الانتحار جريمة قتل. والإنسان لا يملك ذاته حتى يتصرف فيها كما يشاء، إنها ملك للمسيح، إشتراها بدمه فأصبحت له. وهي ملك للرب، هو خلقها من العدم، فهي له. وهي وزنة لا يجوز تبديدها، بل إستخدامها لمجد الله. والكنيسة تمنع الصلاة على المنتحر، لأنه مات وهو قاتل، مات وهو مرتكب لخطية لم يعط لنفسه فرصة للتوبة عنها. وإن كان يمكن أن يستثني من هذه القاعدة من يثبت أنه كان في حالة جنون كامل أثناء انتحاره، لأن المجنون لا يحاسب عن أعماله.
وبالإضافة إلي خطية القتل يتضمن الانتحار خطية أخرى هي اليأس وقطع الرجاء، مثلما حدث مع يهوذا. والرجاء هو إحدى الفضائل الثلاث الكبار التي أشار إليها بولس الرسول (1 كو 13: 13). والشخص المؤمن لا يصح أن يفقد رجاءه مطلقًا في مراحم الله. فإذا وصل الأمر إلي الانتحار، يكون الإنسان قد وصل إلي منتهي قطع الرجاء، أي إلي عمق الخطية، عمق اليأس من مراحم الله وتدخله. وفي هذا عدم إيمان بمحبة الله ورعايته وحفظه...
وفي الانتحار أيضًا عدم احتمال.
وفي الانتحار خطية أخرى هي عدم الإيمان بالحياة الأخرى. لأن الإنسان الذي يقتل نفس يظن أن الموت سينهي متاعبه. وهذا خطأ. إن مثل هذا الشخص -لو كان يؤمن حقًا بالحياة الأخرى- لعرف أنه بالانتحار ينتقل إلي الجحيم، وينتظره عذاب لا ينتهي في الأبدية. وهكذا لا يكون الانتحار قد وضع حدًا لمتاعبه، وإنما يكون قد فتح على نفسه بابًا لمتاعب أشد وافظع، كمن خرج من حفرة ليقع في بئر!! يقينا أن المنتحر لا يضع أمامه مطلقًا صورة الأبدية. فلو فكر في البداية، لخاف من الانتحار...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
إن الانتحار هو حل غير روحي وغير عملي للمتاعب. وغالبًا ما يكون المنتحر مختلًا من الناحية العصبية ومن الناحية العقلية، بحيث لا يفكر تفكيرًا سليمًا. هو إنسان قد وقف عقله جامدًا أمام مشكلة، ولم يستطع أن يفكر، فارتبك، وفي إرتباكه سدت أمامه جميع السُّبُل، فقتل نفسه.
هذا الانتحار هو الوضع التام لقتل النفس. على أن هناك أنواعًا أخرى جزئية وغير مباشرة للانتحار...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/ten-commandments-6-you-shall-not-murder/suicide.html
تقصير الرابط:
tak.la/8nnadqd