هل الحرب تدخل في نطاق الوصية السادسة التي تقول لا تقتل؟
نجيب على هذا بإنه إذا كان قتل الفرد أمرًا ينهي عنه الله، فمن باب أولى ينهي الله عن قتل المجموعات المتعددة... وهكذا تكون الأسلحة المدمرة المخربة هي أسلحة ضد الوصية السادسة. إنه لمن المخجل حقًا أن يستخدم الإنسان مواهبه وعلمه وعقله وذكاءه في التخريب وفي القتل والإيذاء، بينما أن ملايين الملايين من الجنيهات التي تنفق على الحروب لو صرفت في نفع البشرية لأتت بخير كثير..!
وإن كانت الحرب شرًا، ولا يوافق عليها الله إلا إن كانت بأمره أو بإذنه أو بإرشاده. فمن باب أولى الحرب العدوانية التي يظهر فيها جانب الإعتداء والظلم.
إن الله يسمح أن يدافع الإنسان عن نفسه. فالحرب إذا كانت دفاعًا عن النفس. أو حماية لصالح المجموعة، فإن الله يوافق عليها بالنسبة للمجموعة لحماية الأفراد. وإن كانت في حد ذاتها مكروهة عمومًا عند الله الذي يريد أن تنتشر المحبة والسلام بين الناس.
أما الحرب العدوانية فتدخل ولا شك في نطاق الوصية السادسة "لا تقتل". ولذلك فإنه بعد الحرب العالمية الثانية أقيمت محاكم دولية لمحاكمة "مجرمي الحرب". لأنهم رأوا أن بعض القادة كانوا مجرمين في حق البشرية جميعًا. لمسئوليتهم عن تلك الحرب التي تسببوا بها في قتل وتشويه وتشريد عدد كبير من الناس بدون مبرر وبدون داع وقد قال الله: "لا تقتل".
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
لذلك كله وضعت الدول قوانينًا للحرب للحد من خطورة قتل الأنفس فيها، وللتخفيف من الوحشية والبشاعة في الحروب. فهناك قوانين لمنع أسلحة معينة قاتلة أو مشوهة أو مدمرة، ولا يتفق استعمالها مع روح الإنسانية. وقوانين أخرى لمنع الإعتداء على المستشفيات وعلى المدنيين والمؤسسات الإنسانية وحفظ وتنظيم ما يتعلق بأسري الحرب غير المقاتلين. وكذلك لا تبيح الإنسانية في الحروب التعرض للأطفال والنساء ودور العبادة والكهنة والرهبان والمرضى والكهول.
كل ذلك لمجرد التخفيف من ويلات الحرب التي هي عملية قتل جماعية يتفق الجميع على الرغبة في التخلص منها.
ويمكن أن ندخل في نطاق الحروب ما يدخل في بعض البلاد تحت عنوان المبارزة، وقد كانت منتشرة في العصور الوسطي وإلي عهد قريب في بعض البلاد، إذ يقف إثنان متنافسان للمبارزة بالسيف أو المسدسات. وغالبًا ما يموت أحد المتبارزين، يقتله زميله الآخر، بشهادة حكم بينهما. والعجيب أن هذا القاتل ينظر إليه المجتمع كرجل شريف قوي محترم ومهاب من الجميع!! وهو في حقيقة الأمر محرم سافك لدم أخيه، قد كسر علانية وبشهادة شهود الوصية السادسة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/38gvqfm