أهم وسيلة للعلاج من خطية الزنا هي الهروب، وفي ذلك يقول الحكيم متعجبًا:
«أيأخذ إنسان نارًا في حضنه ولا تحترق ثيابه؟! أو يمشي إنسان على الجمر ولا تكتوي رجلاه؟! هكذا من يدخل على امرأة صاحبه» (أم 6: 27-29).
ولا تظن أن التعرض للخطية نوع من الشجاعة. كلا، بل هو نوع من المخاطرة الخطرة، والرغبة في ذلك تدل على عدم نقاوة القلب. والذي يهرب من المعثرات هو الطاهر الذي لا يتجاوب معها...
عليك أن تهرب من كل ما يتعبك ويسبب لك السقوط، ذاكرًا قول الكتاب: «أذكر من أين سقطت وتب» (رؤ 2: 5). أهرب من المناظر المعثرة، ومن السماعات، والقراءات، والزيارات والمقابلات التي تجذبك إلى الخطية. وأهرب من الصداقات والمعاشرات الرديئة. إن صديقك الحقيقي هو الذي يقربك إلى الله...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
إذا حوربت بأحلام دنسة بالليل، فلا تعاود ذكرها في فكرك أثناء النهار، لئلا تصير لك عثرة...
واحترس من أن يأتيك فكر الخطية عن طريق توبيخ نفسك بتذكر خطاياك، وإن أردت أن تضع خطيتك أمامك في كل حين، تذكر خطيتك بصفة عامة، ولكن إحذر كل الحذر أن تدخل في تذكار التفاصيل. لأن الخطايا الشهوانية بالذات يمكن أن يرجعها تذكار تفاصيلها. ولعل مثل هذا هو ما يقصده الأب الكاهن في صلاة الصلح في القداس الإلهي عندما يقول: «تذكار الشر الملبس الموت»..
إهرب من مادة الخطية. فالقديسون يقولون إن القريب من مادة الخطية تكون له حربان، حرب من الداخل وأخرى من الخارج. والقريب من مادة الخطية سهل السقوط. كإنسان قريب من بئر يمكن لعدوه أن يسقطه فيه. أما إن كان بعيدًا عن البئر، فإن عدوه الذي يريد أن يسقطه، قبل أن يتمكن من جره إليه، يكون الله قد أرسل إليه من ينقذه...
وإهرب أيضًا من نفسك إن كان الإنفراد بها يقودك إلى السقوط. واعلم أن الوحدة ليست هي مجرد الإنفراد، وإنما هي الجلوس مع الله والإنفراد به. فجلوسك مع الناس خير من جلوسك وحدك مع الشيطان ومع أفكار النجاسة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/ten-commandments-7-10/escaping-from-stimuli.html
تقصير الرابط:
tak.la/9f6p7r9