السؤال الأول:
ما هي الحلة؟ ومتى كانت تستخدم؟
الإجابة:
+ الحُلة (بضم الحاء) عبارة عن غطاء للرأس، كان يستخدمها الكاهن في تغطية رأسي العريس والعروس معًا... ويطلق عليها أحيانا الشملة أو اللمط، وقديما كان يسمونها النمط.
+ أما إذا أردت وصفا دقيقا للحُلة، فهي:
" قطعة من القماش الحرير طولها 150 سنتيمترًا، وعرضها أربعون سنتيمترًا،
مطرز بها صليبان بمثابة وشاح توضع على رأسي العروسين... " (67)
لماذا الحٌلة؟
أولا: الحُلة وجوهر طقس الإكليل:
+ يكشف القديس إمبروسيوس (339 - 379 ميلادية) في رسالته إلى فيجيليوس عن أهمية الحُلة في طقس الإكليل بقوله:
" The contracting of marriage must be sanctified by the veiling and the blessing of the priest(68) "
والذي ترجمته:
"عقد الزواج يجب أن يتقدس بغطاء الرأس (الحُلة) وبركة الكاهن"
وهذا يوضح مدى أهمية الحُلة في طقس الزواج، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فهو لم يذكر هنا أن عقد الزواج يجب أن يتقدس بالخاتم أو بالأكاليل أو بالثياب (البرنس)، ولكنه ذكر الحُلة فقط، لأن الحُلة مرتبطة بالتقديس الذي في سر الزيجة، أو في عبارة أخرى لأن الحُلة مرتبطة بجوهر السر وخلاصته.
+ فالذي كان يحدث قديما هو:
1- تغطية رأسي العروسين بالحُلة.
2- وفي وقت الرشومات يضم الكاهن رأسي العروسين لبعضهما.
3- ثم يقول الرشومات الثلاثة، وفيها نطق بأقانيم الثالوث القدوس: الآب والابن والروح القدوس.
ثانيا: الحُلة علامة النقاوة والطهر والبر:
+ أما القديس إيرونيموس (342 - 420 ميلادية) فقد قال عنها:
" إنها علامة النقاوة والعفاف، وأنها تشير إلى حُلة الفرح التي ألبسها يسوع المسيح له المجد للكنيسة وزينها وجملها بها "
+ وهي تشير كذلك إلى ما ارتدته العروس التي هيأت نفسها للاقتران بالعريس السمائي(69) (رؤيا 19: 7، 8)
+ ونجد في كتاب الترتيب الطقسي:
" ويغطى رؤوسهم الاثنين (أي رأسي العريس والعروس) باللمط الأبيض،... فاتصالهما ببعضهما إنما هو اتصالًا طاهرًا ونقيًا "(70)
+ " فرحًا أفرح بالرب، تبتهج نفسي بإلهي
لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص، وشملني(71) برداء البر،
مثل عريس يتزين بالتاج، وكالعروس التي تتحلى بزينتها" (أشعياء 61: 10).
متى كانت تستخدم الحُلة؟
1 في بداية الصلاة عندما يعقد الكاهن الدبلتين (أو الخاتمين) والزنار والأكاليل ويلف كل ذلك في الحُلة (الشملة).
2 في وقت الصلاة على الثياب (البرانس):
فقد كانت الصلاة تقال على الثياب (البرانس) ومعها الحُلة(72).
3 يذكر ابن كبر (القرن الرابع عشر):
أن الكاهن يضع الحُلة على رأسي العريس والعروس في بداية صلاة الإكليل(73)، ويتفق معه في ذلك كتاب الترتيب الطقسي (القرن الخامس عشر).
ومعنى ذلك أن العروسين كانا يرتدين الحُلة طوال صلوات الإكليل(74).
4 أما في القرن العشرين، فنرى أن كتاب " اللآلئ النفيسة " يتفق مع كتاب "منارة الأقداس" في أن الحُلة توضع على رأسي العروسين بعد إلباسهما الأكاليل، وقبل أن يبدأ الكاهن في الرشومات الثلاثة (75)، أي قرب نهاية صلوات الإكليل.
وهذا الترتيب علي الرغم من إرجائه وضع الحُلة إلي قرب نهاية صلوات الإكليل، إلا انه لم يهمل وضعها في الوقت المناسب الوقت الذي يرتبط بالتقديس أي قبل الرشومات مباشرة، لتغطي رأسي العروسين عندما ينطق الكاهن بالرشومات الثلاثة.
ولا نعرف على وجه التحديد متى بدأ هذا التغيير الذي أرجأ استخدام الحُلة إلى قرب نهاية الإكليل بعد أن كانت تستخدم طوال صلوات الإكليل.
5 بعد ذلك، اختفت الحُلة تماما من الطقس القبطي، ونحتاج لمجهودات كثيرة لإرجاعها ثانية للطقس.
أرجو أن نعود بالحُلة على الأقل إلى وقت الرشومات الثلاثة للعريس والعروس، وهو الوقت الذي يرتبط بالتقديس، وقد ذكره القديس إمبروسيوس.
_____
(67) - الأنبا إغريغوريوس، القيم الروحية في سر الزيجة، صفحة 14، 15.
(68) - Ambrose To Vigilius (Ep.xix, 7).
(69) - القمص يوحنا سلامة، اللآلئ النفيسة في شرح طقوس ومعتقدات الكنيسة، الجزء الثاني، صفحة 134.
(70) - الأنبا غبريال، الترتيب الطقسي، القرن الخامس عشر، صفحة 143.
(71) - هنا إشارة إلي الشملة وهي الُحلة.
(72) - القمص يوحنا سلامة، اللآلئ النفيسة في شرح طقوس ومعتقدات الكنيسة، الجزء الثاني، صفحة 134.
(73) - ابن كبر، مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة، القرن الرابع عشر، الجزء الثاني، صفحة 184.
(74) بحسب ترتيبها قبل تعديل المجمع المقدس في 29 مايو 1999، والذي أضاف إلى صلوات الإكليل أجزاءً من صلوات عربون الزواج (عقد الإملاك).
(75) القمص منقريوس عوض الله، منارة الأقداس، الكتاب الخامس، صفحة 156.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/victor-beshir/holy-matrimony/clothing.html
تقصير الرابط:
tak.la/m838dcd