قد تأتي العثرة من الصغر في طريقة التربية، من الوالدين:
من الجائز أن الأب في الأسرة يريد أن يرفه عن أولاده، فيأخذهم إلى إحدى الروايات في السينما، وربما تكون معثرة تفتح عيونهم على أشياء تفقدهم بساطتهم الروحية. وقد يقول الأب أن تلك الرواية ليس فيها شيء ضار وأنها لم تترك في نفسه أثرًا رديئًا. وينسى فارق السن بينه وبين أولاده، فهو في سن نضوج يتحكم فيه العقل، وهم في سن تتحكم فيه الحواس والغرائز، وينسى أيضًا أن وضعه الاجتماعی يختلف عن وضعهم، فهو متزوج لا يقاسي من كبت، وهم ليسوا مثله. كذلك ينسی أن العثرة التي لا تؤثر الآن ربما تؤثر بعد حين، فتتعبهم هذه المناظر فيما بعد...
أب أخر يريد أن يكون بيته راقيًا، حسب مفهومه الخاص للرقي، فيزود هذا البيت بكل وسائل الترفيه. يضع فيه مثلًا تليفزيون، ويكون هذا التليفزيون عبارة عن سينما منزلية، تجلس إليه في كل حين الزوجة والأولاد. وقد يدعي هذا الأب أنهم متحكمون فيها يشاهدونه ويسمعونه. وتثبت التجربة أنهم لا يستطيعون أن يتحكموا... وقد يكون الأب سبب عثرة لبيته كله. ويغرس في أولاده صورًا تحاربهم في فكرهم وفي أحلامهم وفي شهواتهم... «وويل لمن تأتي من قبله العثرات» (یو 17: 1).
وتزداد مسئولية الأب إن كان يرغم أولاده على الدخول في العثرات مقابلًا تدينهم واحتراسهم بالتهكم المثير...
ومثال العثرة أيضًا تلك الأم التي تريد زواج ابنتها. وترغمها على لون من التزين ومن الملابس يجذب إليها الأنظار، ويوقعها وبوقع الناظرين إليها في عثرة.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وقد تأتي العثرة من الأصدقاء والمعاشرات الرديئة: التي قال عنها الكتاب إنها تفسد الأخلاق الجيدة (1 كو 15: 33). وما في تلك المعاشرات من أحاديث معثرة. وجلسات ونزهات غير بريئة، وتوجيهات خاطئة تصور الرجولة والسعادة في الفساد...
وقد تأتي العثرة من إباحية المجتمع، وإغراء الجنس الآخر: فنحن في جيل آخذ في الانحلال، وبخاصة في أزيائه وفی زينته وفي إباحيته، إن كانت الأزياء بشكل لا يتفق مع الحياء، والناس يرتدونها، دون أن يحكموا الدين أو الضمير في ما يلبسون... يفعلون ذلك أما إباحية منهم، أو مجاراة للعصرية، أو خوفا من انتقاد الناس...
والفتاة كثيرًا ما يستهويها إعجاب الناس وتملق الساقطين وهكذا تتزين لا لبيتها وإنما للخارج. وكثيرًا ما يلذ للمرأة إسقاط الرجال. ويعطيها هذا الأمر ثقة في نفسها وفي تأثيرها، غير حاسبة أمام ضميرها مسئولية هذه العثرة. وقد لا تسقط هي في الشهوة، وإنما في الشعور بشخصيتها، بطريقة عالمية...
وقد تقول مثل هذه الفتاة إنها لم تسقط في الزنا، ولكن الله سيطالبها بدماء الذين سقطوا بسببها، وستحمل معهم خطاياهم في يوم الدين. وقد قال السيد المسيح «ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة... خير له أن يعلق في عنقه حجر الرحی ويغرق في لجة البحر» (مت 18: 7، 6). هل تظنون أن عبارة: «نجني من الدماء يا الله»، التي نقولها في المزمور الخمسين، يقصد بها فقط دماء القتلى، كلا، بل أيضًا كل شخص أعثرناه وسقط بسببنا ويطالبنا الله بدمه في اليوم الأخير...
وما يُقَال عن المرأة يقال عن الرجل أيضًا إن كان هو سبب العثرة...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/ten-commandments-7-10/offenses.html
تقصير الرابط:
tak.la/j4a7jms