تُؤْخَذ هذه العبارة على عدة معان:
1- إما أن الأعداء الخفيين هم الشياطين، والظاهرين هم أعداؤنا من بني البشر.
2- أو بمعنى آخر، أن "الأعداء الخفيين" هم الذين لا نعرفهم، والظاهرين هم الواضح عداؤهم. هناك إنسان تعرف تمامًا أنه عدو. إنه عدو ظاهر. هناك عدو خفي يبتسم في وجهك، ويبدو كما لو كان يدافع عنك، ويعطيك من طرف اللسان حلاوة، وكلامه "ألين من الزيت"، ومع كل ذلك يكون عدوًا خفيًا...
3- ثالثًا: لا شك أن من ضمن الأعداء الخفيين الأصدقاء المتملقين: الصدق الذي يمدحك بدون وجه حق، ويقول لك "برافو عليك، أنت أعجبتني في الموقف الفلاني". ويكون ذلك الموقف سببًا لهلاكك في جهنم!! إنه عدو خفي. في ظاهره صديق، وهو عدو. لذلك قال الكتاب المقدس "أمينة هي جراح المحب، وغاشة هي قبلات العدو" (أم6:27).
من الجائز أن الصريح معي في عدائه، يكون قلبه أبيض، ومن بساطته يجاهر بما يعتقد. بينما هناك شخص آخر، من مكره وخبثه، يخفي عني حقيقته، وهو حية تدفن نفسها في التراب، دون أن ترى منها شيئًا، ودون أن تشعر بها... هذا معني آخر للأعداء الخفيين والظاهرين.
4- هناك معنى رابع للأعداء الخفيين والظاهرين وهو: من الجائز أن الأعداء الخفيين يقصد بهم الخطايا الخفية داخلك، التي لا تراها. نعم، نعم هناك أعداء خفيون في أعماقك من الداخل... في أعماق غرائزك، وفي أعماق قلبك وحواسك، وفي أعماق شهواتك.
هناك أعداء ظاهرون. وربما عدوك الظاهر هو يدك أو عينك أو لسانك. هذه أعضاء ظاهرة. وعدوك الخفي هو قلبك. من الداخل... هذه أعضاء أو أعداء، خفية وظاهرة.
حقًا، إن الإنسان عدو نفسه.
من الجائز أن الناس يكونون الأعداء الظاهرين. ودواخِل نفسك تكون هي الأعداء الخفيين، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى... كل هؤلاء تطلب من الله أن ينجيك منهم.
لاحظوا هنا أن الأجبية مفيدة في أنها تعطينا تفاصيل عجيبة لا يمكن أن تطلبها لو كنت تصلي صلاة ارتجالية. هل معقول أن يطلب أحد أن ينجيه الرب من كل هذه الأشياء معًا؟ لا أظن... كل هذه نقول للرب عنها: انزعها عنا وعن سائر شعبك.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/thanksgiving-psalm-50/rising-up-of-enemies.html
تقصير الرابط:
tak.la/x993bar