جواب: طلب منا السيد المسيح أن نأخذ الثالوث القدوس مثال لنا ونتعلم منه المحبة والاتضاع والوحدانية والشركة:- الثالوث يعلّمنا الوحدانية: فكما أن الآب والابن والروح القدس إله واحد علينا نحن جميعًا أن نكون واحدًا. "لِيَكونَ الجَمِيع وَاحِدًا كَمَا أنكَ أَنتَ أيهَا الآب فِيَّ وأنا فِيكَ لِيَكونوا هُم أَيضًا واحدًا فينا" (يو17: 21)، "لِيَجمَعَ أَبنَاءَ اللَّهِ المُتَفَرِّقِينَ إِلَى وَاحِدٍ" (يو11: 52).
- الثالوث يعلّمنا المحبة فالله ثالوث كله حب: "الله محبة" (1 يو 4: 16)، "اَلآب يُحِب الاِبنَ" (يو3: 35)، (يو15: 9) وقال السيد المسيح "أَنِّي أُحِب الآبَ" (يو 14: 31). "الحق أقول لكم بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت 25: 40).- الثالوث يعلّمنا الاتضاع فكل أقنوم يشهد للآخر ويقدم الآخر: الآب يشهد للابن:" هَذَا هُوَ ابنِي الحَبِيبُ. لَهُ اسمَعوا " والروح القدس شهد للابن بأن ظهر في شكل حمامة وقت العماد (مر9: 7)، (لو3: 22). والابن يشهد للآب (يو5: 19- 30)، (يو 12: 49، 50)، (يو 14: 24). والابن يشهد للروح القدس (يو 14: 26). الله يطلب منا أن نتمثل به " تَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيع وَمُتَوَاضِعُ القَلبِ" (مت 11: 29)
"مُقَدِّمِينَ بَعضُكُم بَعضًا فِي الكَرَامَةِ" (رو 12: 10). وحبنا للمديح والكرامة يمنعنا من الإيمان بالله المتواضع ويصعب علينا طاعة وصاياه من محبة الأعداء ومسامحة المسيئين إلينا " كَيفَ تَقدِرُونَ أَنْ تؤمِنوا وَأَنتم تَقبَلونَ مجدًا بعضكم من بعض" (يو 5: 44)، (مت 11: 29)، "مَن أَرَادَ أَن يَكُونَ فِيكُم أَوَّلًا فَلْيَكُنْ لَكُم عَبدًا" (مت 20: 27).
- الثالوث يعلمنا الشركة: علينا أن نتعلم الشركة مع الآخرين المختلفين معنا. لقد خلق الله كل الناس مختلفين عن بعضهم. كل إنسان هو شخص فريد لا يتكرر أبدًا. وليؤكد الله ذلك أُعطي كل إنسان في الوجود بصمات أصابع خاصة به لا تتكرر أبدًا وسط بلايين الناس في العالم كله.الثالوث يعلّمنا حياة الشركة. الآب لا ينعزل أبدًا عن الابن وعن الروح القدس بل يشترك معهما في كل عمل. الثالوث يعلمنا أن نتحرر من الذات والانعزال وأن نحترم الكل، ونشترك ونعمل مع الآخرين.
"جميع الذين آمنوا كانوا معًا وكان عندهم كل شيء مشتركًا. والأملاك والمقتنيات كانوا يبيعونها ويقسمونها بين الجميع كما يكون لكل واحد احتياج. وكانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة" (أع 2: 44 - 46).
كانت المحبة والعناية بالفقراء والشركة مع المتألمين دائمًا من علامات كنيسة المسيح الحقيقية، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: "إن عدم الإحسان للفقير يحرم الإنسان من دخول الملكوت" (مت 25: 42)، كل من يتناول من الأسرار الإلهية عليه التزام نحو محبة القريب والسعي نحو خدمته وتغطية احتياجاته (1 كو12: 26). كل الجماعة المسيحية تخاطب الآب السماوي " أبانا الذي في السموات " معبرين على انتمائهم في وحدة واحدة مع الآب الواحد.
جاء السيد المسيح وعاش بيننا حياة مقدسة. أحب كل الناس حتى الأعداء. مر بكل التجارب البشرية التي نمر بها وأصبح بحق مثلنا الأعلى في كل شيء.
" لأنه في ما هو قد تألم مجربًا يقدر أن يعين المجربين" (عب 2: 18). نرى حياته ونتعلم منها. وعندما نكون في حيرة في أي موقف، علينا أن نفكر كيف كان السيد المسيح سيتصرف لو كان مكاننا؟
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/shepherd-voice/questions-answers-1/learn.html
تقصير الرابط:
tak.la/w9wv92p