السعادة،

 ولكنهما بإرادتهما لم يفتحا له... يا رب أرحم... يا رب أرحم... يا رب أرحم.

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

+ ولكن ما هي الدوافع وراء نزعة السيطرة؟

 وما الذي يدفع الإنسان لأن يندفع نحو السيطرة علي الأخر، متناسيا مشاعر الأخر؟

 هل هي نتيجة ما رآه أو عاشه الشخص من خبرات في سنوات طفولته أو شبابه؟

أم هي نتيجة أفكار عفنة من مخلفات الريف والثقافات المُتخلفة والأفكار غير الصحيحة عن صفات الرجولة وتشدد الرجال وطبيعة النساء؟

 أم هي أفكار زرعتها الأُمهات أو أحد أفراد الأسرة في ذهن العريس أو العروس وصدقها العريس أو العروس؟

 أم هي أفكار زرعها الأصدقاء في عقول العرسان؟

 أم هي تقليد اعمي للذي شاهده الإنسان في إحدى روايات التليفزيون؟

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

 والمهم ليس من هو مصدر هذه الأفكار، ولكن المهم:

1- أن يميز العروسين صوت الله الذي سمعاه في صلوات الإكليل، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وأن يقنعا أنفسهما بأن كلمة الله تحوي الحكمة التي تبني البيت وتوفر له السعادة والاستقرار، لأنها تحوي حكمة الله التي تفوق كل حكمة البشر.

2- أن العروسين يطردان الأفكار التي لا تتوافق مع كلمة الله، سواء كان مصدرها هو الآهل أو الأصدقاء أو الماضي أو كتب أو أفكار موروثة... إلخ.

3- أن يستعينا بخبرة وإرشاد كاهن مشهود له بخبرته في مجال الأسرة.

4- وأن الإنسان يحتاج مواجهة قوية مع نفسه ليعرف مصدر هذه الأفكار، ويدرك خطأها وخطورتها علي سلام البيت وعلي حياته. وعليه أن يضبط نفسه ويُدربها لكي يتخلص من نزعة السيطرة البغيضة علي الأخر. ويا حبذا لو بدأت هذه المحاولات قبل صلوات الإكليل بفترة كافية لأن يحاول فيها الإنسان أن يتحرر من الأفكار الخاطئة وتأثيرها علي تصرفاته.

5- أن يتخذ العروسين أصدقاء من الناجحين في حياتهم الزوجية وممن يؤمنون بكلام الإنجيل ليساعدونهما في تطبيق كلام لله.

6- أن تنظم الكنيسة اجتماعات أو مؤتمرات للمخطوبين تُعد فيها المخطوبين لزواج ناجح.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(41) د. عادل حليم، المعني المسيحي للزواج، صفحة 65.

(42) د. عادل حليم، المعني المسيحي للزواج، صفحة 66.

(43) في النسخ القديمة تقرأ هكذا: "كما قال ربنا يسوع المسيح في إنجيله المقدس" راجع: القمص منقريوس عوض الله، منارة الأقداس، الكتاب الخامس، صفحة 165.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/victor-beshir/holy-matrimony/one-body.html

تقصير الرابط:
tak.la/tg5g4mx