كان الكارز يدعو الأطفال إلى كوخه، ويحكي لهم قصصًا من الكتاب المقدس، ويرتل معهم بلغتهم، وصار الأطفال يُرددون التراتيل وقت لعبهم وفي بيوتهم. وفكر في افتتاح مدرسة، ولكن الأمهات رفضن التخلي عن أولادهن.
هاجم وباء الجدري المنطقة، وأودى بحياة الكثيرين، فكان الكارز يزور المرضى في أكواخهم ويساعدهم على قدر طاقته. ولكن الهنود نسبوا سبب المرض لوجوده بينهم، فكان يُكلمهم بوداعة ويُفهمهم إنه يُساعد المرضى ويحبهم، وإنه لولا مساعدته للمصابين لزاد عدد الضحايا. وشيئًا فشيئًا فهم الهنود الحمر أن هذا الشاب يُريد لهم الخير، فأعجبوا به لأنه يتفانى في خدمتهم بلا أجر أو مديح، فالتفوا حوله وآمن كثير منهم بالرب يسوع مما ملأ قلب الكارز بالفرح الروحي والتعزية على مواجهة الصعاب.
ولكن السعادة لم تدم طويلًا، فقبائل الأيروكوا "آكلي لحوم البشر" بدأت تشن هجماتها على قبيلة الهورون، وتحرق قراهم، وتقتل من يعترض سبيلها. فعاشت المنطقة في هلع وخوف، وبدأ الكثيرون في الهرب لقرى بعيدة، ولكن بقيَّ العجزة والمرضى الذين لا يستطيعوا المشي لمسافات كبيرة.
فكر الكارز في الهرب هو أيضًا ولكنه تذكر الآية: "أنا هو الراعي الصالح. والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف. وأما الذي هو أجير وليس راعيًا الذي ليست الخراف له فيرى الذئب مُقبلًا ويترك الخراف ويهرب فيخطف الذئب الخراف ويُبددها. والأجير يهرب لأنه أجير ولا يُبالي بالخراف" (يو10: 12، 13) فالراعي الصالح لا يفكر في راحته على حساب شعبه، ولا يجعلهم خدامًا عنده، بل هو الذي يبذل كل شيء حتى نفسه لأجلهم.
وفجأة هجمت قبيلة الأيروكوا على القرية، وكان الكارز يحث الناس على الهرب إلى الغابة وبينما كان ينتقل من كوخ لآخر أصابته رصاصة قتلته في الحال.
وجاء بعده كارزون آخرون أكملوا الرسالة وربحوا نفوسًا كثيرة للرب يسوع.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/shepherd-voice/christians-5/children.html
تقصير الرابط:
tak.la/h8mx9q2