أيها الآباء والأمهات، كونوا أشخاصًا روحيين، يحترمكم أولادكم. أكسبوا ثقتهم، وأكسبوا تقديرهم، بشخصيتكم الروحية، لا بسلطانكم.
لا تظنوا أن الأبوة هي مجرد سلطة. كلا، إنها حب وحنان وعطف، إنها البال الطويل والقلب الواسع الذي يمرح فيه الابن، ويستريح. إنها البذل والتضحية...
وإذا خلت الأبوة من حنانها، تصبح لقبًا ميتًا لا حياة فيه. وإذا إهتم الأب بمجرد السيطرة، وأشبع في نفسه شهوة الأمر والنهي، لمجرد الأمر والنهي، واعتزازا بمركزه في الأسرة، إذن فهو حاكم وسيد، وليس أبًا...
ودلالة الأبوة على الحنان والرأفة، هي ما قصد الرب إلهنا عندما طلب إلينا أن ندعوه: "أبانا". وهكذا قال يوحنا الرسول: "انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعي أولاده الله" (1يو1:3). وعن هذا المعنى عينه قال داود في المزمور: "كما يترأف الآب على البنين، يترأف الرب على خائفيه" (مز13:103).
* ومن علامات محبتكم لأولادكم ألا تضغطوا على نفسياتهم، وأن تأمروهم في حدود طاقتهم، وأن تقنعوهم بأوامركم إذا بدت غريبة عليهم. لا تظنوا أن في شيء من هذا إقلالا لمركزكم. إجعلوا طاعتهم لكم، يكون مصدرها من الداخل، من إقتناع قلوبهم، وليس بإرغام من الخارج.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
انظروا لماذا يطيع الأبناء مرشديهم الروحيين أكثر من والديهم؟ إن هذا لعدة أسباب بلا شك:
1- لثقتهم في روحانية هؤلاء المرشدين، وأن كلامهم هو صوت الرب لهم. هذه الثقة التي أنصحكم باقتنائها.
2- لأن هؤلاء المرشدين يكلمونهم بحب لا بسيطرة، كأصدقاء، لا يسمعون منهم عبارة: "أنا قلت كده يعني كده"..
3- لأنهم يقنعونهم، لا يصدرون إليهم الأوامر واجبة التنفيذ، وإنما يشرحون الفكرة، حتى يفهموها فينفذوها... والكلمة القوية المقنعة مطاعة مهما كان مصدرها.
4- لأنهم يحترمون شخصية أولادكم وعقلياتهم. ما أحكم المثل القائل: "إن كبر ابنك، خاوية" أي عامله كأخ.
* من علامات محبتكم لأولادكم أن تمنحوهم حرية تحت رقابتكم. الله نفسه يمنحا الحرية ولا يجعلنا مسيرين. لذلك:
لا ترغموا أولادكم فيما يتعلق بزيجتهم. إنصحوهم، ولكن لا ترغموهم. لا بد أن يوافق كل منهم على من يقضي معه فترة العمر كلها.
لا ترغموهم فيما يختص بمستقبلهم. إنصحوهم، ولكن لا ترغموهم. كل منهم له اتجاهه الخاص الذي يتفق ونفسيته وعقليته ومواهبه...
أعطوهم حرية في تدينهم. وتأكدوا أن تدينهم مفيد لهم ولكم، على الأرض وفي السماء. ولا تقفوا عقبة في حياتهم الروحية، لئلا تفقدوهم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/nvwh9zz