ينبغي أن يكون الشكر عادة لنا، نقابل بها أعمال الله كلها. ليس هناك أعمال نشكر الله عليها، وأعمال نشكر الله عليها، وأعمال نتذمر منها، لا، لا بُد أن نشكره على كل شيء، ليست هناك أمور نشكر الله عليها، وأمور نتعب منها ونبكي. لا، الإنسان الروحي يشكر على كل حال لأن "كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله" (رو28:8).
الشخص الذي يحب الله، يجد في كل شيء خيرًا وبركة، ولعل البعض يسأل: وماذا عن المصائب؟
نجيب: كان ممكنًا أن تكون المصيبة أشد وأصعب. ونشكر الله أنها وصلت إلى هذا الحد فقط!
مثال ذلك:
لنفرض أن شخصًا استقل عربته، ولم تحدث له حوادث، يشكر الله طبعًا. فإن حدثت له حادثة يشكره أيضًا: فالحادثة التي تسببت في رضوض، كان يمكن أن ينتج عنها كسر أو بتر، ألا يستحق هذا شكرًا؟! والحادثة التي كانت نتيجتها البتر، كان ممكنًا أن تتسبب في وفاة. فلنشكر الله على حفظه للحياة.
وحتى إن مات، يشكر الله الذي أطلقه من هذا العالم، ليتمتع بالأبدية السعيدة. ولم يجعل نهاية حياته بمرض متعب، يستمر عذاباته مدى زمنيًا طويلًا بلا شفاء...
إننا نشكر، عندما نقارن حالنا بِمَا هو أسوأ.
أما إن قارنّاه بِمَا هو أفضل، فقد نتذمر..!
أيضًا من مشاكلنا في عدم الشكر أمران:
أ- أننا نقسم الأمور إلى جيد ورديء. فنتعب من الأمور الرديئة. وقد لا نشكر...
ب- إننا نقسم أيضًا الأمور الجيدة إلى كبيرة وبسيطة. فنشكر على الخير الكبير، ولا نشكر على الخير الذي نحسبه بسيطًا!! بينما الكل يحتاج إلى شكر.
أليس مخجلًا أن نحسب بعض الخيرات بسيطة لا تستحق الشكر؟!
مثال ذلك: نحن جالسون الآن في هذا الاجتماع، والنور الكهربائي مضيء بلا إشكال. هل شكرنا الله على هذا؟! ألا نذكر أنه في أحد الأيام أنقطع النور، وتعطل الميكروفون، واستمر انقطاع التيار الكهربائي حتى السابعة إلا ربع، وكاد الاجتماع يفشل... ثم لما عاد التيار الكهربائي شكرنا الله...
أترانا نشكر على وجود النور حاليًا؟ أم أننا لا نشكر إلا على وجود النور حاليًا؟ أم أننا لا نشكر إلا إذا أنقطع التيار وعاد؟!
لا شك أن هناك أشياء كثيرة لا نشكر الله عليها، وذلك لأننا نظن أنها لا تستحق الشكر!
مجرد أنك تسير يا أخي على قدميك أمر يستحق الشكر، لأن هناك أشخاصًا لا يتمكنون من السير على أقدامهم... مجرد أنك جالس، أمر يستحق الشكر، لأنه يوجد أناس نائمون الآن على فراش المرض...
حقًا إن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء، لا يشعر به إلا المرضى. والأصحاء لا يشكرون!!
أنت يا رب تستحق الشكر على كل شيء: على النعم التي نراها، والنعم التي لا نشعر بها. تستحق الشكر على كل حال... لأنك سترتنا وأعنتنا وحفظتنا، وقبلتنا إليك، وأشفقت علينا وعاضدتنا، وأتيت بنا إلى هذه الساعة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/thanksgiving-psalm-50/for-every-condition.html
تقصير الرابط:
tak.la/9trq8v4