مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تأملات في صلاة الشكر والمزمور الخمسين - البابا شنوده الثالث📖

32- وعن موضعك المقدس هذا

 

St-Takla.org Image: The Holy Cross on a mountain, with clouds and sun rays, by jeffjacobs1990. صورة في موقع الأنبا تكلا: الصليب المقدس على جبل عال، وفي الخلفية سحب وآشعة الشمس، لجيفجيكوبز1990.

نطلب من الله أن يمنع الشر عن الناس والمكان-أي لا تسمح يا رب أن هذا المكان يكون عرضة لعمل الشياطين ولمؤامرة الناس الأشرار.

نحن نطلب أن يقدس الله المكان ويحرسه ويباركه، لأنه موضعه المقدس، ومن الجائز أن نقول صلاة الشكر في أي موضع. فحينما نقول "موضعك المقدس هذا" إنما نعني أن هذا المكان الذي تصلي فيه هو مكان مقدس، أو صار كذلك.

ربما تقول "إنني أصلي الآن في هذه القاعة، والقاعة ص 69 ليست كنيسة، وغير مُدَشَّنَة".. أقول لك إنها تقدست بصلواتك، بتسابيحك، بتراتيلك، تقدست بوجودك أنت فيها، بقلبك الطاهر، بحواسك النقية.

وحينما تقول عبارة "موضعك المقدس هذا" وأنت في غرفتك الخاصة. أشعر أن غرفتك الخاصة هي موضع مقدس لله. وإن قلت هذه الصلاة في الشارع، اشعر أن الشارع يتقدس بالصلاة التي تصليها فيه...

ألسنا نسير أحيانًا في البرية ونقول "ما أقدس هذه الأرض التي داسها أرسانيوس بقدميه، ومشى عليها موسى الأسود وأنبا بيمن ومكسيموس ودوماديوس... إنها أرض مقدسة، برية مقدسة".

وكيف تقدست؟ تقدست لأن القديسين داسوا عليها فقدسوها. لأن هناك أراض أخرى لم تكن مستحقة أن يدوسها بأقدامهم. فهذه الأرض التي استحقت أن يدوسوها بأقدامهم، هي أرض مقدسة. فأنت يا أخي إذن تقدس المكان. المكان يتقدس بك.

وحينما تقول للرب موضعك المقدس هذا، ماذا تقصد بهذا؟

تقصد أن تقول له أن هذا المكان هو موضعك أنت، هو مكانك، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وأنت تقدسه، لأني عندما أصلي تكون أنت معي كما ص 70 قلت "ها أنا معكم كل الأيام" (متى 20:28). وكما قلت "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فهناك أكون في وسطهم" (متى20:18). وبحلولك يا رب في مكان صلاتنا، تقدس المكان. إذن فانزع عن هذا الموضع المقدس الذي لك، كل حسد وكل تجربة وكل فِعل الشيطان...

أما الصالحات والنافعات فارزقنا إياها

تأملات في صلاة الشكر والمزمور الخمسين كتب البابا شنوده الثالث

انزعها عنا وعن سائر شعبك

---