يوجد قتل غير مباشر، مثل قتل الأعصاب، أو الأغاظة، كأن تتعب شخصيًا مثلًا وتثيره، حتى لا تقوي أعصابه على الاحتمال فيثور، أو يغلي في داخل نفسه، وتظل الأفكار تتعبه من الداخل، والحزن والألم والغيظ يعكر دمه. وربما يمرض. ومن الجائز ضغطه يرتفع، أو يصاب بذبحة صدرية أو أي مرض آخر، وربما يلازم الفراش ويموت. نتيجة لما فعلته أنت فيه. وقد تصلي أنت عليه! أو تمشي في جنازته. وتعزي فيه! وتكون أنت قاتله بالحقيقة، ولا تكون مطلقًا برئيًا من دمه...
هل تظن القتل يا أخي معناه أن تعطن إنسانًا بسكين أو تضربه بالرصاص أو ما شاكل ذلك؟! كلا، ما أسهل أن تقول له كلمة موجعة، أو تحطم نفسه بتصرف ما فيه إحتقار أو إمتهان، أو بعمل فيه إهانه أو إذلال... وبعد ذلك يرجع إلي بيته بنفسية منزعجة، ويكون تصرفك كسم قاتل داخل نفسه... قد لا يقتله في حينه، إنما بعد حين. هذا قتل تدريجي بطئ، غير ظاهر. ولكنه ظاهر أمام الله. وهذا أيضًا يدخل في الوصية السادسة. لأن الكلمة الموجعة أو عبارة التحقير أو الإغاظة، تعمل من الناحية العلمية البحته عملية هدم في الجسد، قتل جزئي.
إبحث أيها الأخ في داخل نفسك، كم شخصًا قتلته جزئيًا من هذا النوع! كم إنسانًا تناولته بالإغاظة أو الإستهزاء أو التهكم، أو جعلته مجالًا لضحكك، ومجالًا لتندرك وفكاهاتك؟ كم شخصًا تعكر دمه من تصرفك؟ أو تغير لونه أثناء الحديث معك. كل هؤلاء تطاردك بسببهم الوصية السادسة...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ومن الآيات الواضحة التي تدل على أن الكلام الجارح يدخل في نطاق الوصية السادسة، قول الكتاب: "لسانهم جواب قتال" (أر 9: 8) وأيضًا قوله: "ألين من الزيت كلماته، وهي سيف مسلول" (مز 55: 21).
يدخل في هذا النوع من القتل الظلم الذي يوقعه شخص بآخر، ناسيًا أن "الرب يحكم للمظلومين". ويدخل فيه أيضًا نواحي القسوة التي يعامل بها غيره...
على الأقل في الظلم والقسوة قتل لمعنويات الإنسان، بالإضافة إلي ما فيهما من قتل لنفسيته ومثالياته.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/ma2n8h7