مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب ماذا يحدث في الإكليل المقدس؟ بالصورة... وبالكلمة - الأستاذ الشماس فيكتور بشير

17- ثياب العُرس (البُرْنُس)

 

نعود الآن معا لنتتبع طقوس قداس الإكليل،

ونكتشف ما فيها من كنوز روحية ونعم روحانية:

سيلفت نظرنا أن الكاهن يصلى على ملابس مذهبة ثم يقوم بإلباسها للعريس...

 

فما هي هذه الملابس المذهبة؟ ولماذا يرتديها العريس؟

لكي نجيب على هذه التساؤلات، لا بُد من وقفة قصيرة لكي نراجع فيها معًا:

 

قصة ثياب العُرس:

هل تتذكر يا عزيزي مثل وليمة عرس ابن الملك (متى 22: 2 - 14) ؛ والذي وجد فيه الملك إنسانًا لم يكن لابسًا ثياب العُرس، فأمر الخدام بأن يربطوا رجلي هذا الإنسان ويديه ويطرحوه في الظلمة الخارجية.

 

St-Takla.org Image: The wedding clothing: The burnoose for the bridegroom - The Holy Matrimony Sacrament (marriage) in the Coptic Orthodox Church صورة في موقع الأنبا تكلا: ثياب العُرس (البرنس للعريس) - سر الزيجة (الزواج) في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

+ يقول القديس إكليمنضس الإسكندري (150-220 ميلادية):

" هنا الإعداد لحضور العُرس الذي نحن مدعوين إليه. والإنسان الذي أعد نفسه سيقول الآن يتحقق سروري. أما الإنسان غير الحكيم وغير المستعد، فسيسمع كلمات الرب: يا صاحب كيف دخلت إلي هنا وليس عليك لباس العُرس".

إذًا، فالرب يطلب منا أن نستعد للعرس السماوي بأن نكون في ذلك اليوم لابسين ثياب العُرس...

والكنيسة في طقسها الرائع تريد أن ترفع أنظارنا إلي العُرس السماوي،

فتقوم بإحضار البرنس⁽²²⁾ وتصلى عليه، ثم يقوم الكاهن بإلباسه للعريس.

 

+ ويربط القديس أيرونيموس (342 - 420 ميلادية) هذه الثياب بمثل عرس ابن الملك، فيقول:

" أن هذه الثياب تشير روحيًّا إلي ثياب العُرس التي أعطاها الرب للكنيسة. "

 

+ وكأن لسان حال الكنيسة يقول:

ها قد تسربلت أيها العريس بالثياب التي تذكرك بثياب عرس السماء،

لكي تجتهد في الاستعداد لدخول السماء...

وإعداد نفسك وبيتك ليوم " عُرس الخروف".

 

+ ولكن ماذا تقول الكنيسة وهي تصلى على هذه الثياب؟

"نسألك يا رب أن تبارك هذه الحُلل..

لتصير حُلل المجد والخلاص..

حُلل الفرح والتهليل "

"احفظهما نقيين في النفس والجسد والروح "

 

+ إذا ففي هذه الثياب هبات روحية، تعين على الخلاص،

وتكون مصدرا للفرح والتهليل، وتؤدى إلي المجد.

+ وبينما يقوم الكاهن بإلباس العريس هذه الثياب (والتي نطلق عليها البرنس)

 يرنم الشمامسة قائلين:

 " الحُلة الروحانية الملتحف بها ميخائيل..

 حُلة العفاف أعطيت لهذا العريس

 وإكليل بهجة على رأسه".

+ لقد اختطفت الكنيسة أفكارنا نحو السماء، ووضعتنا في مشهد " عُرس الخروف "

لنرى رئيس الملائكة الجليل في كامل استعداده للعُرس السمائي،

مرتديا الحُلة الروحانية...

 ثم تعود بنا لنرى العريس مرتديا حُلة العفاف.

 

+ ما هي مشاعرك يا أخي وأنت ترى الكنيسة تُعطى أخيك العريس ثياب العفاف...

 ألا تقول من قلبك:

 آمين... آمين... آمين.

ألا تطلب من كل قلبك لأجل نفسك ولأجل كل أحبائك أن تكونوا في اليوم الأخير مستعدين ولابسين ثياب العُرس.

+ يا أخي العريس... لقد ارتديت ثيابًا مقدسة، ثياب العفاف، لكي تجاهد كجندي صالح للمسيح وتكسب الأبدية، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى... ولكي تترك عنك محبة العالم ومحبة الخطية وتعطى قلبك وحياتك لله.

لعلك تسألني:

الصلوات تقول: "تبارك هذه الحُللِ، لتصير حُلل المجد والخلاص،

 حُلل الفرح والتهليل... احفظهما نقيين في النفس والجسد والروح".

إذا، فالصلوات تتحدث عن ثياب للعريس وللعروس،

 

فأين ثياب العروس؟

الإجابة:

نعم، فالكنيسة قديما كانت تصلى صلاة واحدة على برنس للعريس وآخر للعروس ومعهما الحُلة، فيها يطلب الكاهن من الله:

" أن يباركها حتى تصير لعبديه (العريس وعروسه) " ⁽²³⁾

 

وطلبة الإكليل واضحة جدا:

" لكي تصير لعبديك اللذين يلبسانهما بمسرة صلاحك حُلل المجد والخلاص".

لذلك، فواضح جدا من الطقس وصلواته وجود ثياب للعروس (برنس)...

ولكنه اختفى من الطقس. أما الأخبار السارة فهي محاولات بعض الآباء الأساقفة والكهنة إعادة " برنس العروس " مرة أخرى إلي طقس الإكليل...

فليس العريس وحده بحاجة إلي هذه البركة، بل العروس أيضًا...

وها هي صورة للعريس والعروس، وكل منهما يرتدى برنس، أرجو أن تساعد الكنائس في تصميم " برنس العروس"، والعودة إلي إرجاع " برنس العروس " إلي طقس الإكليل.

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(22) راجع:

1- الأنبا إغريغوريوس، القيم الروحية في سر الزيجة، صفحة 13، 14.

2- القمص يوحنا سلامة، اللآلئ النفيسة في شرح طقوس ومعتقدات الكنيسة، الجزء الثاني، صفحة 121.

3- القمص منقريوس عوض الله، الكتاب الخامس، صفحة 139.

1- البرنس هو عبارة عن رداء من قماش ثمين مزين كله بالصلبان، غالبا ذهبية اللون، ويوضع علي الكتفين ويغطى الجسم كله من الإمام والخلف. ولكنه مفتوح من الإمام وليس له أكمام.

(23) - القمص يوحنا سلامة، اللآلئ النفيسة في شرح طقوس ومعتقدات الكنيسة، الجزء الثاني، صفحة 134.

لماذا الدبلتان؟ ولماذا من ذهب؟

ماذا يحدث في الإكليل المقدس؟ بالصورة... وبالكلمة كتب الأستاذ الشماس فيكتور بشير

الكاهن يبارك الدبلتين

---